ثبتنا بهدايتك و توفيقك على الإسلام كما هديتنا لهوَ اجعل بتوفيقك و لطفكمِنْ ذُرِّيَّتِنا
أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ لم يسألا ذلك لكل ذريتهما لما سبق من قول اللّه لإبراهيملا يَنالُ
عَهْدِي الظَّالِمِينَ لما قال ابراهيموَ مِنْ ذُرِّيَّتِي او لما يعرفانه من حال
البشر في اختيارهم للايمان و ان الكثير منهم من يستحب العمى على الهدى. فطلبا أن
تكون من ذريتهما أمة مسلمة لا خصوص الإماموَ أَرِنا يحتمل أن يراد بالضمير ما
يعم الأمة المسلمة من ذريتهمامَناسِكَنا النسك العبادة و الناسك هو العابد. و للنسك هو الموضع المعد للعبادة
الخاصة. فتكون الرؤية المطلوبة على حقيقتهاوَ تُبْ
عَلَيْنا
طلب التوبة باعتبار دخول الامة المسلمة في الدعاء. و يحتمل أن يختص
الضمير بإبراهيم و إسماعيل فيراد من التوبة عليهما الرجوع و العود عليهما بالرحمة
و اللطف فإن المعنى الاصلي للتوبة هو الرجوع و العود. و يحتمل أن يريدا بالتوبة
نحوا من معناها المعروف تصاغر اللّه و استصغارا لأعمالهما في جنب جلال اللّه كما
هو شعار الأولياء المخلصين
إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 127 رَبَّنا وَ ابْعَثْ
فِيهِمْ
اي الأمة من ذريتهمارَسُولًا
مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ
وَ يُزَكِّيهِمْ بإرشاده و جهاده في الدعوةإِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ
في تنفيذ ارادتك و نصر رسولك في تبليغه و اجراء أحكامك و تعليمه و
تزكيته لعبادكالْحَكِيمُ فيما تفعل. و مصداق هذا الدعاء هو رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله
برسالته العامة فهو رسول اللّه في ذرية ابراهيم و إسماعيل و بهم ابتدأت دعوته و هو
(ص) ايضا من ذريتهما.
و في تفسير القمي قال رسول اللّه (ص) انا دعوة أبي
ابراهيم.
و في البيان روى انه (ص) قال ذلك. و رواه في الدر المنثور عن جماعة
128وَ مَنْ استفهام يرجع الى الإنكار
و النفييَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ في التوحيد و المعرفة و
الأخلاق الفاضلة و الحنيفيةإِلَّا مَنْ الذيسَفِهَ نَفْسَهُ السفه و السفاهة و السفيه
معروفة. و سفه بالضم من افعال السجايا لا يتعدى. و سفه بالكسر متعد و المعنى إلا
من أضر نفسه بسفاهته و نحو ذلك فإن ملة ابراهيم جارية في معارفها و أخلاقها على
النهج الفطري الواضح المعقول فلا يرغب