responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 128

ثبتنا بهدايتك و توفيقك على الإسلام كما هديتنا له‌وَ اجعل بتوفيقك و لطفك‌مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ‌ لم يسألا ذلك لكل ذريتهما لما سبق من قول اللّه لإبراهيم‌لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‌ لما قال ابراهيم‌وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي‌ او لما يعرفانه من حال البشر في اختيارهم للايمان و ان الكثير منهم من يستحب العمى على الهدى. فطلبا أن تكون من ذريتهما أمة مسلمة لا خصوص الإمام‌وَ أَرِنا يحتمل أن يراد بالضمير ما يعم الأمة المسلمة من ذريتهمامَناسِكَنا النسك العبادة و الناسك هو العابد. و للنسك هو الموضع المعد للعبادة الخاصة. فتكون الرؤية المطلوبة على حقيقتهاوَ تُبْ عَلَيْنا طلب التوبة باعتبار دخول الامة المسلمة في الدعاء. و يحتمل أن يختص الضمير بإبراهيم و إسماعيل فيراد من التوبة عليهما الرجوع و العود عليهما بالرحمة و اللطف فإن المعنى الاصلي للتوبة هو الرجوع و العود. و يحتمل أن يريدا بالتوبة نحوا من معناها المعروف تصاغر اللّه و استصغارا لأعمالهما في جنب جلال اللّه كما هو شعار الأولياء المخلصين‌

[سورة البقرة (2): الآيات 129 الى 130]

رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)

إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 127 رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ‌ اي الأمة من ذريتهمارَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ‌ بإرشاده و جهاده في الدعوةإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ في تنفيذ ارادتك و نصر رسولك في تبليغه و اجراء أحكامك و تعليمه و تزكيته لعبادك‌الْحَكِيمُ‌ فيما تفعل. و مصداق هذا الدعاء هو رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله برسالته العامة فهو رسول اللّه في ذرية ابراهيم و إسماعيل و بهم ابتدأت دعوته و هو (ص) ايضا من ذريتهما.

و في تفسير القمي قال رسول اللّه (ص) انا دعوة أبي ابراهيم. و في البيان روى انه (ص) قال ذلك. و رواه في الدر المنثور عن جماعة

128وَ مَنْ‌ استفهام يرجع الى الإنكار و النفي‌ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ‌ في التوحيد و المعرفة و الأخلاق الفاضلة و الحنيفيةإِلَّا مَنْ‌ الذي‌سَفِهَ نَفْسَهُ‌ السفه و السفاهة و السفيه معروفة. و سفه بالضم من افعال السجايا لا يتعدى. و سفه بالكسر متعد و المعنى إلا من أضر نفسه بسفاهته و نحو ذلك فإن ملة ابراهيم جارية في معارفها و أخلاقها على النهج الفطري الواضح المعقول فلا يرغب‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست