responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 502

فقال البحتري:
حزت العلى سبقا وصلى ثانيا * ثم استوت من بعده الأقدام وقال أبو تمام:
تندى عفاتك للعفاة وتغتدي * رفقا إلى زوارك الزوار فقال البحتري:
ضيف لهم يقري الضيوف ونازل * متكفل فيهم ببر النزل وقال أبو تمام:
عطفوا الخدور على البدور ووكلوا * ظلم الستور بنور حور نهد فقال البحتري:
وبيض أضاءت في الخدور كأنها * بدور دجى جلت سواد الحنادس فهذا ما ذكر الصولي أن البحتري أخذه من أبي تمام ما ذكره الآمدي من مآخذ البحتري من أبي تمام نقلا عن أبي الضياء بشر بن تميم الكاتب وصححه ذكر الآمدي في الموازنة أن أبا الضياء هذا ألف في ذلك كتابا ويظهر مما نقله الآمدي عن ذلك الكتاب من تلك المآخذ أن أبا الضياء استقصى فيه استقصاء عجيبا وتتبع شعر كل من الشاعرين تتبعا كاملا لا يمكن الاستدراك عليه وقد يظهر منه التعصب لأبي تمام على البحتري ولكن الآمدي الذي يلوح منه التعصب للبحتري على أبي تمام صحح أكثر تلك المآخذ وناقش في بعضها بأنها لا تعد اخذا لأنها معان مبذولة معروفة وترك بعضها فلم يذكره وقال الآمدي في الموازنة هذا ما اخذه البحتري من معاني أبي تمام مما نقلته من صحيح ما خرجه أبو الضياء بشر بن تميم الكاتب لأنه استقصى ذلك استقصاء بالغ فيه حتى تجاوز إلى ما ليس بمسروق فكفانا مؤونة الطلب ثم أورد ما صححه من ذلك ونحن نورد منه هنا ما لم يذكره الصولي فيما تقدم قال الآمدي عن أبي الضياء.
وقال أبو تمام:
فكاد بأن يرى للشرق شرقا * وكاد بأن يرى للغرب غربا فقال البحتري:
فأكون طورا مشرقا للمشرق * الأقصى وطورا مغربا للمغرب الاجم وقال أبو تمام:
فإن يكن وصب عانيت سورته * فالورد [1] حلف لليث الغابة الأضم [2] إن الرياح إذا ما أعصفت قصفت * عيدان نجد ولم يعبان بالرتم [3] فقال البحتري:
فلست ترى شوك القتادة خائفا * سموم الرياح الآخذات من الرند ولا الكلب محموما وإن طال عمره * إلا إنما الحمى على الأسد الورد وقال أبو تمام:
رأيت رجائي فيك وحدك همة * ولكنه في سائر الناس مطمع فقال البحتري:
ثنى أملي فأحتازه عن معاشر * يبيتون والآمال فيهم مطامع وقال أبو تمام بمحمد ومحسد ومسود * ومكرم وممدح ومعذل [4] فقال البحتري ذلك المحمد والمسود * والمكرم والمحسد وقال أبو تمام:
وقد قرب المرمى البعيد رجاؤه * وسهلت الأرض العراء ركائبه فقال البحتري:
أدار رحاه فاغتدى جندل الفلا * ترابا وقد كان التراب جنادلا وقال أبو تمام:
رافع كفه لبري فما * أحسبه جاءني لغير اللطام فقال البحتري:
ووعد ليس يعرف من عبوس * انقباضهم أو عدام أو وعيد وقال أبو تمام:
لا المنطق اللغو يزكو في مقاومه * يوما ولا حجة الملهوف تستلب فقال البحتري:
ان أغفلوا حجة لم يلف مسترقا * لها وأن يهموا في القول لم يهم وقال أبو تمام:
مجد رعى تلعات الدهر وهو فتى * حتى غدا الدهر يمشي مشية الهرم فقال البحتري:
صحبوا الزمان الفرط الا انه * هرم الزمان وعزهم لم يهرم وقال أبو تمام:
كريم متى أمدحه مدحه والورى * معي فإذا ما لمته لمته وحدي فقال البحتري:
أأشكو نداه بعد أن وسع الورى * ومن ذا يذم الغيث الا مذمم وقال أبو تمام:
وما نفع من قد مات بالأمس صاديا * إذا ما السماء اليوم طال انهمارها فقال البحتري:
واعلم بأن الغيث ليس بنافع * للناس ما لم يأت في ابانه (قول) معناه غير معنى بيت أبي تمام يأتي أنه مأخوذ من بيت آخر وقال أبو تمام:
تكاد مغانيه تهش عراصها * فتركب من شوق إلى كل راكب فقال البحتري:
ولو أن مشتاقا تكلف غير ما * في وسعه لسعى إليك المنبر وقال أبو تمام:
وكيف احتمالي للسحاب صنيعة * باسقائها قبرا وفي لحده البحر


[1] الورد بالكسر من أسماء الحمى.
[2] في الديوان الأضم بالضاد المعجمة وهو من أضم كفرح فهو أضم اي غضبان وفي نسخة اجم بالجيم ويمكن كونه من الأجمة لكن الظاهر أنه تصحيف.
[3] الرتم نبات دقيق. - المؤلف - [4] بمحمد ومكند ومحسد * ومسود وممدح ومعذل (الديوان)

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 502
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست