responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 439

ومن هذا الذي ابدى * بديع السحر منطقه وماذا طارحت عيناه * قلبا بات يعشقه وسرد بعدها 24 بيتا، ومن شعره أيضا قوله:
من اطلع البدر في ديجور طرته * وأودع السحر في تكسير مقلته ومن أدار يواقيت الشفاه على * كأس من الدر يحمي خمر ريقته ومن لتبريد قلب بات يلهبه * ترديد ماء الصبا في نار وجنته ما لي وما لرشادي فيه أنشده * والغي يقتاد قلبي في أزمته يا مرسل الصدع ما هذا الدلال وقد * بلغت عن طرفه آيات فترته أرشد سواي فقد مثلته صنما * ما ساءني انني من جاهليته من لي باغيد ساجي الطرف أجيدلا * يرضيه شئ سوى ذلي لعزته يحنو النعيم عليه من لطافته * والدهر ألين منه عند قسوته لم انسه والدجى مرخي الإزار وقد * زار اختلاسا فأحياني بزورته ثنت شمائله كأس الشمول فما * قابلت منها الا بقبلته ودمت أكرع في عذب الرضاب فقل * في شاعر دأبه إفساد توبته فليت شعري وقد قبلت مبسمه * أمن تثنيه سكري أم ثنيته رتعت في ورد خديه ونرجس * عينيه وآس عذاريه وخضرته لم أؤت شيئا من الدنيا ألذ به * الا وزاد عليه حسن صورته ما حرم العذل الا في الغرام به * ولا التهتك الا عند جفوته ولا أرانا يدا بيضاء من كرم * ترجى وتخشى سوى موسى وآيته وهذا يدل على أن التخلص إلى مدح الملك الأشرف موسى بن العادل وقال وهو تحت كرم معرش، وذكر ذلك الصفدي في الوافي بالوفيات:
أيا لله يوم صح فيه * سروري وهو معتل النسيم وصبح الكاس يطلع شمس راح * تنير على ندامى كالنجوم نقبلها ويسترنا أبوها * فكم للكرم من فعل كريم المديح وقال يمدح عماد الدين داود بن موسك بن داود الكردي الأمير وكان أميرا ممدحا جوادا فقال:
ما أوقع القلب بين الطرف والجيد * وعوض الجفن عن نوم بتسهيد أشكو ظلامة خصر منه مختصر * ينحل صبري ببند منه معقود أغن أهيف أغنت عن مدامته * لواحظ انا منها في عرابيد بي علة لم أبت أشفي توقدها * لو جاد لي ريقه منها بتبريد فيا زمان الصبا هل أنت مرتجع * حتى أقول لأيام الحمى عودي غاداك داني المدى يروي الصدى كندى * يد الأمير عماد الدين داود أغر ينجاب جلباب الكلام به * مورث المجد عن آبائه الصيد تنصى إليه ركاب الحمد ظامية * ترتاد ري الصدى في منبع الجود وقال في صلح الإفرنج للملك الكامل العادل الأيوبي سنة 616 بالمنصورة وكان الكامل قد جلس مجلسا عظيما في خيمة كبيرة عالية وقد مد سماطا عظيما واحضر ملوك الإفرنج ووقف أخواه الملك المعظم عيسى والملك الأشرف موسى في خدمته لأنه أكبر أبناء الملك العادل فقال راجح يمدحه:
هنيئا فان السعد راح مخلدا * وقد أنجز الرحمن بالنصر موعدا حبانا إله الخلق بدا لنا * مبينا وانعاما وعزا مؤيدا تهلل وجه الدهر بعد قطوبه * وأصبح وجه الشرك بالظلم اسودا ولما طغى البحر الخضم باهله * الطغاة وأضحى بالمراكب مزبدا أقام لهذا الدين من سل سيفه * صقيلا كما سل الحسام مجردا فلم ينج الا كل شلو مجدل * ثوى منهم أو من تراه مقيدا ونادى لسان الكون في الأرض رافعا * عقيرته في الخافقين ومنشدا أعباد عيسى ان عيسى وحزبه * وموسى جميعا يخدمون محمدا [1] والقصيدة طويلة على ما ذكر سبط ابن الجوزي في المرآة، ونقل عنه هذا الخبر والإنشاد ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ج 6 ص 241 الرثاء ذكر ابن خلكان ان الظاهر غازي المذكور لما توفي بقلعة حلب رثاه شاعره الحلي المذكور بقصيدة أحسن فيها ومنها:
سل الخطب ان أصغى إلى من يخاطبه * بمن علقت أنيابه ومخالبه نشدتك عاتبه على ما اتى به * وان كان نابي السمع عمن يعاتبه لي الله كم أرمي بطرفي ضلالة * إلى أفق مجد قد تهاوت كواكبه فما لي أرى الشهباء قد حال صبحها * علي دجى لا تستنير غياهبه أحقا حمى الغازي الغياث ابن يوسف * أبيح وعادت خائبات مواكبه نعم كورت شمس المدائح وانطوت * سماء العلى والنجح ضاقت مذاهبه فمن مخبري عن ذلك الطود هل وهت * قواعده أم لان للخطب جانبه اجل ضعضعت بعد الثبات وزعزعت * بريح المنايا العاصفات مناكبه وغيض ذاك البحر من بعد ما طما * وطمت لغيبان البلاد غواربه فشلت يمين الخطب اي مهند * برغم العلى ثلث وفلت مضاربه لئن حبس الغيث الغياثي قطره * فقد سبحت في كل قطر سحائبه فكم من حمى صعب أباحت سيوفه * ومن مستباح قد حمته كتائبه أرى اليوم دست الملك أصبح خاليا * اما فيكم من مخبر أين صاحبه فمن سائلي عن سائل الدمع لم جرى * لعل فؤادي بالوجيب يجاوبه فانى يلذ العيش بعد ابن يوسف * أخو امل أكدت عليه مطالبه فيا ملبسي ثوبا من الحزن مسبلا * أيحسن بي ان التسلي سالبه وقد كنت تدنيني وترفع مجلسي * لمفروض مدح ما تعداك واجبه فان يك نور من شهابك قد خبا * فيا طالما جلى دجى الليل ثاقبه فقد لاح بالملك العزيز محمد * صباح هدى كنا زمانا نراقبه وبالصالح استعلى صلاح رعية * لها منه رعي ليس بقلع دائبه سقت قبرك الغر الغوادي وجاده * من الغيث الملث وساربه والمرثية طويلة ذكرها ابن خلكان قال صاحب نسمة السحر وهي طويلة وقد أغار فيها على كثير من مرثية عمارة اليمني وفي الوفيات أيضا ولما توفي سنة 612 ولي عهد الدولة العباسية أبو الحسن علي ابن الإمام أبي


[1] روي بذلك عن وقوف الملك المعظم عيسى والأشرف موسى في خدمة أخيهما الكامل محمد - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست