responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 243

والغابرين ثم كان مما قضى الله وقدره وله الحمد على ما أحببنا وكرهنا ان ضمنا وعدونا بقناصرين فلا يجمل بنا اليوم الحياص وليس هذا بأوان انصراف ولات حين مناص وقد خصنا الله بمنه برحمة لا نستطيع أداء شكرها ولا نقدر قدرها ان أصحاب محمد ص المصطفين الأخيار معنا وفي حيزنا فوالله الذي هو بالعباد بصير ان لو كان قائدنا حبشيا مجدعا الا أن معنا من البدريين سبعين رجلا لكان ينبغي لنا ان تحسن بصائرنا وتطيب أنفسنا فكيف وانما رئيسنا ابن عم نبينا بدري صدق وصلى صغيرا وجاهد مع نبيكم كبيرا ومعاوية طليق من وثاق الأسارى الا انه أخو جفاة فأوردهم النار وأورثهم العار والله محل بهم الذل والصغار الا أنكم ستلقون عدوكم غدا فعليكم بتقوى الله من الجد والحزم والصدق والصبر فان الله مع الصابرين الا انكم تفوزون بقتلهم ويشقون بقتلكم والله لا يقتل رجل منكم رجلا منهم الا أدخل الله القاتل جنات عدن وأدخل المقتول نارا تلظى لا تفتر عنهم وهم فيها مبلسون عصمنا الله وإياكم بما عصم به أولياءه وجعلنا وإياكم ممن أطاعه واتقاه واستغفر الله العظيم لي ولكم والمؤمنين ثم قال الشعبي لعمري لقد صدق فعله ما قال في خطبته وفي مجالس المؤمنين سعيد بن قيس الهمداني كان من رؤساء قبيلة همدان ومن فدائية ملك الرجال يعني أمير المؤمنين ع اه‌.
وكان سعيد بن قيس الهمداني فارسا شجاعا شاعرا من خلص أصحاب أمير المؤمنين ع شهد معه الجمل وصفين وأخباره الآتية دالة على علو مقامه وخلوص ولائه.
أخباره يوم الجمل في مجالس المؤمنين عن كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي كان سعيد بن قيس في حرب الجمل في خيل الميسرة وأثر أثرا موجبا للسرور وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 1 ص 48 كان سعيد بن قيس الهمداني في عسكر علي ع يوم الجمل ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الاسلام المتضمن كون علي ع وصي رسول الله ص قول سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل آية حرب أضرمت نيرانها * وكسرت يوم الوغى مرانها قل للوصي أقبلت قحطانها * فادع بها تكفيها همدانها وتتمة الأبيات:
هم بنوها وهم إخوانها وروى نصر بسنده عن الشعبي ان سعيد بن قيس دخل على علي بن أبي طالب ع فقال له علي وعليك السلام وان كنت من المتربصين فقال حاش الله يا أمير المؤمنين لست من أولئك قال فعل الله ذلك اه‌ أقول ينبغي أن يكون ذلك قبل حرب الجمل فإنه في حرب الجمل كان مع علي ع ولم يكن متربصا ولعل تربصه كان قبل حرب الجمل والله أعلم.
أخباره بصفين روى نصر بن مزاحم ان عليا ع لما عقد الألوية وأمر الأمراء وكتب الكتائب يوم صفين استعمل على همدان سعيد بن قيس وفي مناقب ابن شهرآشوب انه جعله فيها على الجناح وفي مجالس المؤمنين عن كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي انه جعله يوم صفين مع عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي على الخيل في الجناح وهو أهم مواقع العسكر وروى نصر في كتاب صفين ان عليا ع لما قدم النخيلة متوجها إلى حرب صفين امر الأسباع من أهل الكوفة فجعل من جملتهم سعيد بن قيس بن مرة الهمداني على همدان ومن معهم من حمير وروى نصر انه كان من الأشعث بن قيس شئ عند عزله عن الرياسة وذلك أن راية كندة وربيعة كانت للأشعث فدعا علي حسان بن مخدوج فجعل له تلك الرياسة فتكلم في ذلك ناس من أهل اليمن فغضبت زبيد وغضب رجال اليمنية فأتاهم سعيد بن قيس الهمداني فقال ما رأيت قوما أبعد رأيا منك أرأيتم ان عصيتم على علي هل لكم إلى عدوه وسيلة وهل في معاوية عوض منه أو هل لكم بالشام من بدله بالعراق أو تجد ربيعة ناصرا من مضر القول ما قال والرأي ما صنع قال ابن الأثير وغيره لما ورد علي ع صفين ارسل بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي إلى معاوية ليحتجوا عليه وينظروا ما يريد فتكلم بشير وذهب سعيد بن قيس يتكلم فبادره شبث بن ربعي فتكلم فقال معاوية أول ما عرفت به سفهك وخفة حلمك ان قطعت على هذا الحسيب الشريف سيد قومه منطقه وما أراد معاوية بهذا الكلام الانتصار لسعيد ولا بيان سمو مكانه بل هو في قلبه كاره له أشد الكراهة وانما أراد ايقاع الفتنة بين شبث وسعيد وتشويش الأمر والتشاغل عن جواب ما جاءوا لأجله فاتوا عليا فأخبروه بذلك فاخذ بأمر الرجل ذا الشرف فيخرج ومعه جماعة من أصحاب معاوية وكرهوا ان يلقوا جمع أهل العراق بجمع أهل الشام مخافة الاستئصال وعد فيمن كان يخرج سعيد بن قيس الهمداني. وفي مروج الذهب ج 2 ص 20 اخرج علي ع في اليوم السادس وهو يوم الاثنين سعيد بن قيس الهمداني وهو سيد همدان يومئذ فاخرج إليه معاوية ذا الكلاع وكانت بينهما إلى آخر النهار وأسفرت عن قتلى وانصرف الفريقان جميعا وفي مناقب ابن شهرآشوب إلى تمام الأربعين وقعة. وروى نصر في كتاب صفين ان عمرو بن حصين السكسكي برز في يوم صفين فنادى يا أبا حسن هلم إلى المبارزة وحمل على علي ليضربه فبادر إليه سعيد بن قيس ففلق صلبه فقال علي ع يومئذ:
دعوت فلباني من القوم عصبة * فوارس من همدان غير لئام فوارس من همدان ليسوا بعزل * غداة الوغى من شاكر وشبام وكل رديني وعضب تخاله * إذا اختلف الأقوام شعل ضرام لهمدان أخلاق ودين يزينهم * وبأس إذا لاقوا وجد خصام وذكر جامع الديوان انه ع قال يمدح قبيلة همدان ويخص بالذكر منهم سعيد بن قيس:
دعوت فلباني البيت:
ومن كل حي قد أتتني فوارس * ذوو نجدات في اللقاء كرام يقودهم حامي الحقيقة منهم * سعيد بن قيس والكريم يحامي وفي رواية بعد وبأس إذا لاقوا:
وجد وصدق في الحروب ونجدة * وقول إذا قالوا بغير آثام متى تأتهم في دارهم تستضيفهم * تبت ناعما في خدمة وطعام جزى الله همدان الجنان فإنها * سمام العدى في كل يوم سمام فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان أدخلوا بسلام وفي مناقب ابن شهرآشوب أن عليا ع جال في الميدان قائلا وذكر

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست