responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 84

إسماعيل حالب الحجارة ابن حسن بن زيد بن الحسن المجتبى ع كان من أجلاء قدماء علماء وسادات الشيعة وولاة الامامية وأمرائهم وكان يعرف بالداعي بايعه أهل طبرستان يوم الثلاثاء 25 شهر رمضان سنة 250 وتوفي يوم السبت 23 رجب سنة 270 وكان على مذهب الشيعة عارفا بالفقه والعربية فلاحظ باقي أحواله من كتب الرجال والتواريخ اه. ثم قال ولا يخفى أن المرتضى والمجتبى كانا من مشاهير مشايخ ابن شهرآشوب ونظائره وأظن أن هذا الداعي من أجدادهما فلاحظ أحوالهما اه.
أخباره مرت له أخبار مستطرفة عند ذكر أقوال العلماء فيه ومن أخباره ما ذكره ابن الأثير في الكامل قال: حكي عنه أنه غنى عنده مغن بأبيات الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب التي أولها:
وأنا الأخضر من يعرفني * أخضر الجدة من بيت العرب فلما وصل إلى قوله:
برسول الله وابني عمه * وبعباس بن عبد المطلب غير البيت فقال لا بعباس بن عبد المطلب فغضب الحسن وقال يا ابن اللخناء تهجو بني عمنا بين يدي وتحرف ما مدحوا به لئن فعلتها مرة ثانية لأجعلنها آخر غنائك اه وورد عليه أبو مقاتل الرازي كما في بعض المواضع وفي مروج الذهب أبو مقاتل نصر بن نصر الحلواني الضرير شاعر الجبال أي جبال حلوان فمدحه واخذ جوائزه ومرت له اخبار معه ومن أخباره معه ما في معاهد التنصيص عند ذكر قبح الابتداء ان ابن مقاتل الضرير أحد شعراء الجبال أنشد الداعي إلى الحق العلوي الثائر بطبرستان قصيدة مطلعها موعد أحبابك بالفرقة غد فقال له بل موعد أحبابك ولك المثل السوء اه. ومن هذا وما مر من أخباره معه يعلم أن ابن مقاتل مع كونه شاعرا مطبوعا كان غير عراف بمواقع الكلام. وفي مروج الذهب عند ذكر أخبار المتقي: حدث محمد بن عبد الله الدمشقي قال لما نزل المتقي الرقة قال لي في بعض الأيام أطلب لي رجلا أخباريا يحفظ أيام الناس انفرج إليه في خلواتي فسالت عن رجل بهذا الوصف فأرشدت إلى رجل بالرقة كهل فاتيته به فلما خلا وجهه دعا به فوجد عنده ما أراد فكان معه أيام مقامه بالرقة فلما أنحدر كان معه في الزورق فلما صار إلى نهر سعيد بين الرقة والرحبة أرق المتقي ذات ليلة فقال للرجل ما تحفظ من أشعار المبيضة واخبارها فمر الرجل في أخبار آل أبي طالب إلى أن صار إلى أخبار الحسن بن زيد وأخيه محمد بن زيد بن الحسن وما كان من أمرهما ببلاد طبرستان وذكر كثيرا من محاسنهما وقصد أهل العلم والأدب إياهما وما قالت الشعراء فيهما فقال له المتقي أتحفظ شعر أبي المقاتل نصر بن نصر الحلواني في محمد بن زيد الحسني قال لا يا أمير المؤمنين لكن معي غلام لي قد حفظ بحداثة سنه وحدة مزاجه وغلبة الهمة لطلب العلم والأدب عليه ما لم أحفظ من أخبار الناس وأيامهم وأشعارهم قال احضره فأحضره من زورق آخر فوقف بين يديه فقال له صاحبه أتحفظ قصيدة أبي المقاتل في ابن زيد وربما أوهم قوله أتحفظ شعر أبي المقاتل في محمد بن زيد الخ ان القصيدة في مدحه لكن ابن الأثير كما سمعت قال إنها في الحسن بن زيد وكذا غيره قال نعم قال المتقي أنشدنيها فابتدأ ينشده إياها وفيها أغلاط في النسخة لم نهتد لصوابها.
لا تقل بشرى وقل لي بشريان * غرة الداعي ويوم المهرجان خلقت كفاه موتا وحياة * وحوت أخلاقه كنه الجنان فهو فصل في زمان بدوي * وابن زيد مالك رق الزمان فهو للكل بكل مستقل * بالعطايا والمنايا والأماني أوحد قام بتشييد المباني * فيه استنبط أجناس المعاني مسرف في الجود من غير اعتذار * وعظيم البر من غير امتنان وهو من أرسى رسول الله فيه * وعلي ذو العلى والحسنان سيد عرق فيه السيدان * والذي يكبر عن ذكر الحصان مختف فكرته في كل شئ * فهو في كل محل و مكان يعرف الدهر على ما غاب عنه * فيرى المضمر في شخص العيان تنتئي ألفاظنا عنه ولكن * هو بالأوصاف في الأذهان داني أخرجت ألفاظه ما في الخفايا * وكفاه الدهر نطق الترجمان كافر بالله جهرا والمثاني * كل من قال له في الخلق ثاني وإذا ما أسبغ الدرع عليه * وانكفت يمناه بالسيف اليماني بعثت سطوته في الموت رعبا * أيقن الموت بان الموت فاني يحدق الأبطال بالالحاظ حتى * يترك المقدام في شخص الجبان ملك الموت يناديه أجرني * منك كم تغزو بضرب وطعان لا تكلفني فوق الوسع وأرفق * فلقد ملكك الله عناني يا شقيق القدر المحتوم كم قد * رضت بالضيم عمادا وحران لك يومان فيوم من لبان * يقتنى يوم ارون أو ريان انجزت كفاك وعدا ووعيدا * وأحاطت لك بالدنيا اليدان فإذا ما أروت اليمنى حباء * همت اليسرى بارواء السنان جدتا في النفع والضر بدارا * فهما في كل حال ضرتان أرخت كفاك في الآفاق حتى * ما تلاقى بسواك الشفتان قدمتك المدح الغر وصالت * لك أيضا في أعاديك الهجان أنت لا تحوى بمعقول كتاب * لك شان خارج عن كل شان لك أثقال أياد مثقلات * عجزت عن حملهن الثقلان إنما مدحك وحي وزبور * والذي ضمت عليه الدفتان هاكها جوهرة تبرية تو * لي وجوه الموت تكفين الحنان يا إمام الدين خذها من إمام * ملكت أشعاره سبق الرهان واستمع للرمل الأول ممن * كشف المحنة من غير امتحان فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن * ستة أجزاؤها غد الوزان كرة الآفاق لا تطلع إلا * صارت الريح لها كالصولجان حليت في صنعة الألفاظ مما * يرتجيه كل ذي عفو وجاني أنت تحكي جنة الخلد طباعا * والقوافي فيك كالحور الحسان وابق للشعر بقاء الشعر والشكر * مع الدهر فنعم الباقيان عمر رضوي بل ثبير وشام * وارام وشماريخ ابان شهد الله على ما في ضميري * فاستمع لفظي ترجيع أذان حسنات ليس فيها سيئات * مدحة الداعي اكتبا يا كاتبان فلم يزل المتقي كلما مر به بيت استعاده ثم أمر الغلام بالجلوس فلما كان في اليوم الذي لقيه فيه ابن سيرار الكاتب سمعه ينشد هذا البيت لا تقل بشرى وقل لي بشريان فقال له الغلام وقد كان انس به يا أمير المؤمنين دامت البشرى فقل لي بشريان وقد كان انشده أولا القصيدة لا تقل بشرى وأنشده هذا الوجه دامت البشرى فقل لي وذكر له خبر أبي المقاتل مع الداعي فوالله ما زال المتقي يقول لا تقل بشرى ولا يختار في ذلك

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست