responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 147

خبره مع الصاحب بن عباد ذكره ياقوت في معجم الأدباء وابن خلكان في وفيات الأعيان وهو ان الصاحب أبا القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس الوزير كان يتمنى لقاء أبي احمد العسكري ويكاتبه على مر الأوقات ويستميل قلبه فيعتل بالشيخوخة والكبر إذا عرف انه يعرض بالقصد اليه والوفود عليه فلما يئس منه احتال في جذب السلطان إلى ذلك الصوب وقال ابن خلكان أنه قال لمخدومه مؤيد الدولة بن بويه ان عسكر مكرم قد اختلت أحوالها واحتاج إلى كشفها بنفسي فاذن له في ذلك فكتب اليه حين قرب من عسكر مكرم كتابا يتضمن نظما ونثرا ومما ضمنه من المنظوم قوله:
ولما أبيتم ان تزوروا وقلتم * ضعفاء فما نقوى على الوخدان اتيناكم من بعد ارض نزوركم * وكم منزل بكر لنا وعوان نسائلكم هل من قرى لنزيلكم * بملء ء جفون لا بملء ء جفان وقال ابن خلكان انه لما اتى عسكر مكرم توقع ان يزوره أبو أحمد فلم يزوره فكتب اليه بما مر قال ياقوت فلما قرأ أبو أحمد الكتاب اقعد تلميذا له فأملى عليه الجواب عن النثر نثرا وعن النظم نظما وبعث به اليه في الحال وكان في آخر جواب أبياته وقد حيل بين العير والنزوان وهو تضمين الا ان الصاحب استحسنه ووقع ذاك منه موقعا عظيما وقال لو عرفت ان هذا المصراع يقع في هذه القافية لم أتعرض لها وكنت قد ذهلت عنه وذهب علي وقال ابن خلكان فجاوبه أبو أحمد عن النثر بنثر مثله وعن الأبيات بالبيت المشهور:
أهم بأمر الحزم لا أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان فلما وقف الصاحب على الجواب عجب من اتفاق هذا البيت له وقال والله لو علمت أنه يقع له هذا البيت لما كتبت اليه على هذا الروي وهذا البيت لصخر بن عمرو بن الشريد أخي الخنساء من جملة ابيات مشهورة قال ياقوت ثم إن أبا احمد قصده وقت حلوله بعسكر مكرم ومعه أعيان أصحابه وتلامذته في ساعة لا يمكن الوصول اليه الا لمثله واقبل عليه بالكلية بعد ان أقعده في ارفع موضع من مجلسه وتفاوضا في مسائل فزادت منزلته عنده واخذ أبو أحمد منه بالحظ الأوفر وأدر على المتصلين به كانوا يأخذونه إلى أن توفي وبعد وفاته أيضا فيما أظن ولما نعي اليه انشد فيه:
قالوا مضى الشيخ أبو أحمد * وقد رثوه بضروب الندب فقلت ما من فقد شيخ مضى * لكنه فقد فنون الأدب وروى ياقوت في معجم الأدباء هذا الخبر بنحو آخر فقال: ثم وجدت ما أنبأني به أبو الفرج بن الجوزي عن ابن ناصر عن أبي زكريا التبريزي وعن أبي عبد الله بن الحسن الحلواني عن أبي الحسن علي بن المظفر البندنيجي قال كنت اقرأ بالبصرة على الشيوخ فلما دخلت سنة 379 إلى الأهواز بلغني حال أبي احمد العسكري فقصدته وقرأت عليه فوصل فخر الدولة والصاحب بن عباد فبينما نحن جلوس نقرأ عليه وصل اليه ركابي ومعه رقعة ففضها وقرأها وكتب على ظهرها جوابها فقلت أيها الشيخ ما هذه الرقعة فقال رقعة الصاحب كتب إلي:
ولما أبيتم ان تزوروا وقلتم * ضعفنا فما نقوى على الوخدان الأبيات الثلاثة المتقدمة قلت فما كتبت اليه في الجواب قال قلت:
أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي * تعوذ أعضائي من الرجفان فضمنت بيت ابن الشريد كأنما * تعمد تشبيهي به وعناني أهم بأمر الحزم لا أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان ثم نهض وقال لا بد من الحمل على النفس فان الصاحب لا يقنعه هذا وركب بغلة وقصده فلم يتمكن من الوصول إلى الصاحب لاستيلاء الحشم فصعد تلعة ورفع صوته بقول أبي تمام:
ما لي أرى القبة الفيحاء مقفلة * دوني وقد طالما استفتحت مقفلها كأنها جنة الفردوس معرضة * وليس لي عمل زاك فأدخلها فناداه الصاحب ادخلها يا أبا احمد فلك السابقة الأولى فتبادر اليه أصحابه فحملوه حتى جلس بين يديه فسأله عن مسالة فقال أبو أحمد الخبير صادفت فقال الصاحب يا أبا احمد تغرب في كل شئ حتى في المثل السائر فقال تفالت عن السقوط بحضرة مولانا وانما كلام العرب سقطت اه.
قوله تفالت عن السقوط اي اتيت بما يتفال به وهو صادفت متجاوزا عن السقوط الذي يتشاءم به وهذا يدل على شدة اهتمام الصاحب بالعلم والأدب واحترام أهله وبين هذه الروايات ما لا يخفى من التنافي فياقوت قال إنه احتال في جذب السلطان إلى ذلك الصوب وهو يدل على أنه جاء مع السلطان إلى عسكر مكرم ولم يذكر من هو السلطان الذي احتال في جذبه إلى ذلك الصوب أهو مؤيد الدولة بن بويه أم اخوه فخر الدولة فقد وزر الصاحب لكل منهما وابن خلكان يقول إنه احتال على مؤيد الدولة بان عسكر مكرم اختلت أحوالها ويريد كشفها بنفسه وهذا يدل على أنه سافر إليها وحده وياقوت يقول إنه كتب اليه حين قرب منها وابن خلكان يقول إنه كتب اليه بعد ما دخلها وتوقع انه يزوره فما زاره وياقوت يقول إنه استشهد بمصراع من شعر صخر وابن خلكان بالبيت كله والرواية الثانية لياقوت تدل على أنه جاء مع فخر الدولة ويمكن رفع التنافي بأنهما واقعتان فجاء أولا وحده في زمن مؤيد الدولة وجاء ثانيا مع فخر الدولة والابيات التي كتبها الصاحب واجابه عنها أبو أحمد كانت في احدى المرتين وفي المرة الأخرى كانت مكاتبة أخرى واشتبه الرواة فأوردوا الأبيات في كلتا المرتين ومرت القصة في ترجمة الصاحب.
مشايخه ذكرهم السلفي فيما حكاه عنه ياقوت 1 أبو القاسم البغوي 2 ابن أبي داود السجستاني 3 أبو محمد عبدان الأهوازي 4 أبو بكر بن دريد 5 نفطويه 6 أبو جعفر بن زهير ونظراؤهم 7 محمد بن جرير الطبري كما يفهم مما يأتي 8 أبو نعيم الاصفهاني قال السلفي روى أبو أحمد عن أبي نعيم الاصفهاني الحافظ وقد روى أبو نعيم عن أبي احمد كثيرا 9 العباس بن الوليد بن شجاع كما يأتي 10 الفضل بن الخطيب كما مر 11 عمر بن حمدان القشيري كما مر 12 علي بن الحسن بن إسماعيل 13 أحمد بن عبد العزيز 14 علي بن عبد العزيز الكوفي المكتب 15 علي بن محمد بن إبراهيم التستري 16 محمد بن علي بن داهر الرازي 17 أحمد بن عبد الرحمن بن فضال القاضي كما مر عند ذكر تشيعه.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست