responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 311

على الطريقة القديمة جرى في بعض منظومه في هذا الميدان الذي هو أول من اجرى فيه طرق تصوراته فله مزية السبق في فتح هذا الباب. وجل قصائده في الاجتماع والأخلاق والحكم والوصف وذم مساوئ المدنية العصرية والسلم والحرب والحماسة والسياسة وما إلى ذلك من الموضوعات والأساليب والمنشور منها بالطبع هو القليل والكثير ولا سيما ما كان في الحرب العامة وفي عهد الانتداب الفرنسي ظل مطويا. وكان سريع الخاطر في النظم ولا ينظمه إذا تعاصى عليه وإذا فتح عليه مستهل القصيدة لانت له شموسه وأطاعته صعابه وجرى على أسلة يراعه سلس المقادة وما كانت السرعة فيه لتفقده متانته ولم ينظمه غزلا ونسيبا مقتفيا الأسلوب القديم وهو ريان العود متمل من ماء الشباب الا في عهد الكهولة وفي مراهقة سن الشيوخ وفي زمن التواء غصن الشبيبة حيث نظم في الحرب العالمية الأولى قصائد الذخيرة وجلها مفتتح في ضربي الغزل والنسيب.
مؤلفاته له مؤلفات طبع منها كتاب الذخيرة وتاريخ قلعة الشقيف في المجلد السادس من مجلة العرفان. ومعجم أسماء قرى جبل عامل وقد طبع قسم منه في المجلد الثامن منها والقسم الباقي نشره تباعا في المجلد العشرين.
وهو أحد جامعي العراقيات. ومما لم يطبع ديوان شعره. ورسالة في نقض مذهب دارون. ورسالة في أحوال أبي الأسود الدؤلي وشعره لم تتم.
وديوان الشعر العاملي المنسي. وله غير ذلك وله أطروحة بعنوان صلة العلم بين دمشق وجبل عامل نشرت في مجلة المجمع العلمي العربي الدمشقي.
مكتبته كان جد ولوع باقتناء الكتب في مختلف العلوم والفنون ويبذل آخر درهم يحويه في تحصيل نادرها وبلغ ما جمعه في مكتبته زهاء ألف مجلد.
صلته بأدباء عصره كان له صلة بكثيرين من علماء العصر وعلية أدبائه منهم الأمير شكيب أرسلان ومحمد كرد علي وعيسى إسكندر المعلوف وإبراهيم الأسود والشيخ محيي الدين الخياط وكثيرين غيرهم.
نشأته السياسية عني بالسياسة منذ الصغر ولا سيما ما يتعلق منها بوطنه ونكب في سبيلها نكبات قبل الحرب وبعدها وكان في القافلة الأولى بين سجناء عالية سنة 1332 وبعد سجنه ثلاثة وخمسين يوما خرج براء وبعد الحرب أصابه سهام من أذاها واشتغل في القضية العربية وارتبط بدار الاعتماد العربي في بيروت وله تقارير سياسية مهمة ومنها تقرير يقع في 60 صفحة لم يدع شاردة ولا واردة فيما يتعلق بجبل عامل وسياسته الا وقد حواها نظمه باقتراح صديقه الشهيد يوسف العظمة يوم تولى إدارة دار الاعتماد في بيروت.
في الجمعيات دخل في كثير من الجمعيات ولكنه لم يجد ثمرة لعمله الا في جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية التي تسلم إدارتها هو وبضعة نفر وأكثرها محتاج للترميم والتوسيع فكان من ثمرة جهودهم ان أصبحت وما زادوه فيها وما جددوه من الأبنية بعد حفظها من الضياع وامتداد الأيدي الغاصبة إليها في الحاضر والمستقبل بوقفها الشرعي تأتي بريع يبلغ ثلاثمائة ليرة عثمانية ذهبية وتم لهم بمساعدة بعض المحسنين اصلاح مدرستها على طريقة حسنة وايجارها لمدرسة الحكومة. وقد أنشأ بمشاركة زميله الشيخ احمد رضا في النبطية مدرسة للبنين ومدرسة للبنات تابعتين للجمعية.
وقد انتخب بالاجماع عضوا في المجمع العلمي العربي الدمشقي وقد نشرت مجلته ترجمته وأطروحته التي اقترحت عليه. وكان عضوا في جمعية العلماء.
في التجارة اعطى التجارة بعضه فلم تنقد إليه وما كان للمرء ان يعاني عملا لم يخلق له وكل ميسر لما خلق له ولكن الضرورة وقلة موارد ارتزاقه من غير بابها مع العفة التي اتصف بها قضت عليه ان يعمل عملا يحفظ عليه كرامة نفسه ويبلغ به الكفاف والعفاف فكان نصيبه الاخفاق من كل عمل تجاري مارسه ولم يفلح.
في الوظائف لم يكن يكره عملا من الأعمال كرهه للوظائف الحكومية ولكن ضيق الحال وأعباء العيال أكرهاه مضطرا على قبول وظيفة قاضي التحقيق في محكمة صيدا البدائية سنة 1338 وقد ندب إليها على اثر الاحتلال وتشكيل حكومة وطنية وأقيل منها بعد أربعة أشهر لأسباب لا يتسع المقام لبسطها وسنة 1342 انتدب عضوا لمحكمة كسروان البدائية فقبلها مرغما وبعد أربعة أشهر عين حاكم صلح للهرمل ثم حاكم صلح في النبطية عند تأسيس هذه المحكمة فيها ثم اخرج منها لأسباب وجلها يرجع إلى التهم السياسية وقد نظم أبياتا في الضجر منها:
أبعد خمسين من عمري ومعظمها * أنفقته في طلاب العلم والعمل أسعى إلى الرزق من طرق القضاء وما * قضيت من أرب فيه ومن امل حسبي باني فيه قد وقفت على * شفا وما امنت نفسي من الزلل وعاذري عاذلي فيه واني في * الحالين مستهدف للوم والعذل تبا لعيش امرئ ان صح من علل * فما نجا ان نجا من أعضل العلل يغرى الفتى بالأماني وهي تدفعه * إلى منيته مع سائق الاجل أهوى الذي ليس للأقدار فيه هوى * لذاك لم أجن من دهري سوى الفشل ما حيلة المرء في دنياه مجدية * إذا قضى القدر الجاري على الحيل كم ظن أمرا قريبا حين عالجه * فكان أبعد في الإمكان من زحل ورب امر اتاه غير منتظر * له وقد كان فيه غير محتفل إذا برأد نهاري لم أنل إربا * فكيف أبلغه والشمس في الطفل وهل أنال بأيام سأدرسها * الا الذي نلت من أيامي الأول وما نبت همتي ان كان دهري بي * نبا وشاب لي الخطبان بالعسل فالسيف ما انفك مرهوب المضاء على * طول القراع مصون الحد بالخلل جنى علي زماني إذ رآني لم * ارع كأكثر أهليه مع الهمل وهان عندي ما ألقاه اني لم * أزل بفضلي فيه مضرب المثل وان لي من عفافي ما تصان به * نفسي كما صينت الحسناء بالكلل يا دهر ما شئت فاصنع بي ولا عجب * فالفضل عندك منقوص من الأزل

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست