259أَوْ يكون في غفلة عما يعتقده
بإيمانهكَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ
روى القمي في تفسيره و الطبرسي في احتجاجه عن الصادق (ع) انه ارميا النبي
و في تفسير البرهان عن امير المؤمنين (ع) انه عزير
و في الدر المنثور عن امير المؤمنين و صححه الحاكم و عن ابن عباس
بعدة طرق
انه عزير
فلا مساغ لصاحب الكشاف في اختياره ان صاحب القصة كافر و قد كفانا ابن
المنير في حاشيته مؤنة الرد لما استند اليه الكشاف في دعواهوَ هِيَ
خاوِيَةٌ
أي ساقطة أعاليها كقوله في سورة الحاقةفَتَرَى
الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍعَلى
عُرُوشِها
أي سقوفها و يقال العرش للسرير و ارادته هنا ممكنة. و قيل معنى خاوية
خالية و في المصباح و القاموس خوت الدار خلت من أهلها لكن يكون على هذا في اعراب
على عروشها تكلف بعيد عن كرامة القرآنقالَ أَنَّى كيفيُحْيِي هذِهِ
اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها
في رواية القمي في تفسيره عن الصادق فنظر إلى السباع
تأكل الجيف فقال
أنى يحيي اللّه هذه بعد موتها. و في رواية الدر المنثور عن ابن عباس
في ذكر القرية قد باد أهلها و رأى عظاما فقالأَنَّى
يُحْيِي
الآية و لا يخفى ان الظاهر من لفظ يحيي و موتها و قصة موت القائل و
احيائه و الاحتجاج عليه بذلك هذه كلها تشير و تومي إلى المشار اليه بكلمة «هذه» و هي الأجساد او العظام و
استغنى عن ذكرها بدلالة المقام و إشارات الآية كما في قوله تعالى قبل آياتفَقالَ لَهُمُ
اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ و كثير من نحو ذلكفَأَماتَهُ
اللَّهُ مِائَةَ عامٍ لا يخفى ان الظاهر من الآية هو المعنى الحقيقي للموت مع ان رواية
القمي عن الصادق (ع) و رواية الدر المنثور التي صححها الحاكم عن امير المؤمنين و
رواياته الأخر عن ابن عباس و الحسن و وهب هذه كلها صريحة في ان هذا الشخص قد مات و
تلاشت اجزاؤه و تفرقت فأحياه اللّه بأن جمعها و كسا عظامه. و لكن المفسر المصري
المعاصر قال ما حاصله ان الإماتة و الموت هنا عبارة عن فقد الحس و الإدراك و هو
المسمى بالسبات لا مفارقة الروح للبدن و لم يحضرني الجزء الأول من تفسيره لكي أراه
ماذا يقول فيما مر من قوله تعالى 53ثُمَّ
بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَثُمَّ بَعَثَهُ
قالَ كَمْ لَبِثْتَ في موتك هذاقالَ