responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 10

و الخامسة في سورتي طه و الأعراف فجاءت هذه القصص بكرامة الوحي الإلهي منزّهة عن كل خرافة و كفر و عن كل ما ينافي قدس اللّه و قدس أنبيائه. جارية على المعقول. منتظمة الحجة.

شريفة البيان. و ذلك مما يقيم الحجة و يوجب اليقين بأنه لا يكون إلا من وحي اللّه و لا يكون من بشر بما هو بشر مثل رسول اللّه الذي لم يمارس تعلما في المعارف الإلهية و لم يتخرج عن مدرسة و لم يتربّ إلّا بين اعراب وحشيين و ثنيين على أوحش جانب من الوحشية و الوثنية.

بل لو مارس جميع التعاليم و تخرج من جميع الكليات لما امكنه ان يتنزّه و ينزه معارفه و كلامه من أمثال هذه الخرافات الكفرية.

لم يكن في ذلك العصر و ما قبله إلّا تعاليم اليهود و النصارى. و أساسها في الديانة مبنيّ على ما أشرنا اليه من خرافات التوراة الرائجة فهم عكوف عليها في عبادتهم و مواسمهم و تعاليمهم و مدارسهم. أو تعاليم الوثنيين و منهم قومه. تلك التعاليم الجهلية الخاسئة. او تعاليم المجوس المتشعبة من كلا التعليمين المذكورين فإنه صلوات اللّه عليه لو كان أخذ القصص المذكورة من ذات التوراة الرائجة بالإتقان أو من الروحانيين المسيطرين على تعليمها و أراد أن يتقوّل بها على الوحي تزلفا أو مخادعة لهم ليستجيبوا إلى اتباع دعوته لأتى بها على ما في التوراة من الخرافة و الكفر. و لو كان أخذها سطحيا من أفواه الرجال كما يأخذ الأميّ من ألسن العامة لزاد عليها أضعاف خرافاتها و كفرها كما تستلزمه و توجبه أميته و تربيته و جهل قومه و بلاده و وحشيتهم و وثنيتهم لكن (إن هو إلا وحي يوحى) إلى رسول لا تأخذه في تبليغ الحقائق لومة لائم أو مخالفة أمم. فانظر إلى تفصيل ذلك في الجزء الأول من الرحلة المدرسية [1] و على هذا النحو يجري الكلام فيما ذكر في العهد القديم الذي يعدّه أهل الكتاب من الوحي الصادق حيث نسب إلى أيوب أشنع الاعتراض على اللّه و الجزع من قضائه و نسبة الظلم اليه جلّ و علا و طلب المحاكمة معه حتى انه صار يوبخ واعظيه و الناهين له عن هذه الجرأة و يسفه رأيهم. و نسب الزنا إلى داود بأشنع وجه. و نسب إلى سليمان انه تمادى في تأييد الشرك باللّه و العبادة الأوثانية و كثر منه بناء المباني لعبادة الأوثان. و قد كثرت مصائب الأناجيل في القدح بقدس المسيح مع صغر حجمها و قلة مكتوبها فنسبت الى قدسه شرب الخمر و تكرّر الكذب و الأحوال المنافية للعفة و انتهاره لوالدته و قدحه في قداستها و القول بتعدد


[1] صحيفة 7 11 و 41 و 42 و 43 46 و 47 و 58. و 30 34.

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست