responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 428

شاعرا أديبا عده ابن شهرآشوب في معالم العلماء من شعراء أهل البيت وله ديوان شعر كبير جدا عدة مجلدات وكان امامي المذهب ويظهر من شعره انه من أولاد الحجاج بن يوسف الثقفي وهو ينافي كونه من بلاد العجم الا ان يكون ولد فيها أو يكون ثقفيا بالولاء لا منهم أنفسهم كما يظهر من بعض الأخبار اه‌ وفي الرياض فلذلك اشتهر بابن الحجاج إذ الحذف من باب الاختصار شائع ويحتمل كون الحجاج جده القريب كما أن الحجاج بن يوسف الثقفي جده البعيد فلذلك اشتهر بابن الحجاج اه‌ ولعل شعره الذي قال عنه الشيخ البهائي انه يدل على أنه من ولد الحجاج الثقفي هو ما أورده صاحب اليتيمة من قوله:
انا ابن حجاج اليه أبي * ينمى وقلبي من بني عذره لم يخل جسمي في الهوى من ضني * قط ولا عيني من عبره حبائب مثل حصى عكبرا * والرقبا مثل نوى البصرة ويمكن ان يكون نسب القساوة إلى نفسه باعتبار نسبة أبيه إلى الحجاج المشارك للحجاج الثقفي في الاسم لا انه من ولد الحجاج والله أعلم.
وقد اعتنى الشريف الرضي بابن الحجاج اعتناء كافيا فدل ذلك على اعترافه بفضله وأدبه فكان من اعتنائه به ان جمع من ديوانه ما خلا عن السخف والمجون وسماه الحسن من شعر الحسين ورثاه بعد موته وعقد له صاحب اليتيمة فصلا خاصا فقال: الفصل السابع نذكر فيه محاسن أبي عبد الله الحسين [1] بن أحمد بن الحجاج وغرائبه: هو وان كان في أكثر شعره لا يستتر من العقل بسجف ولا يبني جل قوله الا على سخف فإنه من سحرة الشعر وعجائب العصر وقد اتفق من رأيته وسمعت به من أهل البصيرة في الأدب وحسن المعرفة بالشعر على أنه فرد زمانه في فنه الذي شهر به وانه لم يسبق إلى طريقته ولم يلحق شأوه في نمطه ولم ير كاقتداره على ما يريده من المعاني مع سلامة الألفاظ وعذوبتها وانتظامها في سلك الملاحة والبلاغة وان كانت مفصحة عن السخافة مشوبة بلغات الخلديين [2] والمكدين وأهل الشطارة [3] ولولا أن جد الأدب جد وهزله هزل كما قال إبراهيم بن المهدي لصنت كتابي هذا عن كثير من كلام أهل المجون ولكنه على علاته تتفكه الفضلاء والكبراء والأدباء بثمار شعره وتستملحه ويحتمل المحتشمون فرط رفثه وقذعه ومنهم من يغلو في الميل إلى ما يضحك ويمتع من نوادره ولقد مدح الملوك والامراء والوزراء والرؤساء فلم تخل قصيدة فيهم من هزل وفحش وهو عندهم مقبول الجملة غالي مهر الكلام موفور الحظ من الاكرام والإنعام مجاب إلى مقترحه من الصلات الجسام والاعمال التي ينقلب منها إلى خير حال وكان طول عمره يتحكم على وزراء الوقت ورؤساء العصر تحكم الصبي على أهله ويعيش في أكنافهم عيشة راضية وقد أخرجت من ملحة الخالية من الفحش المفرط ما يستغرق وصف ابن الرومي:
شرك العقول ونزهة ما مثلها * للمطمئن وعقلة المستوفز ان طال لم يملل وان هي أوجزت * ود المحدث انها لم توجز قال المؤلف: صاحب اليتيمة أكثر في كتابه من ذكر المجون ككثير غيره واعتذاره عن ذلك بقول إبراهيم المغني هو عذر من سنخ الذنب.
وفي معجم الأدباء: الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحجاج الشاعر أبو عبد الله شاعر مفلق قالوا إنه في درجة امرئ القيس لم يكن بينهما مثلهما وان كان جل شعره مجونا وسخفا وقد اجمع أهل الأدب على أنه مخترع طريقة في الخلاعة والمجون لم يسبقه إليها أحد ولم يلحق شأوه فيها لاحق قدير على ما يريده من المعاني الغاية في المجون مع عذوبة الألفاظ وسلاستها وله مع ذلك في الجد أشياء حسنة لكنها قليلة ويدخل شعره في عشرة مجلدات أكثره هزل مشوب بألفاظ المكدين والخلديين والشطار ولكنه يسمعه أهل الأدب على علاته ويتفكهون بثمراته ويستملحون بنات صدره المتهتكات ولا يستثقلون حركاتهن لخفتها وان بلغت في الخفة غاية الغايات واني لا أقول كما قال أبو منصور يعني الثعالبي لولا قول إبراهيم بن المهدي ان جد الأدب جد وهزله هزل لصنت كتابي هذا عن مثل هذا المجون وحديث كله ذو شجون. وانما قال ياقوت هذا لأن كتابه لم يتنزه فيه عن أقبح المجون في التراجم التي اشتملت على ذلك. قال ولقد مدح الملوك والامراء والوزراء والرؤساء فلم يخل شعره فيهم مع هيبة المقام من هزل وخلاعة فلم يعدوه مع ذلك من الشناعة وكان عندهم مقبولا مسموعا غالي المهر والسعر وكان يتحكم على الأكابر والرؤساء بخلاعته ولا يحجب عن الامراء والوزراء مع سخافته يستقبلونه بالبشاشة والاكرام ويقابلون إساءته بالاحسان والإنعام وناهيك برجل يصف نفسه بمثل قوله رجل يدعي النبوة في السخف الأبيات الآتية.
وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 391 فيها توفي ابن حجاج الأديب أبو عبد الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن الحجاج البغدادي الشيعي المحتسب الشاعر المشهور ذو المجون والخلاعة والسخف في شعره كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف ويقال انه في الشعر في درجة امرئ القيس وانه لم يكن بينهما مثلهما لان كل واحد منهما مخترع طريقة وله ديوان كبير يبلغ عشرة مجلدات الغالب عليه الهزل والمجون والهجو والرفث وكان شيعيا غاليا اه‌.
وقال صاحب معاهد التنصيص: كان من كبار الشيعة المغالين في حب أهل البيت وفي تاريخ بغداد: الحسين بن أحمد بن الحجاج أبو عبد الله الشاعر أكثر شعره في الفحش والسخف وقد سرد أبو الحسن الموسوي المعروف بالرضي من شعره في المديح والغزل وغيرهما ما جانب السخف فكان شعرا حسنا متخيرا اه‌ وابن الحجاج قد ساعده الحظ بوجوده في دولة بني بويه المشاركين له في التشيع فقال ما شاء وما شاءت له بنيات نفسه اه‌.
وقال ابن خلكان كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف ومدح الملوك والأمراء والوزراء والرؤساء ويقال أنه في الشعر في درجة امرئ القيس وأنه لم يكن بينهما مثلهما لأن كل واحد منهما مخترع طريقة وكان من كبار الشعراء الشيعة.
وقال الدكتور علي جواد الطاهر في مقدمته لتحقيق ديوانه: أخذت استشعر خطورة ابن الحجاج وأهمية شعره في تاريخ الأدب العربي، وفي تاريخ المجتمع العباسي، أنه مصدر مجهول، ولا يحق لدارس لم يطلع عليه أن يدعي العلم ببغداد في العصر البويهي.
كانت مكانة هذا الشاعر مرموقة في عصره، وكثيرا ما بيع الديوان


[1] في النسخة المطبوعة الحسن وهو من تحريف الطابع.
[2] في هامش معجم الأدباء يعني البغداديين.
[3] السراق.
المؤلف

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست