responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 536

الصبر ما عوض الصبر امرؤ إلا رأى * ما فاته دون الذي قد عوضا وقال: اصبري أيتها النفس * فان الصبر أحجى نهنهي الحزن فان الحزن * إن لم ينه جا والبسي الياس من الناس * فان اليأس ملجا ربما خاب رجاء * وأتى ما ليس يرجى وقال ومر قسم منها في الأمثال:
ما يحسم العقل والدنيا تساس به * ما يحسم الصبر في الاحداث والنوب الصبر كأس وبطن الكف عارية * والعقل عار إذا لم يكس بالنشب ما أضيع العقل إن لم يرع ضيعته * وفر وأي رحى دارت بلا قطب القناعة وترك الحرص لا تطلبن الرزق بعد شماسه * فترومه سبعا إذا ما غيضا [1] ومر في الأمثال عدة أبيات في القناعة:
المودة لا خير في قربى بغير مودة * ولرب منتفع بود أباعد وإذا القرابة أقبلت بمودة * فاشدد لها كف القبول بساعد الغيرة على العلم أورد له ابن عساكر في تاريخ دمشق قوله:
وما أنا بالغيران من دون عرسه * إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم طبيب فؤادي مذ ثلاثين حجة * ومذهب همي والمفرج للغم الملح والنوادر أنا ثاو بحمص في كل ضرب * من ضروب الاكبار والافخام كل فدم أخاف حين أراه * مقبلا ان يشجني بالسلام رافعا كفه لبري فما * أحسبه جاءني لغير اللطام وقال يهجو رجلا عظيم اللحية:
خلق الله لحية لك لو * تحلق لم يدر ما غلاء المسوح الاستشهاد ببيت من شعر غيره قال في ختام قصيدة في مدح المعتصم:
لقد لبست أمير المؤمنين بها * حليا نظاماه بيت سار أو مثل (غريبة تؤنس الآداب وحشتها * فما تحل على قوم فترتحل) وقال في ختام قصيدة يمدح بها الحسن بن وهب:
ما انس لا انس قولا قاله رجل * غضضت في عقبه طرفي وأجفاني (نل الثريا أو الشعرى فليس فتى * لم يغن خمسين انسانا بانسان) وقال في ختام قصيدة يعزي بها عبد الله بن طاهر عن ولديه:
شمخت خلالك أن يؤسيك امرؤ * أو أن تذكر ناسيا أو غافلا ألا مواعظ قادها لك سمحة * أسجاح لبك سامعا أو قائلا (هل تكلف الأيدي بهز مهند * الا إذا كان الحسام الفاصلا) بعض ما روي من طريقه المفاضلة بين الكلام والصمت في أخبار أبي تمام للصولي: حدثنا أحمد بن يزيد المهلبي: حدثنا أحمد بن أبي طاهر حدثني أبو تمام حدثني أبو عبد الرحمن الأموي قال ذكر الكلام في مجلس سليمان بن عبد الملك فذمه أهل المجلس فقال سليمان كلا ان من تكلم فأحسن قدر على أن يسكت فيحسن وليس كل من سكت فأحسن قدر على أن يتكلم فيحسن (اه‌) ورواه الخطيب في تاريخ بغداد أسنده عن أحمد بن أبي طاهر عن أبي تمام مثله. وفي أخبار أبي تمام بالاسناد المتقدم عن أبي تمام قال تذاكرنا (تذوكر) الكلام في مجلس سعيد بن عبد العزيز التنوخي وحسنه والصمت ونبله فقال ليس النجم كالقمر انك انما تمدح السكوت بالكلام ولن تمدح الكلام بالسكوت وما نبأ (أنبا) عن شئ فهو أكبر منه (اه‌) وحكاه الخطيب في تاريخ بغداد عن حبيب مثله وفي أخبار أبي تمام بالاسناد المتقدم عن أبي تمام عن أبي عبد الرحمن الأموي قال تكلم رجل عند هشام فأحسن فقال هشام ان أحسن الحديث ما أحدث بالقلوب عهدا وبهذا الاسناد عن حبيب بن أوس عن عمرو بن هاشم السروي قال تحدثنا عند محمد بن عمرو الأوزاعي - والأوزاع من حمير - ومعنا اعرابي من بني عليم بن جناب لا يتكلم فقلنا له بحق ما سميتم خرس العرب. ألا تحدث القوم فقال: ان الحظ للمرء في أذنه وان الحظ في لسانه لغيره فقال الأوزاعي وأبيه لقد أحسن.
وبهذا الاسناد عن أبي تمام قال رجل لرجل ما أحسن حديثك فقال له انما حسنه حسن جوار سمعك.
وبهذا الاسناد عن أبي تمام عن يحيى بن إسماعيل الأموي حدثني إسماعيل بن عبد الله قال قال جدي الصمت منام العقل والنطق يقظته ولا منام إلا بيقظة ولا يقظة إلا بمنام.
خبر الطرماح في أخبار أبي تمام للصولي حدثنا الحسن بن عليل العنزي حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عتاب حدثني أبو تمام الطائي قال مر الطرماح بمسجد البصرة وهو يخطر في مشيته فقال رجل من هذا الخطار فقال أنا الذي أقول:
لقد زادني حبا لنفسي أنني * بغيض إلى كل امرئ غير طائل إذا ما رآني قطع الطرف دونه * ودوني فعل العارف المتجاهل ملأت عليه الأرض حتى كأنها * من الضيق في عينيه كفة حابل الكذب في أخبار أبي تمام للصولي: حدثني أحمد بن يزيد المهلبي: حدثني أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الطائي: حدثنا العطاف بن هارون عن يحيى بن حمزة قاضي دمشق وكان فيمن تولى قتل الوليد بن يزيد قال إني لفي مجلس يزيد بن الوليد الناقص إذ حدثه رجل فكذبه فعلم يزيد انه قد كذبه فقال له يا هذا إنك تكذب نفسك قبل أن تكذب جليسك فما زلنا نعرف ذلك الرجل بعد ذلك بالتوقي.


[1] غيض السبع الف الغيضة. - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 536
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست