responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 387

المزيدية في اخبار الدولة الأسدية، وفيه يقول: ملك يغترف من بحر جوده فقير العرب والغني، ويعم فضله قريبهم والقصي.
كما عم فيها نوال ابن مزيد * وجادهم من سيبه المتداني تساوى الورى فيه فقير وذو غنى * وقاص بعيد في البلاد وداني ومن معدوديهم أبو عبد الله محمد بن خليفة السنبسي ومما يروي من مجالسه الأدبية انه اتفق حضور مقدار بن المختار المطاميري والسنبسي عنده في الحلة فأنشده السنبسي في عرض المحادثة لنفسه بقوله:
ومن ينس لا انسى عشية بيننا * ونحن عجال بين غاد وراجع وقد سلمت بالطرف منها ولم يكن * من النطق الا رجعنا بالأصابع فرحنا وقد روى السلام قلوبنا * ولم يجر منا في خروق المسامع ولم يعلم الواشون ما كان بيننا * من السر لولا ضمرة في المدامع فطرب لها سيف الدولة ولم يرضها مقدار. فقال له سيف الدولة:
ويلك يا مقدار، ما عندك في هذه الأبيات. فقال: أقول في هذه الساعة بديها أجود منها، ثم أنشد ارتجالا:
ولما تناجوا بالفراق غدية * رموا كل قلب مطمئن برائع وقفنا فمبد أنة إثر أنة * تقوم بالأنفاس عوج الأضالع مواقف تدمي كل عشواء ثرة * صدوف الكرى انسانها غير هاجع امنا بها الواشين ان يلهجوا بنا * فلم تتهم الا وشاة المدامع فازداد سيف الدولة استحسانا لهذه واستدناه وأكرمه وجعله من ندمائه.
وكان صدقة يستزيد شعراء عصره ويكرمهم، ومن ذلك دعوته الأبيوردي. وقد حدث عبد الله بن علي التميمي عن القاضي أبي سعد محمد بن عبد الملك بن الحسن النديم: ان أفضل الدولة الأبيوردي لما قدم الحلة على سيف الدولة صدقة ممتدحا له ولم يكن قبلها قد اجتمع به قط خرج سيف الدولة لتلقيه فقال: وكنت فيمن خرج فشاهدت الأبيوردي راكبا في جماعة كثيرة من اتباعه منهم من المماليك الترك ثلاثون غلاما ووراءه سيف مرفوع وبين يديه ثمان نجائب بالمراكب والسر فسارات الذهب وعددنا ثقله فكان على أحد وعشرين بغلا. وكان مهيبا محترما جليلا معظما لا يخاطب الا بمولانا، فرحب به سيف الدولة وأظهر له من البر والاكرام ما لم يعهد مثله في تلقي أحد ممن كان يتلقاه وامر بانزاله واكرامه والتوفر على القيام بمهامه، وحمل إليه خمسمائة دينار وثلاثة حصن وثلاثة اعبد، وكان الأبيوردي قد عزم على انشاد سيف الدولة قصيدة في مدحه في يوم عينه، ولم يكن سيف الدولة أعد له بحسب ما كان في نفسه ان يلقاه به ويجيزه على شعره واعتذر إليه ووعده يوما غير ذلك اليوم ليعد ما يليق بمثله اجازته مما يحسن به بين الناس ذكره، ويبقى على ممر الأيام اثره فاعتقد أفضل الدولة ان سيف الدولة قد دافعه عن سماعه منه استكبارا لما يريد ان يصله به ثانيا، فامر الأبيوردي أصحابه ان يعبروا ثقله الفرات متفرقا في دفعات.
وخرج من غير أن يعلم به أحد سوى ولد أبي طالب بن حبش، فإنه سمعه ينشد على شاطئ الفرات حين عبوره:
أبابل لا واديك بالخير مفعم * لراج ولا ناديك بالرفد آهل لئن ضقت عني فالبلاد فسيحة * وحسبك عارا انني عنك راحل فان كنت بالسحر الحرام مدلة * فعندي من السحر الحلال دلائل قواف تعير الأعين النجل سحرها * وكل مكان خيمت فيه بابل فبادر ولد أبي طالب إلى سيف الدولة فقال له: رأيت على شاطئ الفرات فارسا يريد العبور إلى الشرق وهو ينشد هذه الأبيات. فقال سيف الدولة: وأبيك ما هو الا الأبيوردي فركب لوقته في قل من عسكره، فلحقه فاعتذر إليه، وسأله الرجوع وعرفه عذره في امتناعه من سماع شعره، وامر بانزاله في داره معه، وحمل إليه ألف دينار ومن الخيل والثياب ما يزيد على ذلك قيمة.
ومن الشعراء من كان يؤلف الاشعار ويرسلها إلى صدقة املا في جائزته، ومن ذلك ما فعله ابن الهبارية إذ ارسل الصادح والباغم مع ولده، فأجزل سيف الدولة عطيته وأسنى جائزته.
وكان أحد الشعراء يقصد منصورا كل عام ليتسلم مائتي دينار وثيابا حريرا وعمامة وحصانا. ولما مات منصور قصد الشاعر ولده صدقة فضاعف له رسمه ونصحه ان يعود إلى بلده ليرعى أسرته التي تنتظره.
ولدبيس بن صدقة اخبار تقرب من اخبار والده في اكرام الشعراء وايفاء ما عودهم والده من عطاء.
وقال في النجوم الزاهرة ج 5 ص 196 في حوادث سنة 501 فيها قتل صدقة بن منصور بن دبيس صاحب الحلة. كان كريما عفيفا عن الفواحش، وكانت داره ببغداد حرما للخائفين. لم يتزوج غير امرأة واحدة في عمره ولا تسرى قط. قتل في دافعة كانت بينه وبين عساكر السلطان محمد شاه، وكانت سيرته مشكورة وخصاله محمودة وما سلم من مذهب أهل الحلة فان أباه كان من كبار الرافضة!!. على عادة صاحب الكتاب يوسف بن ثغري بردي الأتابكي في نبز الشيعة.
وقال ابن الأثير: سنة 495 بني سيف الدولة صدقة بن مزيد بلدة الحلة بالجامعين اه‌. وقال الشيخ رضي الدين علي أخو العلامة في كتاب العلل القوية: وقد كان وضع سور الحلة السيفية في 21 رمضان سنة 500 وسنة إحدى وخمسمائة نزل سيف الدولة صدقة بن منصور بن علي بن دبيس الحلة وسنة 493 عمر ارض الحلة وهي آجام ووضع أساس الدار والأبواب سنة 495 وحفر الخندق حول الحلة سنة 498 ووضع الكشك ولده دبيس بعد وفاته وتولى بعده ولده علي وانقرض ملكهم على يد علي ولهذا يقولون ان أول ملوك بني دبيس علي وآخرهم علي.
راجع ابن خلكان ج 1 ص 202 راجع من الوفيات ج 1 ص 402 إلى 404.
1350: صردر اسمه علي بن الحسن بن علي بن الفضل.
1351: صعصعة بن صوحان العبدي.
صوحان بضم الصاد أسلم صعصعة في عهد رسول الله ص ولم يره قال في الإصابة كان خطيبا فصيحا وله مع معاوية مواقف. قال الشعبي


[1] السر فسارات: كلمة فارسية. سر فسار: اللجام.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست