responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 178

شلت يد الدهر فيا طالما * ساء ويا تعسا لهذا النصيب ابرزني من ظل فياحة * صادحة القمري والعندليب يغازل النرجس حوذانها * بين شقيق واقاح رطيب مطلولة الارجاء قد مزقت * أنامل البهجة قلب الرقيب اصطبح القهوة صرفا ولا * مزج سوى ريقة ثغر الحبيب فألقيت في زوايا الحجر لا يعرف شخص لها ولا اثر حتى إذا جنها المساء ورأت انها أضيع من بدر الشتاء صرفت وجهها إلى الغري بالعتاب وأنشأت تقول:
أمثلي من يقيم بدار هون * ويمسي وهو مغلول اليدين كأني قد جنيت عليك ذنبا * به قابلتني دينا بدين برغمي ان تبات بلا قرين * وان أشربتني عرق الجبين أتنسى كم زففت إليك كأسا * يرقص راحها قلب الحزين معتقة تدير لنا عيونا * إذا شجت مثال عيون عين وأقرع مسمعيك بلحن عود * بعيد الهم مقطوع الوتين وكتب إلى السيد مهدي البغدادي وقد عرض له خروج دم:
وبالرغم مني ان تبيت مسهدا * وملء عيون الشامتين منامها وتصبغ برديك الدماء وانها * جواري دموع الصب فض ختامها فصدت فكان البرء فيما فصدته * فما بال نفسي جد فيها سقامها وأعظم داء الحب بث شكاية * لمن ليس يدري ما جنى مستهامها ومن شعره قوله:
نثرن نظيم الدمع لا اللؤلؤ الرطبا * عيون بغير النجم لم تعقد الهدبا تؤنبني حتى تركن جوانحي * لتضعف عن خدش النسيم إذا هبا وما خلت ان البين أظفار غدره * تمزق احشائي وتستلب اللبا إلى أن سرت خوص الركاب نوافحا * تؤم من الزوراء منهلها العذبا تخب لفتان اللحاظ مدعج * لو اعترضت للعضب كهمت العضبا متى هتفت ذات الجناح بسحره * تهيج مشوقا لم يزل دنفا صبا ربطت فؤادي باليدين وانه * لينزو وراء الركب يتبع الركبا فيا لا جرى طير الفراق بينكم * ولا ذعر التوديع من حيكم سربا فان بأكناف الغريين ثاويا * على رمق قد كاد يقضي بكم نحبا تقلبه أيدي الغرام وانه * على مثل أطراف القنا يطرح الجنبا يهيم بمهضوم المخصر أهيف * ولكن بماضي العزم يقتحم الصعبا وتضعف عن حمل الرداء متونه * وبالهمة القعساء يقتلع الهضبا وقوله:
كلما مر من صدودك يحلو * صل معنى فالحب قطع ووصل لك في شرعة الهوى معجزات * هن في فترة من الرسل رسل آمنت فيك أمة العشق لكن * تحت داج من ليل شعرك ضلوا قبلة العاشقين أنت ولكن * كل وجه توجهوا فليصلوا أنت معنى الجمال والكل وهم * ومن الوهم قولهم لك مثل شرع عاشقوك فيك ولكن * انا وحدي بعبئهم مستقل لك في النيرات أسنى ظهور * وهي لولاك نورها مضمحل لاح للناس من جبينك في الأفق * هلال فكبروا واستهلوا سبقت فيك للمحبين دعوى * حققت مدعى الأوائل قبل وحدة في الجمال كل جمال * عرض زائل ومعناك أصل أكثر العاذلون فيك ملامي * لا أبالي ان أكثروا أو أقلوا قد قرأنا صحف الجمال فصولا * ليس فيها لغير وصفك فصل يا معافى من ابتلاء المعاني * وطليقا وهو الأسير المغل هل بتلك الربوع نهلة ظام * ان عداه وبل الوصال فطل ومرت له أبيات في ترجمة الشيخ جواد الشبيبي وقصيدة في مدح الجوادين ع وقد خمسها السيد جعفر الحلي ومن شعره قوله من قصيدة:
فاطل ان تشأ لديك عذابي * أنت صيرتني قتيل غرام كلما رمت قاب قوسين أدنو * أخرتني مهابة الاقدام أترى قد أنكرت مني خصالا * يا جميلا بها كرهت مقامي صل ولو بالتعذيب نفس محب * ما بجرح الحبيب من ايلام ضقت مما لقيت في الحب ذرعا * وحياتي ان ذقت فيه حمامي ما ثبوت الوجود في غير موجود * ولا في خواطر الأوهام وفي كتاب سمير الحاضر وأنيس المسافر اجتمع يوما المترجم مع السيد جعفر الحلي والشيخ عبد الحسين صادق العاملي في دار السيد حسين ابن السيد راضي القزويني فقال الشيخ عبد الحسين يصف السماور:
سماور بات يحكي در مرضعة * مشبوبة القلب تنعى صبية هلكوا ما خص أهل اللحى في دره ابدا * لكن أهل اللحى في دره اشتركوا فأجازهما السيد جعفر قائلا:
كأنما عقله من عقل صاحبه * كلاهما ان تفتش عنهما تنك فقال المترجم:
سماور ظل يحكي در مرضعة * مشبوبة القلب تنعى صبية هلكوا كأنما عقله من عقل صاحبه * من جوهر الفكر والاعراض منسبك والعاملي مع الحلي عقلهما * كلاهما ان تفتش عنهما تنك الشيخ حسين بن الشيخ مهدي بن محمد بن علي بن حسن بن حسين بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
توفي سنة 1274 في النجف الأشرف.
ذكره أخوه الشيخ محمد في كتابه جواهر الحكم ودرر الكلم فقال كان ورعا فاضلا برا تقيا زاهدا عابدا شاكرا حامدا ذا هيبة ووقار له معان الطف من النسيم وأعذب من النعيم جزلا فكها مع وقار طلق المحيا ما رئي يوما عابسا قرأ المقدمات في أيام والده وبعد وفاة والده هاجر إلى جبع ثم إلى كفرا فقرأ عند الشيخ محمد علي عز الدين الفقيه العلامة الشهير أيام وجوده بها ثم في ارشاف عند الشيخ سلمان عسيلي فقرأ عنده في الأصول والفقه نحوا من سنة ثم توجه إلى العراق مع ابن أخيه الشيخ علي فأقام نحو أربع سنين يجد في الاشتغال وطلب العلم ثم جاءه أجله فتوفي في النجف الأشرف ودفن في الصحن الشريف بجنب أخيه الشيخ حسن الماضي ذكره وتخلف بولد واحد بقي بعد أبيه مدة وتوفي قال صاحب الكتاب: وقد صحبته من صغري ورباني وأحسن تربيتي وكان يحمل على نفسه الضيم ويكرم مكانتي وقد أعزني ورفه بالي ونشأت في حجره ولم أخرج عن أمره ونهيه ولما جاءني نعيه أظلمت الدنيا بوجهي وأقمت سنة محزونا وكنت بعد فقد أخي حسن أتسلى

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست