responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 333

وقالت تميم لا نرى ان واحدا * كاحنفنا حتى الممات يكون فما لمت قيسا بعدها في قتيبة * وفخر به ان الفخار فنون وقال ابن منظور ان أبا نواس ادعى أولا انه من ولد رجل من تيم اللات فقيل له انه مات ولا ولد له فاستحيا وهرب ثم ادعي للنزارية وانه من ولد الفرزدق ثم انقلب على النزارية وادعى اليمانية وانه من جاء وحكم واعتذر إلى هاشم بن حديج الكندي من هجائه له ومدحه فقال:
أهاشم خذ مني رضاك وان أبى * رضاك على نفسي فغير ملوم فاقسم ما جاورت بالشم والدي * وعرضي وما مزقت غير أديمي فعذت بحقوي هاشم فأعاذني * كريم أراه فوق كل كريم وان امرأ أغضى على مثل زلتي * وان جرحت فيه لجد حليم تطاول فوق الناس حتى كأنما * يرون به نجما امام نجوم إذا امتازت الأحساب يوما باهلها * أناخ إلى عادية وصميم إلى كل معصوب به التاج مقول * اليه أتاوى عامر وتميم نسبته الحكمي بفتح الحاء المهملة والكاف وبعدها ميم قال ابن خلكان هذه النسبة إلى الحكم بن سعد العشيرة قبيلة كبيرة باليمن منها الجراح بن عبد الله الحكمي أمير خراسان كان جد أبي نواس مولى الجراح هذا ونسبته اليه انتهى ونحوه في خزانة الأدب ومقتضى ما مر في نسبه انه من ولد الحكم بن سعد العشيرة لا من مواليه فتكون نسبته اليه صليبة.
كنيته يكنى أبا علي ولكن غلب عليه أبو نواس بضم النون وفتح الواو المخففة كغراب وفي شرح الشفا لعلي القاري: نواس بضم النون وفتح الهمزة ويبدل انتهى وقال ابن منظور هو بضم النون وتخفيف الواو ويروى بفتح النون وفتح الواو مخففة أيضا ولكنه ذكر في موضع آخر ان سفيان بن عيينة كان يقول لقد أحسن بصريكم هذا أبو نواس وفتح النون وشدد الواو وقال ابن خلكان: انما قيل له أبو نواس لذؤابتين كانتا له تنوسان على عاتقيه انتهى ومثله في خزانة الأدب وفيها أيضا والذؤابة بهمزة بعد الذال المضمومة الضفيرة من الشعر إذا كانت غير ملوية فان كانت ملوية فهي عقيصة والذؤابة أيضا طرف العمامة وناس ينوس إذا تدلى وتحرك والعاتق ما بين المنكب والعنق وهو موضع الرداء. وقيل إن خلفا الأحمر كان له ولاء في اليمن وكان أميل الناس إلى أبي نواس فقال له يوما أنت من اليمن فتكن باسم ملك من ملوكهم الاذواء فاختار له ذا نواس فكناه أبا نواس بحذف صدره وغلبت عليه انتهى وقال جامع ديوانه قال أبو الحسن الطوسي كان لخلف الأحمر ولاء في اليمن وكان من أميل خلق الله إلى أبي نواس وهو الذي كناه بهذه الكنية انتهى وفي معاهد التنصيص كان لخلف الأحمر ولاء في اليمن في الأشاعرة وكان عصبيا وكان من أميل خلق الله إلى أبي نواس وهو الذي كناه بهذه الكنية لأنه قال له أنت من أهل اليمن فتكن باسم من أسامي الذوين ثم أحصى له أسماءهم وخيره فقال ذو جدين وذو كلال وذو يزن وذو كلاع وذو نواس فاختار ذا نواس فكناه أبا نواس فصارت له وغلبت على أبي علي كنيته الأولى انتهى.
وقال ابن منظور: سئل عن كنيته ما أراد منها من كناه بها فقال نواس وجدن ويزن وكلال وكلاع أسماء جبال لملوك حمير والجبل الذي لهم يقال له نواس قال وسئل مرة أخرى فقال سبب تكنيتي ان رجلا من جيراني بالبصرة دعا اخوانا له فأبطأ عليه واحد منهم فخرج من بابه يطلب من يبعثه اليه فوجدني ألعب مع صبيان وكان لي ذؤابة في وسط رأسي فصاح بي يا حسن امض إلى فلان جئني به فمضيت أعدو وذؤابتي تتحرك فلما جئت بالرجل قال لي أحسنت يا أبا نواس لتحرك ذؤابتي فلزمتني هذه الكنية قال وسئل مرة أخرى من كناك بأبي نواس فقال انا كنيت نفسي بذلك لأني من قوم لا يشتهر فيهم الا من كان اسمه فردا وكانت كنيته لسبعة فكنيت بأبي نواس انتهى وأراد بالسبعة الاذواء ملوك اليمن من قضاعة ذو يزن ذو رعين ذو قائش ذو جدن ذو نواس ذو أصبح ذو كلاع.
أبوه وأمه قال غير واحد من المؤرخين: كان أبوه من أهل دمشق من جند مروان بن محمد الملقب بالحمار آخر ملوك بني أمية وأمه أهوازية تسمى جلبان بجيم مضمومة ولام مشددة مفتوحة ومعناه وردة على غصن وكان أبوه خرج من دمشق إلى الأهواز للمرابطة بها فرأى جلبان فتزوجها وأولدها عدة أولاد منهم أبو نواس وأبو معاذ واسمه احمد وأخت لهما كانت عند فرج القصار قال ابن منظور: كان أبو معاذ مؤدب أولاد فرج الرخجي وكان عطلا من مذاهب أخيه أبي نواس لا يحسن شيئا الا انه يعيش بأنه أخ لأبي نواس انتهى وقال ابن منظور أيضا: كان أبوه كاتبا لمسعود المادراني على ديوان الخراج وقيل كان راعي غنم وكان اسمه هنى ولم يكن له ولد ولا خلف غير أبي نواس فلما كبر أبو نواس وأدب غير اسم أبيه من هنى إلى هانئ وقيل كان أبوه حائكا وقيل كان من جند مروان إلى آخر ما مر قال وقيل إن أمه يقال لها شحمة من قرية من قرى الأهواز تدعى بباب آذر وكانت تعمل الصوف وتنسج الجوارب والاخراج وكان أبوه قد رآها على شاطئ نهر من انهار قرى الأهواز وهي تغسل الصوف وقيل كانت تصنع الخيزران انتهى.
صفته قال ابن منظور: كان أبو نواس حسن الوجه رقيق اللون ابيض حلو الشمائل ناعم الجسم وكان في رأسه سماجة وتسفيط أي رأسه كالسفط وكان الثغ بالراء يجعلها غينا وكان نحيفا وفي حلقه بحة لا تفارقه انتهى وفي روضات الجنات عن بعض التواريخ كان حسن الوجه نحيف البدن في حلقه بحة دائمة وفي قامته قصر وفي رأسه سماجة وبسبب ذلك كان لا ينزع العمامة عن رأسه وكان نظيفا طريفا كثير المجون والخلاعة.
وقال وهو يصف نفسه:
في انقباض وحشمة فإذا * صادفت أهل الوفاء والكرم أرسلت نفسي على سجيتها * وقلت ما قلت غير محتشم أقوال العلماء فيه كان أبو نواس متميزا في عدة علوم ولكن غلب عليه الشعر فغطى على منزلته في العلم وكثر في شعره المجون فدنى منزلته بين الناس وستعرف قول إسماعيل بن نوبخت ما رأيت قط أوسع علما من أبي نواس. كان أبو


[1] هو قتيبة بن مسلم الباهلي.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست