responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 30

به وتوجه إلى الشام وفيها يأنس المؤنسي وابن عباس الكلابي فهربا من حلب وفي ذلك يقول أبو فراس أيضا:
وناهض منه الرقتين مشيع * بعيد المدى عبل الذراعين قاهر فلما استقرت بالجزيرة خيله * تضعضع باد بالشام وحاضر مملكنا للبيض بيض سيوفنا * سبايا ومنها وهن للمولك مهائر وقال ابن خالويه أيضا: قصد الراضي بالله ومعه بجكم بني حمدان فأخرجهم من ديارهم فاجتمعوا بأمد وقلد الراضي بالله بدرا الخرشني نصيبين وبالنا [1] التركي كفرتوثا فسار أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان من أمد حتى كبس بالنا واستباح عسكره وهرب وحده وفي ذلك يقول أبو فراس:
وحل لبالنا عرى الجيش كله * وبجكم خيران ومولاه واغر وهكذا كان طغاة بني العباس والحال كان ملكهم قد وهن ودولتهم قد أدبرت يقصدون أمثال بني حمدان بالأذى وهم يحمون بلاد الاسلام من غزوات الروم ويغزونهم في عقر دارهم والعباسيون لا يستطيعون غزوا ولا دفعا.
وقال ابن خالويه كبس العدل ابن المهدي بعساكره نصيبين وفيها خزائن سيف الدولة وأمواله فاحتوى عليها واستفحل امره فسار إليه أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في غلمانه وجماعة من ربيعة فانكشف الناس عن عدل وثبت في غلمانه فأظفره الله به واسره وحدره إلى ناصر الدولة إلى بغداد فسمل عينيه فقال الخليع يمدح أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان:
حسب الحسين بان الله عن قدر * على يديه أعز الدين والعربا أقام دولة ملك كان جانبها * قد كاد يعطب يوم العدل أو عطبا قد كاد يفلت في يوم الوغى هربا * من حد سيفك لو لم تحسن الطلبا فان سما سيفها يوما وناصرها * فأنت تاج لها ان أحسنوا اللقبا أقول وفي ذلك يقول أبو فراس من قصيدة:
له يوم عدل موقف من مواقف * رددن إلينا العز والعز نافر غداة يصيب الجيش من كل جانب * بصير بضرب الخيل بالخيل ماهر بكل حسام بين حديه شعلة * بكف غلام حشو درعيه خادر على كل طيار الظلوع كأنه * إذا انقض من علياء فتخاء كاسر إذا ذكرت يوما غطاريف وائل * فنحن أعاليها ونحن الجماهر وقال ابن الأثير في حوادث سنة 326 فيها تغلب لشكري بن مردي على آذربيجان واخذها من ديسم بن إبراهيم الكردي الا أردبيل وهي دار المملكة بآذربيجان ثم إن ديسم حارب لشكري وهزمه ثم إن لشكري سار إلى أرمينية فكمنوا له كمينا فقتلوه فولى أصحابه عليهم ابنه لشكرستان فعزموا بلاد طرم الأرمني فبلغه ذلك فمنعهم وقتل منهم كثيرا وسلم لشكرستان فصار فيمن معه إلى ناصر الدولة بالموصل فأقام بعضهم عنده بالموصل فسيرهم مع ابن عمه أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان إلى ما بيده من آذربيجان لما اقبل نحوه ديسم ليستولي عليه وكان أبو عبد الله من قبل ابن عمه ناصر الدولة على معاون أذربيجان فقصده ديسم وقاتله فلم يكن لابن حمدان به طاقة ففارق أذربيجان واستولى عليها ديسم وذكر ابن الأثير في حوادث سنة 330 ان المتقي خلع على أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان ولقبه ناصر الدولة وجعله أمير الامراء وخلع على أخيه علي وعلى أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان ثم قال إن المتقي في ذي القعدة من هذه السنة خلع على ناصر الدولة وأخيه وطوقا وسورا بطوقين طوقين وأربعة أسورة ذهبا وعلى أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان وطوق بطوق واحد وسوارين ذهبا اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 331 في هذه السنة ظفر أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان بعدل حاجب بجكم وسلمه وسيره إلى بغداد قال وسبب ذلك أن عدلا صار بعد قتل بجكم مع ابن رائق فلما قتل ناصر الدولة ابن رائق صار عدل في جملة ناصر الدولة فسيره ناصر الدولة مع علي بن خلف بن طياب إلى ديار مضر والشام الذي كان بيد ابن رائق وكان بالرحبة من جهة ابن رائق رجل يقال له مسافر بن الحسن فلما قتل ابن رائق استولى مسافر على الناحية فأرسل إليه ابن طياب عدلا في جيش ففارقها مسافر من غير قتال وملك عدل البلد وكاتب من ببغداد من البجكمية فقصدوه مستخفين فقوي بهم ثم إن مسافرا جمع جمعا وقصد قرقيسيا فاخرج منها أصحاب عدل وملكها فسار إليها عدل واستتر عنها مسافر وقصدت العساكر عدلا من بغداد فوصلها في العشرين من شعبان فشهر هو وابنه فيها اه.
وقال في حوادث سنة 332 ان ابن شيرزاد وصل إلى بغداد في ثلاثمائة غلام جريدة فازداد خوف المتقي وكان المتقي قد انفذ إلى الموصل يطلب من ناصر الدولة انفاذ جيش إليه ليصحبوه إلى الموصل فأنفذهم مع ابن عمه المترجم فلما وصلوا إلى بغداد استتر ابن شيرزاد وخرج المتقي إليهم في حرمه وأهله ووزيره وأعيان بغداد وسافر معهم إلى الموصل وقال في حوادث هذه السنة أيضا ان المرزبان لما كان يحاصر الروسية في حصن شهرستان اتاه الخبر بان أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان قد سار إلى آذربيجان وانه واصل إلى سلماس وكان ابن عمه ناصر الدولة قد سيره ليستولي على آذربيجان فلما بلغ الخبر إلى المرزبان ترك على الروسية من يحاصرهم وسار إلى ابن حمدان فاقتتلوا ثم نزل الثلج فتفرق أصحاب ابن حمدان لان أكثرهم اعراب ثم اتاه كتاب ناصر الدولة يخبره بموت تورون وانه يريد الانحدار إلى بغداد ويأمره بالعود إليه فرجع وقال في حوادث هذه السنة أيضا فيها في ربيع الأول استعمل ناصر الدولة محمد بن علي بن مقاتل على طريق الفرات وديار مضر وجند قنسرين والعواصم وحمص ثم استعمل بعده في رجب من السنة ابن عمه أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان على ذلك فلما وصل إلى الرقة منعه أهلها فقاتلهم فظفر بهم واحرق من البلد قطعة وأخذ رؤساء أهلها وسار إلى حلب وفي مروج الذهب سار المتقي إلى نصيبين ورجع عنها إلى الرقة لأيام بقين من شهر رمضان سنة 332 وكاتب الأخشيد محمد بن طغج فسار إلى الرقة وحمل إليه مالا كثيرا ثم لم يعبر الأخشيد إلى الرقة ولا إلى شئ من الجزيرة وديار مضر وأبو الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان مقيم بحران طول مقام المتقي بالرقة وقد كان أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان سار عن حلب وبلاد حمص عند مسير الأخشيد إلى بلاد قنسرين والعواصم فانفض جمعه وتفرق جنده عنه وانضافوا إلى أبي


[1] هكذا في النسخة المنقول عنها بالنا بالنون بعد اللام وفي تاريخ ابن الأثير بالباء الموحدة ولا شك انه قد صحف أحدهما بالآخر. (المؤلف)

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست