responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 188

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما ورضي الله عن أصحابه المنتجبين والتابعين لهم باحسان وتابعي التابعين وعن العلماء والعباد والزهاد والصالحين.
وبعد، فيقول العبد الفقير إلى عفو الله واحسانه محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام عفا الله عن جرائمه: هذا هو الجزء الرابع والثلاثون من كتابنا أعيان الشيعة وفق الله لاكماله ومنه تعالى نستمد المعونة والتوفيق والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
641: سديف بن مهران بن ميمون المكي.
قتل سنة 147 كما في تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني وفي مسودة الكتاب قتل حدود سنة 145.
الخلاف في ولائه قال ابن عساكر: مولى آل أبي لهب وفي الأغاني عن الفضل بن دكين انه مولى آل أبي لهب. وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء وصاحب شذرات الذهب: مولى زين العابدين ع وقال بعضهم مولى بني هاشم وقال ابن الأثير مولى السفاح. وفي كتاب الشعر والشعراء انه مولى ولد العباس. وفي الأغاني مولى خزاعة وفي تلخيص اخبار شعراء الشيعة مولى بني هاشم وقيل مولى خزاعة.
سبب قتله اتفق المؤرخون على أن سبب قتله مدحه الطالبيين وهجوه العباسيين واختلفوا فيمن تولى قتله وفي كيفية قتله قال ابن عساكر:
لما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة مال إليه سديف وتابعه وكان من خاصته وصار يطعن على أبي جعفر ويقول فيه ويمتدح بني علي ويتشيع لهم فجعل يوما ومحمد بن عبد الله على المنبر وسديف عن يمين المنبر يقول ويشير بيده إلى العراق يريد أبا جعفر:
أسرفت في قتل البرية جاهدا * فاكفف يديك أظلها مهديها فلتأتينك غارة حسنية * جرارة يحتثها حسنيها يشير إلى محمد بن عبد الله:
حتى يصبح قرية كوفية * لما تغطرس ظالما حرميها فبلغ ذلك أبا جعفر فقال: قتلني الله ان لم أسرف في قتله. فلما قتل عيسى بن موسى محمد بن عبد الله كتب أبو جعفر إلى عمه عبد الصمد وكان عامله على مكة ان ظفر بسديف ان يقتله فظفر به علانية على رؤوس الناس، وكان يحفظ له ما كان من مدائحه إياهم قبل خروجه، فقال له:
ويحك يا سديف ليس لي فيك حيلة وقد أخذتك ظاهرا على رؤوس الناس ولكنني أعاود فيك أمير المؤمنين فكتب إلى أبي جعفر يخبره بأمره فكتب إليه يأمره بقتله، فجعل يدافع عنه ويعاوده في أمره، فكتب إليه والله لئن لم تقتله لأقتلنك، ولا يغرنك قولك انا عمه. فدافع بقتله حتى حج المنصور، فلما قرب من الحرم اخرج عبد الصمد سديفا من الحرم فضرب عنقه، ثم خرج للقاء المنصور فلما لقيه دنا منه وهو في قبته فسلم عليه فقال له أبو جعفر من قبل ان يرد عليه السلام ما فعلت في أمر سديف؟ قال قتلته يا أمير المؤمنين، قال وعليك السلام يا عم، يا غلام: أوقف، فأوقف ثم أمره فعاد له اي في المحمل.
تحرج عبد الصمد من قتله في الحرم فأخرجه إلى خارج الحرم فقتله ولم يتحرج من أصل قتله، وان كان تحرج من ذلك فخوفه من معصية المنصور حملته على تقديم معصية الله على معصية المنصور. نعوذ بالله من صحبة الظالمين التي تؤدي إلى مثل هذا أو دونه.
وفي لسان الميزان عن العقيلي ان قاتله داود بن علي لا عبد الصمد بن علي.
وفي تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني: قيل إن سديفا كان بينه وبين المنصور صداقة قبل الخلافة فلما ولي اتاه فوصله بألف دينار وكان يعلم ميله إلى آل أبي طالب فقال له كأني بك قد اخذت هذا المال فدفعته إلى ولد علي ووالله لئن فعلت لأقتلنك فقال له أعيذك بالله ان تقول هذا ثم انطلق إلى الحجاز فدفع المال إلى محمد بن عبد الله بن الحسن فبلغ المنصور فكان سبب قتله وقيل إنه جاء إلى عبد الصمد عم المنصور فاستجار به وكان من أظرف الناس وأملحهم فنفق عليه وقرب من قلبه والمنصور قد أغفل امر سديف لئلا يبعد إلى حيث لا يقدر عليه فلما حج المنصور تلقاه عبد الصمد ومعه سديف فلما رآه المنصور قال لعبد الصمد: سوءا لك يا شيخ تلجئ إليك عدوي وعدو آل العباس وأظهر عليه الغضب فلما عاد عبد الصمد إلى داره قتل سديفا في السر وكان ذلك في سنة 147 اه‌.
وفي مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته، والظاهر أنه من كتاب العمدة: قيل إنه لما ظهر محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة في أيام أبي جعفر المنصور دخل عليه سديف بن ميمون وأنشده أبياتا يحرضه فيها على اظهار الدعوة ويطعن في دولة بني العباس يقول منها:
انا لنأمل ان ترتد ألفتنا * بعد التفرق والشحناء والإحن وتنقضي دولة احكام قادتها * فينا كأحكام قوم عابدي وثن فانهض ببيعتكم ننهض ببيعتنا * ان الخلافة فيكم يا بني حسن فلما بلغت الأبيات المنصور كتب فيه إلى عبد الصمد بن علي عامله على مكة فأخذه وقطع يديه ورجليه وجدع أنفه فلم يمت فدفنه حيا. وعن ابن رشيق في العمدة انه قال في هذه الأبيات الثلاثة انها لعبد الله بن مصعب نسبت إلى سديف وحملت عليه فقتل بسببها اه‌ وفي مجلة العرفان م 25 ص 685 عن كتاب الشعر والشعراء ص 294 ان سديفا قال لإبراهيم بن عبد الله الحسني أخي النفس الزكية لما صعد المنبر بالبصرة:
أيها أبا إسحاق مليتها * في صحه منك وعمر طويل أذكر هداك الله ذحل الأولى * سير بهم في مصمتات الكبول


[١] ليس لذلك اثر في كتاب الشعر والشعراء مع أن عدد صفحاته ١٨٣ فالظاهر أنه منقول عن العمدة لابن رشيق - المؤلف -.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 7  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست