responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 73

الفريقين وسكن قرقيسيا حتى مات وروى الطبراني من حديث علي مرفوعا:
جرير منا أهل البيت اه وفي تاريخ بغداد ذكره في مشهوري الصحابة الذين وردوا المدائن فقال جرير بن عبد الله وساق نسبه وذكر الاختلاف فيه ثم قال وكان سيدا في قومه وبسط له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبا ليجلس عليه وقت مبايعته وقال لأصحابه إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه ووجهه إلى الخلصة طاغية دوس فهدمها ودعا له حين بعثه إليها وشهد جرير مع المسلمين يوم المدائن وله فيها أخبار مأثورة ذكرها أهل السير ولما مصرت الكوفة نزلها فمكث بها إلى خلافة عثمان ثم بدت الفتنة فانتقل إلى قرقيسيا فسكنها إلى أن مات ودفن بها ثم روى بسنده عن علي بن أبي طالب لا تسبوا جرير بن عبد الله أن جريرا منا أهل البيت اه وفي المستدرك للحاكم كان قد أقام في الفتنة بقرقيسيا ثم انتقل منها إلى الكوفة وبها توفي اه ولم يذكر في تاريخ دمشق لابن عساكر في النسخة المطبوعة ويظهر ان فيها نقصا في حرف الجيم فإنه لم يذكر فيها جارية بن قدامة السعدي مع أنه ورد دمشق على معاوية وهو من المشهورين وحكى بعض شيئا من أحواله عن تاريخ دمشق كما مر وهذا يدل على حصول النقص في النسخة قطعا ولم يذكر فيها جرير بن عبد الله مع وروده دمشق على معاوية وكونه من المشهورين والله أعلم.
أخباره قال نصر في كتاب صفين: لما بويع علي عليه السلام وكتب إلى العمال في الآفاق كتب إلى جرير بن عبد الله البجلي وكان جرير عاملا لعثمان على ثغر همذان فكتب اليه مع زحر بن قيس الجعفي فلما قرأ الكتاب قام فقال أيها الناس هذا كتاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو المأمون على الدين والدنيا وقد كان من أمره وأمر عدوه ما نحمد الله عليه وقد بايعه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والتابعين باحسان ولو جعل هذا الامر شورى بين المسلمين كان أحقهم بها الا وان البقاء في الجماعة والفناء في الفرقة وعلي حاملكم على الحق ما استقمتم فان ملتم أقام ميلكم فقال الناس سمعا وطاعة رضينا، فأجاب جرير وكتب جواب كتابه بالطاعة وكان مع علي رجل من طئ ابن أخت لجرير فحمل زحر بن قيس شعرا له إلى خاله جرير وهو:
جرير بن عبد الله لا تردد الهدى * وبايع عليا انني لك ناصح فان عليا خير من وطئ الحصا * سوى أحمد والموت غاد ورائح ودع عنك قول الناكثين فإنما * أولاك أبا عمرو كلاب نوابح وبايعه أن ان بايعته بنصيحة * ولا يك معها في ضميرك قادح فإنك ان تطلب به الدين تعطه * وان تطلب الدنيا فبيعك رابح وان قلت عثمان بن عفان حقه * علي عظيم والشكور مناصح فحق علي إذا وليك كحقه * وشكرك ما أوليت في الناس صالح وان قلت لا نرضى عليا امامنا * فدع عنك بحرا ضل فيه السوابح أبى الله إلا أنه خير دهره * وأفضل من ضمت عليه الأباطح وقال جرير في ذلك أتانا كتاب علي فلم * نرد الكتاب بأرض العجم ولم نعص ما فيه لما اتى * ولما نضام ولما نلم ونحن ولاة على ثغرها * نضيم العزيز ونحمي الذمم نساقيهم الموت عند اللقاء * بكأس المنايا ونشفي القرم طحناهم طحنة بالقنا * وضرب سيوف تطير اللمم مضينا يقينا على ديننا * ودين النبي مجلي الظلم أمين الاله وبرهانه * وعدل البرية والمعتصم رسول المليك ومن بعده * خليفتنا القائم المدعم عليا عنيت وصي النبي * نجالد عنه غواة الأمم له الفضل والسبق والمكرمات * وبيت النبوة لا يهتضم وقال رجل:
لعمر أبيك والانباء تنمى * لقد جلى بخطبته جرير وقال مقالة جدعت رجالا * من الحيين خطبهم كبير بدا بك قبل أمته علي * ومخك ان رددت الحق زير أتاك بأمره زحر بن قيس * وزحر بالتي حدثت خبير فكنت بما أتاك به سميعا * وكدت اليه من فرح تطير فأنت بما سعدت به ولي * وأنت لما تعد له بصير ونعم المرء أنت له وزير * ونعم المرء أنت له أمير فأحرزت الثواب ورب حاد * حدا بالركب ليس له بعير ليهنك ما سبقت به رجالا * من العلياء والفضل الكبير قال ثم أقبل جرير سائرا من ثغر همذان حتى ورد على علي عليه السلام بالكوفة فبايعه ودخل فيما دخل فيه الناس من طاعة علي واللزوم لامره. وروى نصر بسنده عن الشعبي ان عليا عليه السلام حين قدم البصرة نزع جريرا عن همذان فجاء حتى نزل الكوفة فأراد علي ان يبعث إلى معاوية رسولا فقال جرير ابعثني اليه فإنه لم يزل لي مستنصحا وودا فآتيه فأدعوه إلى أن يسلم لك هذا الامر ويجامعك على الحق على أن يكون أميرا من أمرائك وعاملا من عمالك ما عمل بطاعة الله واتبع ما في كتاب الله وادعو أهل الشام إلى طاعتك وولايتك وجلهم قومي وأهل بلادي وقد رجوت أن لا يعصوني فقال له الأشتر لا تبعثه ودعه ولا تصدقه فوا الله إني لأظن هواه هواهم ونيته نيتهم فقال له علي دعه حتى ننظر ما يرجع به الينا فبعثه علي عليه السلام، وفي تاريخ اليعقوبي انه لما نهاه الأشتر عن إرساله قال دعه يتوجه فان نصح كان ممن أدى أمانته وان داهن كان عليه وزر من اؤتمن ولم يؤد الأمانة ووثق به فخالف الثقة ويا ويحهم مع من يميلون ويدعونني فوا الله ما أردتهم إلا على إقامة حق ولا يريدهم غيري إلا على باطل اه قال نصر وقال له حين أراد أن يبعثه ان حولي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الدين والرأي من قد رأيت وقد اخترتك عليهم لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك أنك من خير ذي يمن ائت معاوية بكتابي فان دخل فيما دخل فيه المسلمون وإلا فانبذ اليه واعلمه اني لا أرضى به أميرا وان العامة لا ترضى به خليفة فانطلق جرير حتى أتى الشام ونزل بمعاوية فدخل عليه فحمد الله واثنى عليه وقال اما بعد يا معاوية فإنه قد اجتمع لابن عمك أهل الحرمين وأهل المصرين وأهل الحجاز وأهل اليمن وأهل مصر وأهل العروض وعمان وأهل البحرين واليمامة فلم يبق إلا أهل هذه الحصون التي أنت فيها لو سال عليها سيل من أوديته غرقها وقد اتيتك أدعوك إلى ما يرشدك ويهديك إلى مبايعة هذا الرجل ودفع اليه كتاب علي بن أبي طالب الذي أوله اما بعد فان بيعتي لزمتك بالمدينة وأنت بالشام فلما قرأ الكتاب قام جرير فخطب خطبة قال في آخرها: أيها الناس إن أمر عثمان قد أعيا من شهده فما أظنكم بمن غاب عنه وأن الناس بايعوا عليا غير واتر ولا

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست