responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 107

فمن مبلغ عني الحسين الوكة * تضمينها در الكلام المنظم لذيذ الكرى حتى أراك محرم * ونار الأسى بين الحشي تتضرم واترك ان أبكي عليك تطير [1] * وقلبي يبكي والجوانح تلطم وان جفوني ان ونت للئيمة * وان فؤادي ان سلوت لألام سأبكيك ما أبقى لي الدهر مقلة * فان عزني دمع فما عزني دم وحكمي بكاء الدهر فيما ينوبني * وحكم لبيد فيه حول محرم [2] وما نحن الا وائل ومهلهل * صفاء والا مالك ومتمم [3] واني وإياه لعين وأختها * واني وإياه لكف ومعصم واني لغران رضيت بصاحب * يبش وفيه جانب متجهم وما أغربت فيك الليالي وانها * لتصدعنا من كل شعب وتثلم فما عرفتني غير ما أنا عارف * ولا علمتني غير ما كنت اعلم تهين علينا الحرب نفسا عزيزة * إذا عاضنا عنها الثناء المتمم وندعو كريما من يجود بماله * ومن جاد بالنفس النفيسة أكرم وما الأسر غرم والبلاء محمد * وما النصر غنم والفرار مذمم لعمري لقد أعذرت لو أن مسعدا * وأقدمت لو أن الكتائب تقدم وما عابك ابن السابقين إلى العلى * تأخر أقوام وأنت مقدم دعوت خلوقا حين تختلف القنا * وناديت صما عنك حين تصمم إذا لم يكن ينجي الفرار من الردى * على حالة فالصبر أحجى وأحزم وما لك لا تلقى بمهجتك القنا * وأنت من القوم الذين هم هم ونحن أناس لا تزال سراتنا * لها مشرب مر المذاق ومطعم لعا يا أخي لأمسك السوء انه * هو الدهر في حاليه بؤس وانعم وما ساءني اني مكانك عانيا * أسلم نفسي للأسار وتسلم طلبتك حتى لم أجد لي مطلبا * وأقدمت حتى قل من يتقدم وما قعدت بي عن لحاقك همة * ولكن قضاء فاتني فيك مبرم فان جل هذا الرزء فالله فوقه * وان عظم المطلوب فالله أعظم ولو انني وفيت رزءك حقه * لما خط لي كف ولا قال لي فم ثم تخلص إلى مدح سيف الدولة فقال:
نحف إذا ضاقت علينا أمورنا * بأبيض وجه الرأي والخطب مظلم إلى رجل يلقاك في شخص واحد * ولكنه في الحرب جيش عرمرم ثقيل على الأعداء أعقاب وطئه * صليب على أفواهها حين يعجم ونمسك عن بعض الأمور مهابة * فيعلم ما يخفي الضمير ويفهم ونجني جنايات عليه يقيلها * ونخطئ أحيانا إليه فيحلم إلى أن قال يذكر الروم:
سنضربهم ما دام للسيف قائم * ونطعنهم ما دام للسيف لهذم ونفقوهم خلف الخليج بضمر * تخوض بحورا بعض خلجانها دم ونجنب ما ألقى الوجيه ولاحق * إلى كل ما أبقى الجديل وشدقم ونعتقل الصم العوالي انها * طريق إلى نيل المعالي وسلم ومات أبو العشائر في الأسر فقال أبو فراس يرثيه:
أأبا العشائر لا محلك دارس * بين الضلوع ولا مكانك نازح اني لاعلم بعد موتك انه * ما مد للاسراء يوم صالح مدائح السري الرفا في أبي العشائر.
قال السري الرفا الموصلي يمدح أبا العشائر:
ليس التجلد شيمة العشاق * الا إذا شيب الهوى بنفاق إلى أن قال:
وأعوذ من شرق البلاد بغربها * فاؤوب من وصب إلى اخفاق مثل الهلال اغد شهرا كاملا * فرماه آخر شهره بمحاق سفر رجوت به النهاية في الغنى * فبلغت منه نهاية الإملاق ولكم طلعت على الشام فنفست * شيم الأمير التغلبي خناقي جددت أخلاق المكارم بعد ما * أشفت خلائقها على الأخلاق وفعلت في نوب الحوادث مثل ما * فعلت ظباك بمعشر مراق وملكت بالمنن الرقاب وانما * منن الملوك جوامع الأعناق المجد ما سلمت خلالك سالم * والجود ما بقيت يمينك باقي علمتني النظر المديد إلى العلى * من بعد ما ألف العدا أطراقي فلا جلبن إليك كل غريبة * تضحي الكرام لها من العشاق اخبار مع المتنبي كان أبو العشائر أول من لقيه المتنبي من بني حمدان واتصل به ومدحه ثم أوصله أبو العشائر إلى سيف الدولة ومر طرف من أخباره معه في ترجمة المتنبي ج 8 وذكرنا هناك عن ياقوت الرومي ان المتنبي بعد خروجه من الاعتقال لم يزل في خمول وضعف حال حتى اتصل بأبي العشائر بن حمدان وكان والي أنطاكية من قبل سيف الدولة ومدحه بعدة قصائد ذكرنا هناك بعضا من جملة منها وشهد له المتنبي بالتقدم في الشعر مع ما عرف من تيه المتنبي وشدة ترفعه واحتقاره الشعراء وغيرهم ففي الصبح المنبي: سئل المتنبي عن سبب تراجع شعره بعد مفارقة سيف الدولة فقال قد تجوزت في قولي وأعفيت طبعي واغتنمت الراحة منذ فارقت آل حمدان وفيهم من يقول. وذكر شعرا لأبي فراس. وفيهم من يقول وذكر شعرا لأبي زهير مهلهل بن نصر بن حمدان وفيهم من يقول:
أأخا الفوارس لو رأيت مواقفي * والخيل من تحت الفوارس تنحط لقرأت منها ما تخط يد الوغى * والبيض تشكل والأسنة تنقط يعني أبا العشائر.
وفي اليتيمة أخبرني جماعة من أهل الأدب ان المتنبي لما عوتب في آخر أيامه على تراجع شعره إلى آخر ما مر سوى إنه لم يذكر أبا فراس وهو الأقرب إلى خلق المتنبي. ومن مدائح المتنبي في أبي العشائر قوله من قصيدة:
ليس الا أبا العشائر خلق * ساد هذا الأنام باستحقاق ضارب الهام في الغبار وما ير * هب ان يشرب الذي هو ساقي ثاقب العقل ثابت الحلم لا يقدر * أمر له على اقلاق كيف يقوى بكفك الزند والآفاق * فيها كالزند في الآفاق كم ثراء فرجت بالرمح عنه * كان من بخل أهله في وثاق فالغنى في يد اللئيم قبيح * قدر قبح الكريم في الإملاق ليس قولي في شمس فعلك كالشمس * ولكن في الشمس كالاشراق


[1] وقد تحقق تطيره فمات أبو العشائر في أسر الروم.
[2] إشارة إلى قول لبد بن ربيعة العامري الذي قاله لما حضرته الوفاة يخاطب ابنتيه من أبيات:
فقوما وقولا بالذي قد علمتا * ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر وقولا هو المرء الذي لا خليله * أضاع ولا خان العهود ولا غدر إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر [3] وائل هو كليب (ومهلهل) اخوه [ومالك] هو ابن نويرة ومتمم اخوته. المؤلف

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 6  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست