responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 92

أخباره في تاريخ دمشق أصابته ضائقة شديدة فقالت له امرأته والله ما في بيتنا شئ يأكله ذو كبد فقام وتوضأ وصلى فقالت لابنه ان أباك ليس يزيد على ما ترى قال ابنه فذهبت إلى صديق لي ولأبي تمار فقال تعال أعني على هذا التمر فجعلنا نحمل ويفرع ويعبيه فلما فرغنا قلت والله لا قلت له شيئا لا يقول أعانني يريد ان يأخذ مني كراه فذهب بي إلى المنزل وقدم لي مائدة ثم اخرج لي صرة وقال اقرأ السلام على أبيك وقل له اشتريت حديقة فلان وجعلت لك فيها حصة وهذا نصيبك وفيها ثلاثون دينارا وأعطاني مثلها إلى أبي حازم ومثلها إلى ابن المنكدر وقال لي قل لهم مثل ما تقول لأبيك فاخرج أبي عشرة دنانير وقال اذهب بها إلى أبي حازم وعشرة وقال اذهب بها إلى ابن المنكدر فقلت له قد اتاهما مثلما ما اتاك فقال ادفع الباقي إلى أمك فذهبت إلى أبي حازم فاخرج منها عشرة وقال ادفعها إلى أبيك وعشرة وقال ادفعها إلى ابن المنكدر واتيت ابن المنكدر فاخرج منها عشرة وقال ادفعها إلى والدك وعشرة وقال ادفعها إلى أبي حازم. قال وقال زيد غزوت الإسكندرية فأصابتني فيها شكاية فتذكرت حديث ما حق امرئ مسلم له شئ يوصي فيه يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبة عنده فأخذت قرطاسا ودواة لأكتب وصيتي فوجدت في يدي وصبا شديدا فقلت أنام لأستريح قليلا فنمت فرأيت في منامي ملك الموت فرعبت منه فقال لي اني لم أؤمر بقبض روحك فقلت اكتب لي براءة من النار فكتب لي فانتبهت فإذا القرطاس مكتوب كما رأيت في المنام اه‌ ونحن إذا روينا شيئا من كرامات أهل بيت النبوة ما دون هذا قيل لنا هذه مغالاة.
كلامه في القدرية في تاريخ دمشق قال ابن أسلم والله ما قالت القدرية مثل ما قال الله تعالى وكما قالت الملائكة وكما قال النبيون ولا كما قال أهل الجنة ولا كما قال أهل النار ولا كما قال أخوهم إبليس قال الله وما تشاؤون إلا أن يشاء الله وقالت الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا بما علمتنا وقال شعيب ع وما كان لنا ان نعود فيها الا ان يشاء ربنا وقال أهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وقال أهل النار ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين وقال أخوهم إبليس رب بما أغويتني وقال القدر قدر الله وقدرته فمن كذب بالقدر فقد جحد قدرة الله اه‌.
قال المؤلف لم أجد فيما عثرت عليه من بين المراد من القدرية بوجه مفصل وهم منسوبون إلى القدر بالفتح وقال أهل اللغة القدر القضاء الذي يقدره الله تعالى. وفي مجمع البحرين في الحديث ذكر القدرية وهم المنسوبون إلى القدر ويزعمون ان كل عبد خالق فعله ولا يرون المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيئته فنسبوا إلى القدر لأنه بدعتهم وضلالتهم قال وفي شرح المواقف قبل القدرية هم المعتزلة لاسناد أفعالهم إلى قدرتهم وفي الحديث لا يدخل الجنة قدري وهو الذي يقول لا يكون ما شاء الله ويكون ما شاء إبليس اه‌ ويدل كلامه على أنه نقله من كلام الأشاعرة ثم قال الذي يظهر من كثير من الأحاديث ان العبد ليس قادرا قدرة تامة على طرفي فعله كما هو مذهب المعتزلة وانما قدرته التامة على الطرف الذي وقع منه فقط وأما على الطرف الآخر فقدرته ناقضة والسبب في ذلك مع تساوي نسبة الاقدار والتمكين منه تعالى إلى طرفي الفعل امر يرجع إلى نفس العبد وهو إرادة أحد الطرفين دون الآخر لا من الله فيلزم الجبر كما هو مذهب الأشاعرة فالقدرة التامة للعبد على ما زعمه المعتزلة باطلة وعدم القدرة على شئ من الطرفين كما زعمه الأشعرية أظهر بطلانا والحق ما بينهما وهو القدرة التامة فيما يقع من العبد فعله والناقصة فيما لم يقع يؤيده قوله ع بين الجبر والقدرة منزلة بين المنزلتين اه‌ أقول الصواب ان القدرة على الطرفين على حد سواء بالنسبة إلى ما يقع من العبد وما لم يقع والمنزلة بين المنزلتين يراد به والله العالم إنه ليس بحيث يستغني عن أقدار الله ولا انه مجبور على فعله والمشيئة يراد بها والله العالم التخلية بين العبد وبين فعله لا الإرادة والمحبة والاخبار في القضاء والقدر لا تخلو من بعض الغموض والتشابه والجمع بينها بعضها مع بعض وبينها وبين ما دلع عليه العقل من فساد الجبر وعدم استقلال العبد بالفعل بدون خلق القدرة فيه يقتضي مال ذكرناه والله العالم.
ما نقل عنه من المواعظ والحكم في تاريخ ابن عساكر قال: خصلتان فيهما كمال امرك. تصبح حين تصبح ولا تهم بمعصية لله وتمسي حين تمسي ولا تهم بمعصية لله وقال من يكرم الله بطاعته يكرمه بجنته. ومن يكرم الله بترك معصيته يكرمه الله بان لا يدخله النار. وقال: استعن بالله عمن سواه ولا يكونن أحد أغنى بالله منك ولا يكن أحد أفقر إليه منك. ولا تشغلنك نعم الله على العباد عن نعمه عليك. ولا تشغلنك ذنوب العباد عن ذنوبك، ولا تقنط العباد من رحمة الله وترجوها أنت لنفسك. قال عبد الله الدينوري: كان زيد يقول كيف تعجبك نفسك وأنت لا تشاء ان ترى من عباد الله من هو خير منك الا رأيته. انك لست بخير من أحد يقول لا إله إلا الله حتى تدخل الجنة ويدخل هو النار فحينئذ تعلم انك خير منه. ابن آدم اتق الله يحبك الناس وان كرهوا وقال انظر إلى من كان رضاه عنك في احسانك إلى نفسك وكان سخطه عليك في إساءتك إلى نفسك فكيف تكون مكافأتك إياه.
وقال اكرامك نفسك بطاعة الله والكف عن معاصي الله. وقال نعم الهدية الكلمة من كلام الحكمة تهديها لأخيك والحكمة ضالة المؤمن إذا وجدها اخذها اه‌.
التمييز عن جامع الرواة انه نقل رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي جعفر ع ورواية الحسن بن الحسين الفارسي عن عبد الرحمن أو عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي عبد الله ع ويستفاد من تاريخ دمشق وتهذيب التهذيب انه يروي عن أبيه وابن عمر وأبي هريرة وعائشة وجابر وربيعة بن عباد الديلي وسلمة بن الأكوع وانس وأبي صالح ذكوان السمان وابن سعيد وعلي بن الحسين وعبد الرحمن بن وعلة وعبد الرحمن بن أبي سعيد والقعقاع بن حكيم وعياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرج والأعرج وأم الدرداء وعطاء بن يسار.
وعنه أولاده الثلاثة أسامة وعبد الله وعبد الرحمن ومالك وابن عجلان وابن جريح والزهري وسليمان بن بلال وحفص بن ميسرة وداود بن قيس الفرا وأيوب السختياني وجرير بن حازم وعبيد الله بن عمر وابن إسحاق ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ومعمر وهشام بن سعد والسفيانان والدراوردي وجماعة. عن ابن معين لم يسمع من جابر ولا من أبي هريرة وقال أبو

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست