responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 409

شعارهم سيما النبي وراية * بها ننصر الرحمن ممن يكيدها لها شرعاء من رجال كأنها * دواعي السباع نمرها وأسودها يمورون مور الموج ثم ادعوا هم * إلى ذات انذار كثير عديدها إذا نهضت مدت جناحين منهم * على الخيل فرسان قليل صدودها كهول وشبان يرون دماءكم * طهورا وثارات لها تستعيدها كأني أراكم حين تختلف القنا * وزالت بأكفال الرجال لبودها ونحن نكر الخيل كرا عليكم * كخطف عتاق الطير طيرا يصيدها إذا نعيت موتى عليكم كثيرة * وعيت أمور غاب عنكم رشيدها هنالك اما النفس تابعت الهدى * ونار إذا ولت وار شديدها فلا تجزعوا ان أعقب الدهر دولة * وأصبح مناكم قريبا يعيدها فان لأهل الحق لا بد دولة * على الناس يرجى وعدها ووعيدها فقالوا نعم قد عرفناه هذا أفحش شاعر وآلم جليس فقال معاوية يا أبا الطفيل أتعرف هؤلاء قال ما أعرفهم بخير ولا أبعدهم من شر.
فاجابه خريم الأسدي والظاهر أنه أبو فاتك المذكور في محله:
إلى رجب أو غرة الشهر بعده * يصبحكم حمر المنايا وسودها ثمانين ألفا دين عثمان دينهم * كتائب فيها جبرئيل يقودها فمن عاش عبدا عاش فينا ومن يمت * ففي النار يسقى مهلها وصديدها ومن شعره قوله:
أيدعونني شيخا وقد عشت حقبة * وهن من الأزواج نحوي نوازع وما شاب رأسي من سنين تتابعت * علي ولكن شيبتني الوقائع ولما فني الجيش الذي أرسله الحجاج بن يوسف إلى بلاد رتبيل ولم ينج منه الا القليل، جهز الحجاج جيشا جديدا بقيادة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وقد أراد الحجاج ان يقذف بهذا الجيش إلى بلاد رتبيل كما قذف الجيش الذي قبله فيتخلص من قادة العرب وفرسانهم باسم الفتح والجهاد.
يقول الطبري: كان الحجاج وليس في العراق رجل أبغض إليه من عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث ومع ذلك فقد عهد إليه بقيادة الحملة الجديدة!!
ولكن عبد الرحمان وجميع قواد الجيش وفرسانه لم تكن تخفى عليهم غايات الحجاج فأبوا ان يتوغلوا بعيدا في بلاد العدو بعد أن رأوا مصير الجيش الذي سبقهم. ولما أصر الحجاج على عبد الرحمان ليتقدم أكثر مما تقدم عقد عبد الرحمان مؤتمرا عاما من قادة الجيش وجمهوره ليشاورهم في الأمر، فكان مما قاله عبد الرحمان: ان الحجاج يأمرني بتعجيل الوغول بكم في أرض العدو وهي البلاد التي هلك إخوانكم فيها بالأمس وانما انا رجل منكم امضي إذا مضيتم وآبي إذا أبيتم.
فثار إليه الناس فقالوا لا بل نابي على عدو الله ولا نسمع له ولا نطيع وكان من بين الخطباء أبو الطفيل عامر بن واثلة، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: اما بعد فان الحجاج والله ما يرى بكم الا ما رأى القائل الأول إذ قال لأخيه: احمل عبدك على الفرس فان هلك هلك، وان نجا فلك.
أن الحجاج والله ما يبالي ان يخاطر بكم فيقحمكم بلادا كثيرة اللهوب واللصوب، فان ظفرتم فغنمتم أكل البلاد وحاز المال وكان ذلك زيادة في سلطانه، وان ظفر عدوكم كنتم أنتم الأعداء البغضاء الذي لا يبالي عنتهم ولا يبقي عليهم اخلعوا عدو الله الحجاج.
ولما وقعت الحرب بعد ذلك بين جموع الحجاج وجموع ابن الأشعث كان الطفيل بن عامر ممن قتل وقد كان قال وهو بفارس يقبل مع عبد الرحمان من كرمان إلى الحجاج:
ألا طرقتنا بالغربيين بعد ما * كللنا على شحط المزار جنوب أتوك يقودون المنايا وانما * هوتها بأولانا إليك ذنوب ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له * من الله في دار القرار نصيب ألا أبلغ الحجاج ان قد أصابه * عذاب بأيدي المؤمنين مصيب وقال عامر يرثي ابنه الطفيل:
خلى طفيل علي الهم فانشعبا * وهد ذلك ركني هدة عجبا وابني سمية لا أنساهما ابدا * فيمن نسيت وكل كان لي نصبا وأخطأتني المنايا لا تطالعني * حتى كبرت ولم يتركن لي نشبا وكنت بعد طفيل كالذي نضبت * عنه المياه وغاض الماء فانقضبا فلا بعير له في الأرض يركبه * وان سعى اثر من قد فاته لغبا وسار من ارض خاقان التي غلبت * أبناء فارس في أربائها غلبا ومن سجستان أسباب تزينها * لك المنية حينا كان مجتلبا حتى وردت حياض الموت فانكشفت * عنك الكتاب لا تخفي لها عقبا وغادروك صريعا رهن معركة * ترى النسور على القتلى بها عصبا تعاهدوا ثم لم يوفوا بما عهدوا * وأسلموا للعدو السبي والسلبا يا سوأة القوم إذ تسبى نساؤهم * وهم كثير يرون الخزي والحربا 1420: أبو سخيلة عامر بن طريف سخيلة بوزن تصغير سخلة وطريف بالطاء المهملة. عد الشيخ في رجاله في باب الكنى في أصحاب أمير المؤمنين ع أبو سخيلة وذكره البرقي في رجاله كما نقله العلامة في الخلاصة فقال عند تعداد المجهولين من أصحاب أمير المؤمنين ع أبو سخيلة عاصم بن طريف. روى الكشي في رجاله عن حمدون وإبراهيم ابني نصير قال حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد الحنفي عن فضيل الرسان: حدثني أبو عبد الله ع عن أبي سخيلة قال حججت انا وسلمان وربيعة فمررنا بالربذة فاتينا أبا ذر فسلمنا عليه فقال لنا ان كانت بعدي فتنة فعليكم بالشيخ اي علي بن أبي طالب فاني سمعت رسول الله ص وهو يقول: علي أو من آمن بي وصدقني وهو أول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو الفاروق بعدي يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المسلمين والمال يعسوب الظلمة اه‌. وفي تهذيب التهذيب: أبو سخيلة غير منسوب ولا مسمى روى عن أبي ذر وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب. وعنه الخضر بن القواس وفضيل بن مرزوق ومحمد بن عبيد الله العرزمي قال أبو زرعة لا اعرف اسمه اه‌.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 409
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست