تعليقها بقوله تعالىفَخُذْ مع وجود الفاصل الكثير و
التفريع بالفاء فلا مساغ له في فصيح الكلام.
و الأخذ ليس مساوقا للإمالة و الضم اليه بل هو أعمثُمَّ اجْعَلْ
عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً و هذا كاف في الدلالة على
سبق الأمر بالتقطيع. و قد تعددت الروايات الصحاح
و المعتبرة عن الباقر و الصادق و الرضا عليهم السلام في ان الجبال كانت
عشرة كما احصى غالبها في الوسائل في باب الوصية بالجزء
ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً و قد اكتفى بذكر هذا الوعد
عن ذكر الوقوع لما هو معلوم من قدرة اللّه و انه لا خلف لوعدهوَ اعْلَمْ اي و ليتأكد علمكأَنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ بقدرتهحَكِيمٌ في اعماله
360مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اي ان المثل الذي يضرب
لهؤلاء في جزائهم المضاعف من اللّه و نتيجة إنفاقهم المباركة هوكَمَثَلِ
حَبَّةٍ اي كالمثل الذي يضرب بحبةأَنْبَتَتْ من اسناد الفعل الى بعض
أسبابهسَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ و ليس ذلك فرضا موهوما
كأنياب الأغوال بل هو كثير مشاهد مرئي و إن كان قليلا بالنسبة إلى نوع الزرع
الكثير و كثيرا ما يشاهد ان الحبة يخرج منها اكثر من سبع سنابل بل و عشر و عشرين و
كثيرا ما شوهد في قطرنا في السنبل القوي الجيد من الحنطة و الشعير تبلغ الثمانين
حبةوَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ بحسب نيته و إخلاصه و
إقباله على الخيروَ اللَّهُ واسِعٌ في رحمته و قدرته و جزائهعَلِيمٌ بأعمال عباده و نياتهم
فيها و وجوهها و لا يخفى ان سبيل اللّه غير مختص بالجهاد.
و في مجمع البيان ان الآية عامة في
النفقة في أبواب البر و هو المروي عن أبي عبد اللّه (ع)
قلت و إن قوله تعالىوَ اللَّهُ
واسِعٌ مع سوق الآية يعطي
ان الجزاء المضاعف غير مختص بالإنفاق بل يعم اعمال الخير كلها كما روي في محاسن
البرقي في صحيحة عمر بن يزيد و عن امالي الشيخ و تفسير العياشي في معتبرة الوابشي
عن أبي عبد اللّه (ع)
261الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا بعد إيصاله لمن أعطوه
إياهمَنًّا المن معروف