responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 335

يستعمل الا مضافا أو معه ال أو بعده من جارة للمفضول الا ان يراد الاستشهاد به في غير ذلك. وفي معاهد التنصيص قيل إنه ولد بالبصرة ونشا بها ثم خرج إلى الكوفة مع والبة بن الحباب ثم صار إلى بغداد وقيل إنه ولد بالأهواز وقيل ولد بكورة من كور خوزستان ونقل إلى البصرة فنشأ بها ثم انتقل إلى بغداد وقد زاد سنه على الثلاثين ولم يلحق بها أحدا من الخلفاء قبل الرشيد وقال الأصمعي ما أروي لاحد من أهل هذا الزمان ما أرويه لأبي نواس. وذكره الذهبي في ميزانه فقال أبو نواس الشاعر المفلق اسمه الحسن بن هاني شعره في الذروة ولكن فسقه ظاهر وتهتكه واضح فليس باهل ان يروى عنه له رواية عن حماد بن سلمة وغيره توفي سنة نيف وتسعين ومائة انتهى أقول نعم ان أبا نواس لا ينبغي ان تقبل روايته لظهور ما ينافي العدالة منه وأقله هجاء المؤمين ولكن الذهبي الذي يقبل هو وشيوخه رواية المغيرة بن شعبة الذي شهد عليه ثلاثة بالزنا حسبة لله ولم يصرح الرابع التصريح التام لما لمح له إلى ذلك فحد الثلاثة، ويقبل رواية الوليد بن عقبة شارب الخمر والمصلي الصبح باهل الكوفة وهو سكران ومروان بن الحكم ويسر بن أرطأة لكونهم قيل عنهم انهم صحابة وجميعهم عدول وعمر بن سعد قاتل الحسين وعمران بن حطان مادح عبد الرحمن بن ملجم واضرابهم لا ينبغي له ان يتوقف في رواية أبي نواس. وفي لسان الميزان ارخ ابن الجوزي وفاته سنة 195 وقيل عاش إلى رأس المائتين وقيل قبلها بسنة أو سنتين وهو الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد الله بن الجراح يكنى أبا علي الحكمي ولد بالأهواز ونشا بالبصرة وتأدب بأبي زيد وأبي عبيدة وتلمذ لوالبة بن الحباب وكان شيخه أبو عبيدة يقول هو للمستحدثين كامرئ القيس للمتقدمين واشتهر بالتقدم في وصف الخمر حتى كان لا يوجد لاحد من أهل عصره شئ في وصف الخمر الا نسب لأبي نواس وأكثر من النظم في المجون ولا سيما في الغلمان ويصرح بالفاحشة وزعم ابن المعتمر انه لم يقع منه ذلك مع اشتهاره بالفسق وقال ابن الجوزي غلب عليه اللهو فلا أحب ان أذكر شيئا من أفعاله المذمومة لأنه ذكر عنه التوبة في آخر عمره ويقال انه عاش ستين سنة الا سنة انتهى وفي فهرست ابن النديم: أبو نواس ويستغنى بشهرته عن استقصاء نسبه وخبره انتهى.
وعن كتاب تلخيص الآثار أنه قال عند ذكر بغداد ومنها أبو نواس الحسن بن هانئ الشاعر المفلق كان نديما لمحمد بن زبيدة انتهى. وقال ابن منظور حدث جماعة من الرواة ممن شاهد أبا نواس قالوا كان أقل ما في أبي نواس قول الشعر وكان فحلا راوية عالما انتهى ولم يذكره صاحب الأغاني الا عرضا فقال: اخبار أبي نواس وجنان خاصة إذ كانت اخباره قد أفردت وفي نسخة قد ذكرت مقدما. قال محمد بن مكرم المعروف بابن منظور الأنصاري صاحب لسان العرب في كتابه اخبار أبي نواس لم أجد لأبي نواس ترجمة مفردة في نسخ الأغاني التي وقفت عليها وما أدري هل أغفل أبو الفرج ذكره من كتابه أم أسقطت ترجمته من كتابه فمن ذكر على أن أبا الفرج ليس ممن يجهل قدر أبي نواس في فضله ونبله وجده و هزله وسائر فنونه من صدقه ومجونه وانه لطراز الكتب بل علم أهل الأدب انتهى. وقال ابن منظور أيضا عن الجاحظ: انه لما كبر تأدب وصحب أهل المسجد والمجان واشتهر بالكلام فقعد إلى أصحابه فتعلم منهم شيئا من الكلام ثم دعاه ذلك إلى الزندقة ثم مجن في شعره وشخص إلى مدينة السلام فأقام بها وعاشر الملوك فحط منه مجونه ووصفه خبث لسانه وكثرة شغبه وعبثه قال وكان ينادم ولد المهدي ويلازمهم فلم يلف مع أحد من الناس غيرهم ثم نادم القاسم بن الرشيد ولقي منه أشياء كرهها وكرهت له ففارقه ثم جلس أبو نواس إلى الناشئ الراوية وقرأ عليه شعر ذي الرمة فاقبل الناشئ على أبيه هانئ وقال له ان عاش ابنك هذا وقال الشعر ليقولنه بلسان مشقوق انتهى وقوله ثم دعاه ذلك إلى الزندقة غير صواب فسيأتي ان شعره صريح في صحة اعتقاده وقوله ان الناشئ اقبل على أبيه ينافي ما استظهرناه سابقا من أن أباه كان قد توفي وهو صغير وقال ابن منظور في اخبار أبي نواس: كان أبو نواس متكلما جدلا راوية فحلا رقيق الطبع ثاقب الفهم في الكلام اللطيف ويدل على معرفته بالكلام قوله وذكر الأبيات الآتية عند ذكر اتباعه طرائق جديدة في الشعر. واعلم أنه قد وقع لصاحب رياض العلماء سهو في ترجمة أبي نواس فإنه نسب إلى تاريخ ابن خلكان في موضعين ان فيه ان أبا نواس اخذ الأدب عن أبي عمرو الزاهد وتوفي سنة 355 ثم استشكل ذلك بان أبا نواس كان في زمن الرشيد والمأمون فكيف يبقى إلى هذا العصر ولكن الذي قال عنه ابن خلكان انه اخذ الأدب عن أبي عمرو الزاهد هو توزون جامع ديوان أبي نواس وهو الذي قال عنه انه توفي سنة 355 لا أبو نواس ذكر ذلك في آخر ترجمة أبي نواس فيظهر ان نسخته من تاريخ ابن خلكان كانت ناقصة.
مبدأ امره قد عرفت قول الخطيب وغيره انه ولد بالأهواز ونشا بالبصرة وقال ابن خلكان ذكر محمد بن داود الجراح في كتاب الورقة ان أبا نواس ولد بالبصرة ونشا بها ثم خرج إلى الكوفة مع والبة بن الحباب ثم صار إلى بغداد وقال غيره انه ولد بالأهواز ونقل منها وعمره سنتان وقال ابن منظور نقلت أبا نواس أمه إلى البصرة وهو ابن ست سنين قال ابن خلكان ان أبا نواس أسلمته أمه إلى بعض العطارين وحكى ابن منظور عن الجاحظ انه لما شب أسلمته أمه إلى براء يبري عود البخور انتهى ولا منافاة بينهما لان البخور من أنواع الطيب.
اتصاله بوالبة بن الحباب قال ابن خلكان ان أبا نواس لما أسلمته أمه إلى بعض العطارين رآه أبو اسامة والبة بن الحباب فقال إني أرى فيك مخايل أرى ان لا تضيعها وستقول الشعر فاصحبني أخرجك فقال له ومن أنت فقال أنا أبو اسامة والبة بن الحباب فقال نعم انا والله في طلبك ولقد أردت الخروج إلى الكوفة بسببك لآخذ عنك واسمع منك شعرك فصار أبو نواس معه فقدم به بغداد فكان أول ما قاله من الشعر وهو صبي:
حامل الهوى تعب * يستخفه الطرب ان بكى يحق له * ليس ما به لعب تضحكين لاهية * والمحب ينتحب تعجبين من سقمي * صحتي هي العجب انتهى قال ابن منظور: كان ابتداء صلة أبي نواس بوالبة بن الحباب الأسدي ان والبة جاء من الأهواز إلى البصرة إلى سوق العطارين يشتري حوائج وبخورا فاشترى منه عودا هنديا وكان أبو نواس وهو غلام يبري العود فاحتاج اليه في بري ذلك العود وتنقيته فحمله والبة إلى الأهواز وقدم به الكوفة فشاهد منه أدباؤها أدبا جما قال وقيل في اجتماعه بوالبة غير ذلك وهو ان النجاشي أبا بجير الأسدي والي الأهواز للمنصور احتاج

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست