responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 75

ثقيف أنا ابن المغيرة بن الأخنس قتل أبي مع عثمان يوم الدار فعجب جرير من قوله وكتب بشعره إلى علي فقال علي والله ما أخطأ الغلام شيئا، قال نصر وفي حديث صالح بن صدقة قال أبطأ جرير عند معاوية حتى اتهمه الناس وقال علي وقت لرسولي وقتا لا يقيم بعده إلا مخدوعا أو عاصيا وأبطأ على علي حتى ايس منه قال وفي حديث محمد وصالح بن صدقة قالا:
وكتب علي إلى جرير بعد ذلك: أما بعد فإذا اتاك كتابي هذا فاحمل معاوية على الفصل وخذه بالامر الجزم ثم خيره بين حرب مجلية أو سلم محظية فان اختار الحرب فانبذ له وان اختار السلم فخذ بيعته، فلما انتهى الكتاب إلى جرير اتى معاوية فأقرأه الكتاب فقال يا معاوية انه لا يطبع على قلب إلا بذنب ولا ينشرح إلا بتوبة ولا أظن قلبك إلا مطبوعا أراك قد وقفت بين الحق والباطل كأنك تنتظر شيئا في يدي غيرك فقال معاوية ألقاك بالفيصل أول مجلس إن شاء الله فلما بايع معاوية أهل الشام وذاقهم قال يا جرير الحق بصاحبك واكتب اليه بالحرب. وروى نصر باسناده انه لما رجع جرير إلى علي كثر قول الناس في التهمة لجرير في أمر معاوية فاجتمع جرير والأشتر عند علي فقال الأشتر أما والله يا أمير المؤمنين لو كنت أرسلتني إلى معاوية لكنت خيرا من هذا الذي أرخى من خناقه وأقام حتى لم يدع بابا يرجو روحه إلا فتحه أو بابا يخاف غمه الا سده فقال جرير والله لو اتيتهم لقتلوك وخوفه بعمرو وذي الكلاع وحوشب ذي ظليم وقد زعموا انك من قتلة عثمان فقال الأشتر لو اتيته والله يا جرير لم يعيني جوابها ولم يثقل علي محملها ولحملت معاوية على خطة أعجله فيها عن الفكر، قال فائتهم اذن قال الآن وقد أفسدتهم ووقع بينهما الشر. وروى أيضا بسنده عن الشعبي قال اجتمع جرير والأشتر عند علي فقال الأشتر أليس قد نهيتك يا أمير المؤمنين ان تبعث جريرا وأخبرتك بعداوته وغشه وأقبل الأشتر يشتمه ويقول يا أخا بجيلة ان عثمان اشترى منك دينك بهمذان والله ما أنت بأهل أن تمشي فوق الأرض حيا انما اتيتهم لتتخذ عندهم يدا بمسيرك إليهم ثم رجعت الينا من عندهم تهددنا بهم وأنت والله منهم ولا أرى سعيك إلا لهم ولئن أطاعني فيك أمير المؤمنين ليحبسنك وأشباهك في محبس لا تخرجون منه حتى تستبين هذه الأمور ويهلك الله الظالمين قال جرير وددت والله أنك كنت مكاني بعثت إذا والله لم ترجع قال فلما سمع جرير ذلك لحق بقرقيسيا ولحق به أناس من قيس ويسير من قومه ولم يشهد صفين من قيس غير تسعة عشر ولكن أحمس شهدها منهم سبعمائة رجل وخرج علي إلى دار جرير فشعث منها وحرق مجلسه وخرج أبو زرعة بن عمرو بن جرير فقال أصلحك الله ان فيها أرضا لغير جرير فخرج علي منها إلى دار ثوير بن عامر فحرقها وهدم منها وكان ثوير رجلا شريفا وكان قد لحق بجرير وقال الأشتر فيما كان من تخويف جرير إياه بعمرو وحوشب ذي ظليم وذي الكلاع:
لعمرك يا جرير لقول عمرو * وصاحبه معاوية الشآمي وذي كلع وحوشب ذي ظليم * أخف علي من زف النعام إذا اجتمعوا علي فخل عنهم * وعن باز مخالبه دوامي فلست بخائف ما خوفوني * وكيف أخاف أحلام النيام وهمهم الذي حاموا عليه * من الدنيا وهمي ما أمامي فان اسلم أعمهم بحرب * يشيب طولها رأس الغلام وان أهلك فقد قدمت امرا * أفوز بفلجه يوم الخصام وقد زاروا إلى وأوعدوني * ومز ذا مات من خوف الكلام وقال السكوني تطاول ليلى يا لحب السكاسك * لقول اتانا عن جرير ومالك أجر عليه ذيل عمرو عداوة * وما هكذا فعل الرجال الحوانك فأعظم بها حزا عليك مصيبة * وهل يهلك الأقوام غير التماحك فان تبقيا تبق العراق بغبطة * وفي الناس مأوى للرجال الصعالك والا فليت الأرض يوما باهلها * تميد إذا ما أصبحا في الهوالك فان جريرا ناصح لامامه * حريص على غسل الوجوه الحوالك ولكن أمر الله في الناس بالغ * يحل منايا بالنفوس الشوارك اه وقال ابن الأثير فخرج جرير إلى قرقيسيا وكتب إلى معاوية فكتب اليه معاوية يأمره بالقدوم عليه وذكر ابن الأثير ان سبب العداوة بين شرحبيل وجرير، ان شرحبيل كان قد سيره عمر بن الخطاب إلى العراق إلى سعد بن أبي وقاص فقدمه سعد وقربه فحسده الأشعث بن قيس الكندي لمنافسة بينهما فوفد جرير البجلي على عمر فقال له الأشعث ان قدرت ان تنال من شرحبيل عند عمر فافعل فقال شعرا نال فيه من شرحبيل فاستقدمه عمر وسيره إلى الشام فلما قدم جرير على معاوية بكتاب علي في البيعة انتظر معاوية قدوم شرحبيل لما يعلم من عداوته لجرير فقال النجاشي:
شرحبيل ما للدين فارقت أمرنا * ولكن لبغض المالكي جرير وقولك ما قد قلت عن أمر أشعث * فأصبحت كالحادي بغير بعير اه وقد ظهر من مجموع ما مر ان الرجل ختم اعماله بسيئها بمفارقته عليا عليه السلام حتى هدم داره سواء أكان ذهب إلى معاوية أو أقام بقرقيسيا وهي في ملك معاوية وإيماء الخطيب إلى الاعتذار عنه بقوله السابق ثم بدت الفتنة فانتقل إلى قرقيسيا غير صواب، ومن خذل الحق كمن نصر الباطل والله تعالى قد أوجب قتال الطائفة الباغية حتى تفئ إلى امر الله، والرواية السابقة عن علي عليه السلام أنه قال جرير منا أهل البيت وأمثالها يوجب الشك في صدقها انه لم يكن له مع أهل البيت عمل يوجب له هذا سوى مفارقته إياهم إلى عدوهم. وعن شرح النهج روى يحيى البرمكي عن الأعمش عن جرير والأشعث انهما خرجا إلى جبانة بالكوفة فمر بهما ضب يعدو وهما في ذم علي فنادياه يا أبا حسل هلم يدك نبايعك بالخلافة فبلغ عليا عليه السلام ذلك فقال إنهما يحشران يوم القيامة وأمامهما ضب اه وعن شرح النهج أيضا قال جماعة من مشايخنا البغداديين كان جرير بن عبد الله البجلي يبغض عليا عليه السلام وهدم علي دار جرير اه ومر في أوائل الترجمة ما يزيد سوء حاله وضوحا فراجع.
من روى عن جرير في الاستيعاب روى عنه انس بن مالك وقيس بن أبي حازم وهمام بن الحارث والشعبي وبنوه عبيد الله والمنذر وإبراهيم وزاد في أسد الغابة أبا وائل وأبا زرعة بن عمرو بن جرير وغيرهم اه.
جرير بن عثمان ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام. وفي لسان الميزان جرير بن عثمان من أهل المدينة ذكره أبو عمر الكشي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق وقال كان فقيها صالحا اعرف الناس بالمواريث - قلت - وهذا شديد الالتباس بحريز بن عثمان الرحبي المخرج له في الصحيح ذاك بالمهملة أوله ثم الزاي وهذا كالجادة وذاك ناصبي وهذا

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست