responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 164

يعلو به الكرب ويشتد القلق * وتنضج الأبدان منه بالعرق ثم يعيد الماء نارا حاميه * تزيد في كرب القلوب الظاميه حتى إذا عنا انقضى نهاره * وأرخيت من ليله أستاره تحركت في جنحه دواهي * سارية وأنت عنها ساهي من عقرب يسعى كسعي اللص * سلاحها في ابر كالشص وحية تنفث سما قاتلا * تزود الملدوع حتفا عاجلا فلا تقل ان جاء يوما اهلا * فلعنة الله عليه فصلا فصل الخريف حتى إذا زال اتى الخريف * فصل بكل سوءة معروف أهوية تسرع في كل الجسد * وهو كطبع الموت يبسا وبرد فارضة قرعاء من نباته * يخشى على الأجسام من آفاته لا يمكن الناس اتقاء شره * من اختلاف برده وحره تبصره مثل الصبي الأرعن * في كثرة التغيير والتلون أحسن ما يهدي لك النسيما * يقلبه في ساعة سموما وهو على المعدود من ذنوبه * خير من الصيف على عيوبه فصل الشتاء حتى إذا ما اقبل الشتاء * جاءتك منه غمة غماء اقبل منه أسد مزير * له وعيد وله تحذير يأتيك في ابانه رياح * ليس على لاعنها جناح حراكها ليس إلى سكون * تضر بالأسماع والعيون يحدث من أفعالها الزكام * هذا إذا ما فاتك الصدام ثم يليها مطر مداوم * كأنه خصم لنا ملازم يقطعنا بعضا عن الطريق * وعن قضاء الحق للصديق وربما خر عليك السقف * وان عقا عنك اتاك الوكف هذا وكم فيه من المغارم * وكثرة الإنفاق للدراهم في ملبس يدفع شر برده * يكف عنا منه غرب حده ملابس تعيي الجليد حملا * كأنما يحمل منها ثقلا حتى إذا ملت إلى الرقاد * نمت على فرش من القتاد ان البراغيث عذاب مزعج * لكل ما قلب وجلد تنضج لا يستلذ جنبه المضاجعا * كأنما أفرشته مباضعا قبح فصلا فوق ما ذممته * لو أنه يظهر لي لقتلته حتى إذا ما هو عنا بانا * وزال عنا بعضه لا كانا فصل الربيع جاء الينا زمن الربيع * فجاء فصل حسن الجميع لبرده وحره مقدار * لم يكتنف حدهما الاكثار عدل في أوزانه حتى اعتدل * وحمد التفصيل منه والجمل نهاره من أحسن النهار * في غاية الاشراق والاسفار وليله مستلطف النسيم * مقوم في أحسن التقويم لبدره فضل على البدور * في حسن إشراق وفرط نور هذا وكم يجمع من أمور * اسراف مطريها من التقصير فيه تظل الطير في ترنم * حاذقة باللحن لم تعلم هذا وفيه للرياض منظر * يفشي الثرى من سرها ما يضمر من نرجس ابيض كالثغور * كأنه مخانق الكافور وروضة تزهر من بنفسج * كأنها ارض من الفيروزج قد لبست غلالة زرقاء * فكايدت بلونها السماء يضحك فيها زهر الشقيق * كأنه مداهن العقيق وارم بعينيك إلى البهار * فإنه من أحسن الأنوار كأنه مداهن من عسجد قد * سمرت في قضب الزبرجد دونك هذه صفة الزمان * مشروحة في أحسن التبيان فاصغ نحو شرحها كي تسمعا * ولا تكن لحقها مضيعا وارض بتقليدي فيما قلته * فإنني أدري بما وصفته ولا تعارضني في هذا العمل * فإنني شيخ الملاهي والغزل من مزدوجة في وصف دعوة تصنع:
يا باعثا لدعوتي غلامه * وعاتبا من تركنا إلمامه إذا أردت ان تزار في غد * فلا تغال في الطعام واقصد وعمد إلى ما انا منه واصف * فإنني بالطيبات عارف ابعث فخذ عشرا من الرقاق * تلذها نواظر الأحداق ارقها الصانع حتى خفت * ولطفت أجسامها ومدت حتى أتت في صورة البدور * أو مثل جامات من البلور حتى إذا فرغت منها متقنا * ولم ير العائب فيها مطعنا فاعمد إلى مدور من البصل * فإنه أكبر أعوان العمل حتى إذا أحكمته تقطيعا * وقلت قد جودته صنيعا خلطته باللحم خلطا جيدا * ولم تزل تخلطه مرددا حتى إذا أنت أجدت فعله * ثم جمعت في الرقاق شمله صيرته يا ذا العلا السنيه * شابورة ليست لها سميه ثمت أغل الشيرقق المقشرا * من فوقه حتى تراه احمرا مكتسيا حلته الخمريه * من بعد ما عهدتها فضية فلست في فعلك ذا مبذرا * كلا ولا في حقنا مقصرا هذا ما نقلناه مما أورده الثعالبي من شعره وتركنا بعضه وأورد له ابن خلكان قوله:
لقد شمت بقلبي * لا فرج الله عنه كم لمته في هواه * فقال لا بد منه قال وانشد بعض الفقهاء نصر بن مقلد القضاعي الشيرزي قول ابن وكيع المذكور:
لقد قنعت همتي بالخمول * وصدت عن الرتب العالية وما جهلت طيب طعم العلاء * ولكنها تؤثر العافية فأنشد لنفسه على البديهة:
بقدر الصعود يكون الهبوط * فإياك والرتب العالية وكن في مكان إذا ما سقط * ت تقوم ورجلاك في العافية وفي تتمة اليتيمة أنشدني الشيخ أبو الحسن مسافر بن الحسن أيده الله تعالى قال أنشدني أبو الحسن محمد بن الحسين العثماني قال قال أنشدنا

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست