responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 394

858: الحسن بن يوسف ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وعن جامع الرواة انه نقل رواية إسماعيل بن مهران عنه عن زكريا بن محمد ورواية موسى بن عمير عنه عن نصر عن محمد بن هاشم ورواية سلمة والكرخي وأحمد بن محمد بن عيسى عنه ثم استصوب ان الذي روى عنه هؤلاء الثلاثة هو الحسين بن يوسف مصغرا لا الحسن مكبرا.
859: السيد حسن ابن السيد يوسف ابن السيد إبراهيم الحسيني العاملي الحبوشي المعروف بمكي.
ولد في قرية حبوش قرب النبطية 1260 وتوفي في شهر رمضان سنة 1324 بقرية النبطية التحتا ودفن فيها بجنب داره وعمل على ضريحه قبة.
كان عالما فاضلا متقنا محمود السيرة غاية في حسن الخلق وسخاء النفس وعلو الهمة والسعي في قضاء حوائج المؤمنين والتواضع يخدم أضيافه بنفسه. قرأ المقدمات في جبل عامل في مدرسة جبع ورئيسها الفقيه الشيخ عبد الله آل نعمة الشهير فقرأ فيها العلوم الآلية عند أحد طلابها الشيخ مهدي آل شمس الدين ثم لما غادر المذكور جبع غادرها معه إلى قريته مجدل سلم من عمل جبل هونين في بلاد بشارة من جبل عامل ثم هاجر عام 1287 إلى العراق إلى النجف الأشرف فقرأ السطوح [1] في الفقه والأصول وحضر خارجا في الفقه درسي الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ محمد طه نجف وفي الأصول درسي الفاضل ملا محمد الشرابياني والشيخ ملا كاظم الخراساني وإذا جاء إلى الكاظمية يحضر درس الفقيه الشيخ محمد حسن آل يسين وكتب في الفقه والأصول تقريرات من دروس أساتيذه ثم عاد إلى جبل عامل سنة 1309 بعد مجيئنا إلى النجف بأقل من سنة فدعاه أهل النبطية التحتا للإقامة عندهم فسكنها وابتنى بها دارا له وأنشأ فيها مدرسة وبنى جامعها بناهما له المحسن الشهير الحاج حيدر جابر من ماله الخاص ثم زيد في المدرسة واجتمع عنده طلاب كثيرون واستفادوا منه وحج بعد مجيئه إلى جبل عامل بمدة قليلة بذل له الحاج محمد علي ابن الحاج عباس رضا الدمشقي فحج معه وبعد رجوعه من الحج بنى المدرسة ثم جاءه أجله فأصيب بفالج وسكتة دماغية عقيب حادث مؤلم ولم يطل مرضه أكثر من اثني عشر يوما فخربت المدرسة شان مدارس جبل عامل التي كثيرا ما يكون عمرها مقرونا بعمر صاحبها فجدد بناءها الحاج حسين وأخوه يوسف أولاد الحاج إسماعيل ابن الحاج سليمان الزين وصرفا عليها مبلغا وافرا من المال رجاء ان يعود إليها الطلاب فلم يتم ذلك لان المدارس الدينية في جبل عامل أصبحت أثرا بعد عين. تخلف من الذكور بولد واحد هو السيد محمد من أهل الفضل والذكاء والنبل.
مراثيه رثاه شعراء جبل عامل وأدباؤه فقال الشيخ سليمان ظاهر:
راش الردى أسهما أردى بها الحسنا * هيهات تبصر وجها بعده حسنا قد أنطقت كل دمع من محاجرنا * إذ أخرست منه ذاك المقول اللسنا عين به اكتحلت طيب الكرى زمنا * اليوم أنسانها قد فارق الوسنا وهي القلوب التي ارتادت فضائله * اليوم تنتحع الأحزان والشجنا ودر فضل به زينت مسامعنا * عليه قد سال منا مدمعا هتنا قضى وكم قد قضى فرضا ونافلة * وكم لنا أوضح الأحكام والسننا نفس غلت بعد ما غالى الزمان بها * فكيف يرخصها سوم الردى ثمنا يا راحلا رحلت بالصبر أنيقة * وظاعنا وبغير الدين ما ظعنا كانت حياتك للأيام موعظة * واليوم أوعظ منها لابسا كفنا عليك حزنا قلوب الناس قد عقرت * أن تعتر الناس في أحزانها البدنا أخلصت سعيك في سر وفي علن * ولم تخالف خوافي سرك العلنا ما خلت يضمر منك اللحد شخص نهى * ضميره غير سر الله ما ضمنا لقد حملت على الجيد الذي بندى * آلائك الغر قد قلدته مننا أعزز علينا بان نلقاك في جدث * ولم تكن ترتضي أفق السماسكنا أعزز علينا وضرع المزن مفتقر * لفيض كفك نستسقي لك المزنا وكل غادية للعفو رائحة * على ضريحك تزجي عارضا هتنا وقال الشيخ أحمد رضا من قصيدة:
لعمري لقد جب الردى غارب الهدى * وجذا أصول العرف من حيث تفرع وجر علينا الدهر أثواب غدره * فلم يبق في قوس التصبر منزع أأطلب من بعد ابن يوسف سلوة * لقد أعجز السلوان من بات يطمع فلا الدار من بعد النوى لي منزل * ولا مربع اللذات عندي مربع أقلب طرفي في الديار فلا أرى * سوى مهجة حرى وقلب يوزع فأين لسان الدين والحكمة التي * بنيرها ليل الجهالة يقشع وأين البهاء الطلق والمقول الذي * بصارمه عنق المشاكل يقطع وقفت حيال القبر أبكيه خاشعا * وما كنت قبل الآن في الخطب أخشع أنادي وهذا القبر بيني وبينه * فلا ناطق إلا الصدى حين يرجع ولا مسعد إلا حنين ولوعة * ولا مسعف إلا زفير وأدمع ليبكك يا غوث الصريخ وغيثه * أبي غدا بالضيم والذل يقرع ليبكك وفاد لجودك اسرعوا * يخب بهم داعي الرجاء ويوضع سلام على الدار التي خف أهلها * وجد بهم حادي المنون فاسرعوا سلام على الركب الذين تحملوا * وأزمع عنا الصبر ساعة أزمعوا وحيا الحيا قبرا به الحسن الرضا * أقام وفيه الدين والرشد مودع وللسيد علي فحص من قصيدة:
أن يحملوك أبا الهادي فما حملوا * إلا الهدى والنهى والمكرمات معا أو يدفنوك على رغم فما دفنوا * إلا التقى والندى والزهد والورعا وللشيخ إبراهيم حمام:
خطب دهى الاسلام فأقم وقعه * أذكى بقلب الدين حر أوار أدمت فوادحه العيون وروعت * قلب الوصي ومهجة المختار نزلت بحامية الهدى غوث الورى * زاد المقل وكعبة الزوار ولوت بعيلم عامل وفخارها * وزعيمها في حلبة المضمار من صفوة الغر الذين وجوههم * منها تضئ مطالع الأقمار المرتدي بالفضل عز نظيره * حسن السجايا طيب الأخبار كم حل عقدة مشكل في عامل * عقدت عراه أنامل الأقدار ولكم له فيها مآثر لم تزل * بالحمد مشرقة كضوء نهار يا وحشة الدنيا وقد عثر الردى * بمقيلنا في الدهر كل عثار إن يرفعوك على السرير فإنما * رفعوا بنعشك حكمة الجبار


[1] يراد بالسطوح القراءة من الكتب وبالخارج القاء المطالب وتحقيقها من دون كتاب - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست