responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 312

وتكذيب له فيحزنه ذلك الا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه امر الناس اه‌ وخديجة هي التي قامت تنصر رسول الله ص ما استطاعت وتحملت الأذى في سبيل نصره ولما انزل عليه فاصدع بما تؤمر وأعلن بالدعوة وآذاه قومه وأخرجوه ذهبت خديجة وعلي بن أبي طالب يطلبانه الخبر وقال ابن إسحاق كانت وزيرة صدق على الاسلام اه‌ وقام الاسلام بأموال خديجة وسيف علي بن أبي طالب وكانت خديجة من أهل الثروة والغنى فورثها رسول الله ص وولدها فكان ينفق من ذلك ما أراد في سبيل نشر الدعوة ولما أراد الهجرة من مكة إلى المدينة أوصى من يشتري ناقتين له ولصاحبه فقال صاحبه عندي ناقتان يا رسول الله فأبى ان يأخذهما الا بثمنهما وأمر عليا فنقده الثمن فسئل الراوي من أين كان له المال فقال وأين ذهبت أموال خديجة وقد ورثها هو وولده كما مر في السيرة النبوية وكان يذبح الشاة فيفرقها على صديقات خديجة ولما قالت له عائشة غيرة منها على خديجة بعد موتها. والغيرة والحسد تنطفي جمرتها بعد الموت: والله ما كانت الا عجوزا حمراء الشدقين وقد أبدلك الله خيرا منها، غضب وقال والله ما أبدلني الله خيرا منها. وذلك حينما سمعته يطريها مرارا ويكثر الثناء عليها فغاظها ذلك منها وهي ميتة وقد ابان هذا القول من الرسول ص انها أفضل نسائه. اما أم سلمة فكانت على العكس من ذلك لم تأخذها غيرة ولا حسد لخديجة حين جعل النبي ص يثني على خديجة في خبر زفاف فاطمة بل قالت هنأها الله ما أعطاها وأكثرت من الثناء عليها كما مر هناك.
مناقبها وفضائلها كفاها فضلا انها أسبق نساء الأمة إلى الاسلام والايمان وفي أسد الغابة بسنده عن انس قال رسول الله ص خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ص وبسنده عن ابن عباس خط رسول الله ص في الأرض أربعة خطوط قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. ورواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. وفي أسد الغابة بسنده عن عبد الله بن جعفر سمعت علي بن أبي طالب ع يقول سمعت رسول الله ص يقول خير نسائها خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران وأشار الراوي إلى السماء والأرض وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن علي بن أبي طالب سمعت رسول الله ص يقول خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة اتفق الشيخان على اخراجه. وبسنده عن عروة قالت عائشة لفاطمة بنت رسول الله ص ألا أبشرك اني سمعت رسول الله ص يقول سيدات نساء أهل الجنة أربع مريم بنت عمران وفاطمة بنت رسول الله ص وخديجة بنت خويلد وآسية. ولا ينافي هذه الروايات ما ورد من أن فاطمة الزهراء ع سيدة نساء العالمين فان الذي في هذه الروايات ان هذه النساء أفضل نساء أهل الجنة أما ان أيهن أفضل من الأخرى فلم يذكر فيها واما الرواية الأخيرة فيحمل ما فيها على إرادة نساء أهل زمانهما كما ذكر في بعض الروايات فلا منافاة أيضا. وفي أسد الغابة عن عائشة: ما غرت على أحد من أزواج النبي ما غرت على خديجة وما بي أن أكون أدركتها أي والحال اني لم أكن أدركتها وما ذاك لكثرة ذكر رسول الله ص وان كان ربما يذبح الشاة يتبع بها صدائق خديجة فيهديها لهن. وبسنده عن عائشة كان رسول الله ص لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت الا عجوزا فقد أبدلك الله خيرا منها فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال والله ما أبدلني الله خيرا منها آمنت إذ كفر الناس وصدقتني وكذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء الحديث. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر قالت عائشة: كان رسول الله ص إذا ذكر خديجة لم يكد يسام من الثناء عليها والاستغفار لها فذكرها ذات يوم فأحمتني الغيرة فقلت لقد عوضك الله من كبيرة السن فرأيت رسول الله ص غضب غضبا شديدا إلى أن قال كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس وآوتني إذ رفضني الناس وصدقتني إذ كذبني الناس ورزقت منها الولد إذ حرمتهن مني فغدا وراح بها علي شهرا اي بقي شهرا يذكر ذلك غدوة ورواحا. وروى الحاكم في المستدر ك بسنده عن وعوة عن عائشة:
ما حسدت امرأة ما حسدت خديجة وما تزوجني رسول الله ص الا بعد ما ماتت وبالموت تنطفي جمرة الحسد وذلك أن رسول الله ص بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وبسنده عن عروة عن عائشة: ما رأيت خديجة قط ولا غرت على امرأة من نسائه ص أشد من غيرتي على خديجة وذلك من كثرة ما كان يذكرها. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وفي أسد الغابة بسنده: دخل رسول الله ص على خديجة في مرضها الذي ماتت فيه فقال بالكره منى ما أتى عليك يا خديجة وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا الحديث.
خديجة بنت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ع ذكرها المسعودي في مروج الذهب في عداد أولاده ع ولم يذكر من أحوالها شيئا ومر ذكرها في عداد أولاده في السيرة العلوية.
خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع روى الكليني في أصول الكافي في باب ما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل لسنده عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري: اتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع نعزيها بابن بنتها فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب فإذا هي في ناحية قريبا من النساء فعزيناها ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الرائية قولي فقالت:
أعدد رسول الله واعدد بعده * أسد الإله [1] وثالثا عباسا واعدد علي الخير [2] * واعدد جعفرا واعدد عقيلا بعده الرؤاسا فقال أحسنت وأطربتني زيديني فاندفعت تقول:
ومنا امام المتقين محمد * وحمزة منا والمهذب جعفر ومنا علي صهره وابن عمه * وفارسه ذاك الامام المطهر فأقمنا عندها حتى كاد الليل ان يجيئ ثم قالت خديجة سمعت عمي محمد بن علي ص وهو يقول انما تحتاج المرأة في المآتم إلى


[1] هو حمزة بن عبد المطلب.
[2] هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذكر الصالح المازندراني في الحاشية في تفسير علي الخير ما يضحك الثكلى - المؤلف -.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست