responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 236

حال كونه‌لَهُ فِيها زيادة على النخيل و الأعناب الذين تكون ثمراتهما فاكهة و غلة و قوتامِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ‌ التي يستغل و يتفكه بهاوَ هو في زمان و حال يكون فيهما احرص ما يكون على هذه الجنة حيث انه‌أَصابَهُ الْكِبَرُ و الشيخوخة و انقطع عن الكسب و شب فيه الحرص‌وَ لَهُ‌ زيادة على ذلك‌ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ يحرص على الإنفاق عليهم و على توريثهم‌فَأَصابَها أي تلك الجنة العزيزةإِعْصارٌ فِيهِ نارٌ الاعصار ريح ترتفع بتراب فتلتف و تستدير و تقلع الشجر و النخل بقوتهافَاحْتَرَقَتْ‌ تلك الجنة العزيزة بالنار و تلاشت بالاعصار. و إذا كان أحدكم لا يود ذلك بل هو عليه من أعظم المصائب فلما ذا يسلط نار المن و الأذى في اعصار جهله و يحرق بها إنفاقه و يبطله مع ان الحاجة إلى ثمراته أشد من الحاجة إلى تلك الجنة من ذلك المحتاج‌كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ‌ أي لغاية ان تتفكروا فتعرفوا رشدكم‌

[سورة البقرة (2): آية 267]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)

266يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ‌ بالتجارة و نحوهاوَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ‌

من المعادن و بالزراعة و الظاهر ان المراد مطلق الإنفاق في سبيل اللّه سواء كان في الزكاة أم في غيرها و المراد بالطيب هو غير الردي في ذاته او بحرمته‌ كما فسر بالأمرين المذكورين في روايات الكافي عن أبي بصير عن الصادق (ع) و روايات العياشي عن عبد اللّه بن سنان و أبي بصير و رفاعة عن الصادق (ع) و عن زرارة و أبي الصباح عن الباقر (ع) و نحوها روايات الدر المنثور

و من ذلك يتأكد ظهور الآية في المعنى الأعم من الطيب بالحل و الجودة او بالجودة المقابل للرداءة و الخبث‌وَ لا تَيَمَّمُوا و لا تقصدواالْخَبِيثَ‌ و تعدلوا اليه عن الطيب مع خبثه بالرداءة أو بالحرمة بالمعنى المقابل للطيب بالمعنى العام المتقدم‌مِنْهُ تُنْفِقُونَ‌ و تجعلون انفاقكم منه مع وجود الطيب و اما من لم يعدل عن الطيب إلى الخبيث بل كان كل ماله رديا قبل منه في الزكاة و شكر على الإنفاق منه‌وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ‌ الواو للحال و الجملة لرفع المغالطة في مصداق الخبيث أي انكم لا تأخذونه في حقوقكم و هداياكم و صلاتكم‌إِلَّا ان تتنازلوا و تتساهلوا في‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست