responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 597

عثمان وذهابه إلى عثمان إلى المدينة وذهاب جماعة من أهل الكوفة اليه فيهم الأشتر وامتناع عثمان من عزل سعيد أن الأشتر عاد إلى الكوفة واستولى عليها وبعث من رد سعيد بن العاص إلى المدينة وصعد المنبر فقال: وقد وليت أبا موسى الأشعري صلاتكم وثغركم وحذيفة بن اليمان على فيئكم أ ه‌. ويفهم من تاريخ ابن الأثير ان ذلك كان سنة 34، ويعرف ذلك اليوم يوم الجرعة، وهي موضع بين الكوفة والحيرة.
خبره في امر المصاحف قال ابن الأثير: لما عاد حذيفة من غزو الباب قال لسعيد بن العاص: لقد رأيت في سفرتي هذه امرا لئن تركه الناس ليختلفن في القرآن ثم لا يقومون عليه أبدا: رأيت أناسا من أهل حمص يزعمون أن قراءتهم خير من قراءة غيرهم وأنهم أخذوا القرآن عن المقداد، ورأيت أهل دمشق يقولون: ان قراءتهم خير من قراءة غيرهم، ورأيت أهل الكوفة يقولون مثل ذلك وانهم قرأوا على ابن مسعود، وأهل البصرة يقولون مثل ذلك وانهم قرأوا على أبي موسى ويسمون مصحفه (لباب القلوب) فلما وصلوا إلى الكوفة أخبر حذيفة الناس بذلك وحذرهم ما يخاف فوافقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكثير من التابعين وقال له أصحاب ابن مسعود: ما تنكر ألسنا نقرأ على قراءة ابن مسعود، فغضب حذيفة ومن وافقه وقالوا: انما أنتم أعراب فاسكتوا فإنكم على خطا وقال حذيفة: والله - لئن عشت - لآتين أمير المؤمنين ولأشيرن عليه أن يحول بين الناس وبين ذلك، فاغلظ له ابن مسعود فغضب سعيد وقام وتفرق الناس وغضب حذيفة.
مصحف عثمان قال: وسار حذيفة إلى عثمان فأخبره بالذي رأى وقال: انا النذير العريان فأدركوا الأمة!. فجمع عثمان الصحابة وأخبرهم الخبر فأعظموه ورأوا جميعا ما رأى حذيفة، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي الينا بالصحف ننسخها وهي التي كتبت أيام أبي بكر فان القتل لما كثر في الصحابة يوم اليمامة قال عمر لأبي بكر: اني أخشى أن يستحر القتل بالقراء فيذهب من القرآن كثير واني أرى ان تأمر بجمع القرآن، فامر أبو بكر زيد بن ثابت فجمعه من الرقاع والعسب وصدور الرجال، فكانت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر، فلما توفي أخذتها حفصة فاخذها عثمان منها فامر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها من المصاحف وقال عثمان إذا اختلفتم فاكتبوها بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا فلما نسخوا الصحف ردها عثمان إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف وحرق ما سوى ذلك وأمر أن يعتمدوا عليها ويدعوا ما سوى ذلك. فكل الناس عرفوا فضل هذا الفعل الا ما كان من أهل الكوفة فان أصحاب عبد الله ومن وافقهم امتنعوا من ذلك وعابوا الناس (الخبر). في الاتقان في مغازي موسى بن عقبة عن ابن شهاب: لما أصيب المسلمون باليمامة خاف أبو بكر ان يذهب من القرآن طائفة فاقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جمع في الورق (إلى أن قال): روى البخاري عن أنس ان حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان أدرك الأمة قبل أن يختلفوا، فأرسل إلى حفصة ان أرسلي الينا الصحف ننسخها في المصاحف فامر زيد بن ثابت وابن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث فنسخوها في المصاحف وقال: ان اختلفتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه انما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف ان يحرق، قال زيد: ففقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدنا مع خزيمة بن ثابت (الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) في سورتها في المصحف. قال ابن حجر: وكان ذلك سنة 25، قال: وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة 30 ولم يذكر له مستندا اه‌. ويفهم من ذلك أن عثمان امر باحراق جميع المصاحف ما عدى المصحف الذي جمعه وفرق نسخته على الأقطار سواء أكان فيها مخالفة لما في المصحف الذي جمعه أم لم يكن، قصدا لجمع الناس على مصحف واحد، وان الداعي إلى جمعه القرآن هو اختلاف القراءات.
أول من جمع القرآن وحيث انجر الكلام إلى جمع القرآن الكريم فلا باس باستيفاء الكلام على أول من جمعه، فان الحديث شجون. قد عرفت مما مر ان مقتضى بعض الأخبار أن أول جمع القرآن كان في زمن أبي بكر جمعه زيد بن ثابت، ولكن الحاكم في المستدرك قال: ان القرآن الكريم جمع ثلاث مرات أولها في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واستدل بحديث أسنده عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نؤلف القرآن من الرقاع (الحديث) قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وفيه البيان الواضح ان جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر، والجمع الثالث هو في ترتيب السور كان في خلافة عثمان اه‌. وعد ابن النديم في الفهرست من الجماع للقرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب. وحكى في الاتقان عن البخاري انه روى أنه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غير واحد وذكر أسماءهم. وروى في الاتقان أيضا ما يدل على أن أول من جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو علي بن أبي طالب قال: أخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق ابن سيرين قال: قال علي لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آليت أن لا آخذ على ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته، قال ابن حجر: هذا الأثر ضعيف لانقطاعه، وأجاب السيوطي عن ذلك في الاتقان بقوله: قد ورد من طريق أخرى اخرجه ابن الضريس في فضائله حدثنا بشر بن موسى حدثنا هودة بن خليفة حدثنا عون عن محمد بن سيرين عن عكرمة قال: لما كان بعد بيعة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته فقيل لأبي بكر قد كره بيعتك، فأرسل اليه، فقال: ما أقعدك عني؟ قال: رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي ألا ألبس ردائي الا لصلاة حتى أجمعه - الحديث، قال:
وأخرجه ابن اشتة في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين وفيه أنه - أي علي عليه السلام - كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ وان ابن سيرين قال:
تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه، وأخرج ابن سعد وابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن سيرين قال: نبئت أن عليا أبطا عن بيعة أبي بكر فقال: أكرهت إمارتي؟ فقال: آليت يميني أن لا أرتدي برداء الا للصلاة حتى أجمع القرآن قال: فزعموا أنه كتبه على تنزيله. قال محمد - ابن سيرين -: فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم قال ابن

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 597
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست