الرضوان. و هل المراد بالذين اتقوا هم الذين آمنوا او الاشارة إلى أن
ما كل الذين آمنوا ينالون الدرجات الرفيعة يوم القيامة كما
ورد في الحديث المستفيض المروي في صحاح اهل السنة و غيرها عن رسول
اللّه (ص)
انه يؤخذ ببعض أصحابه يوم القيامة ذات اليمين و ذات الشمال فيقول
أصحابي أصحابي فيقال له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
اللّه هو العالم بالمرادوَ اللَّهُ يَرْزُقُ بالكرامة و رفعة الدرجاتمَنْ يَشاءُ من عباده بحسب الأهلية و
استحقاق الكرامةبِغَيْرِ حِسابٍ و لا حد محدود و اللّه ذو
الفضل العظيم
211كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لا تفرق بينهم فيما يرجع
إلى نحلة او شريعة.
و في التبيان روى عن أبي جعفر «الباقر (ع)» انه قال كانوا قبل نوح
امة واحدة على فطرة اللّه لا مهتدين و لا ضلالا فبعث اللّه النبيين انتهى
و المراد لا مهتدين كل الاهتداء في المعارف لأن الفطرة إنما تهدي إلى
أصل الإلهية و التوحيد و شيء من صفاته جل شأنه. و لا توصل إلى المعاد الجسماني
بالخصوصيات التي جاء بها القرآن الكريم و لا إلى الشريعة. و لا ضلالا بكل الضلال.
إذن فهم ضلال في مطلق القول لضلالهم عن كثير مما تراد منهم معرفته و الاهتداء
اليه.
و في رواية العياشي عن مسعدة عن الصادق (ع) قلت أ فضلالا
كانوا قبل النبيين أم على هدى قال (ع) لم يكونوا على هدى بل على فطرة اللّه التي
فطرهم عليها.
و هذا كله ينطبق على ما
أسنده الكافي عن يعقوب بن شعيب عن الصادق (ع) في الآية قال كان قبل نوح أمة
ضلال فبعث اللّه النبيين. و كذا في رواية العياشي عن يعقوب عنه (ع)
و في روايته عن محمد بن مسلم عن الباقر (ع) كان هذا قبل نوح
كانوا ضلالا.
و روايته عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن الباقر (ع) و الصادق
(ع) كانوا ضلالا.
و لم يرو عن أهل البيت انهم كانوا كفارا. نعم اضطربت الروايات كما في
الدر المنثور عن ابن عباس ففي بعضها قوله على الإسلام كلهم و قريب منه ما رواه عن
أبي بن كعب و في بعضها من طريق العوفي قال كانوا كفارافَبَعَثَ
اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ برضوان اللّه و جزائه و
نعيم الآخرة لمن آمن باللّه و اتقاه و عمل صالحاوَ
مُنْذِرِينَ
لمن خالف كل ذلك او بعضه بغضب اللّه و نكاله و يوم القيامة و عذابه
الأليم المهينوَ أَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ أي نوع الكتاب الإلهي
الذي