135فَإِنْ قالوا ذلك وآمَنُوا
بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ ايها المسلمونفَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا بكفرهمفَإِنَّما هُمْ
فِي شِقاقٍ
و معاندة لا في طلب الحقفَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللَّهُ
يا رسول اللّه و يمنعك من كيد شقاقهمإِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ
لدعائك او لما يقولونالْعَلِيمُ بما في الضمائر 136صِبْغَةَ
اللَّهِ
منصوبة بدلا من ملة ابراهيم. و عن الكافي مسندا عن الصادق او أحدهما
عليهما السلام بأسانيد ثلاثة اثنان منها من الموثق كالصحيح. و عن الصدوق في الصحيح
عن أبي عبد اللّه (ع). و عن العياشي بسند آخر ان الصبغة هو الإسلام و هو ملة
ابراهيم. و في الدر المنثور اخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال دين
اللّه. و سميت صبغة باعتبار الأثر الكريم الظاهر من التوحيد و مكارم الأخلاق و
زينة الشريعةوَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً بما يهدى اليه من الدين
القيم. و يوفق لاتباعهوَ نَحْنُ لَهُ وحدهعابِدُونَ لا نشرك في الإلهية و
العبادة غيره 137قُلْ أَ تُحَاجُّونَنا و تجادلوننافِي اللَّهِ زاعمين انكم الموحدون و
فيكم النبوة. و كيف تحاجوننا بذلك مع ان اللّه لا يحابي بلطفه و رحمته الواسعة
قبيلا دون قبيل.
بل يراعى بها الأهلية و هو اعلم حيث يجعل رسالته و لا يمنع لطفه و
توفيقه الا عمن تمرد عليه بالشرك و العصيان. فكيف يحابيكم و يخص بكم ما تزعمونوَ الحالهُوَ رَبُّنا
وَ رَبُّكُمْ و كلنا عباده و لطفه عام و رحمته واسعة لكل عبادهوَ لَنا
أَعْمالُنا
فقد آمنا باللّه و وحدناه و عبدناه و ان اللّه لا يضيع اجر من احسن
عملاوَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ ان عملتم خيرا من الايمان
الخالص و العبادةوَ نَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ في عبادته و إلهيته لا
نشرك به شيئا. و في ذلك حسن التعريض بهمفَتَعالَى
اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 138أَمْ
تَقُولُونَ
يا اهل الكتاب و تزعمونإِنَّ
إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطَ كانُوا
هُوداً أَوْ نَصارى او للترديد بين قولي الفريقين اليهود يقولون كانوا يهودا و النصارى
يقولون كانوا نصارىقُلْ أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ مع انكم ادعيتم المحال.