responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 496

فان تكن الحوادث حركتني * فان الصبر يعصف بالهموم فجاءني إلى الموضع الذي كنت فيه فترضاني اخباره مع دينار بن يزيد أو ابن عبد الله في الديوان وفي النجوم الزاهرة دينار بن عبد الله وفي اخبار أبي تمام للصولي دينار بن يزيد. في النجوم الزاهرة في حوادث سنة 225 فيها ولي امرة دمشق دينار بن عبد الله وعزل بعد أيام بمحمد بن الجهم اه‌ ويظهر مما حكاه الصولي في أخبار أبي تمام أنه كان وضيعا قال قيل لأبي تمام مدحت دينار بن يزيد فقال ما أردت بمدحه إلا أن اكشف شعر علي بن جبلة فيه فقلت (مهاة النقي لولا الشوى والمآبض) ولم يمدحه بغيرها وهذا الشطر من قصيدة من جملتها مهاة النقا لولا الشوى والمآبض [1] وأن محض الاعراض لي منك ماحض وأخرى لحتني حين لم امنع النوى * قيادي ولم ينقض زماعي ناقض أرادت بأن يحوي الغنى وهو وادع * وهل يفرس الليث الطلى وهو رابض اخباره مع عتبة بن أبي عاصم الكلبي الحمصي الأعور كان عتبة هذا شاعرا ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه هجا بني عبد الكريم الطائي من أهل الشام فعارضه أبو تمام الطائي وهجاه ومدحهم اه‌. وحق لأبي تمام أن ينتصر لعشيرته فيهجو من هجاهم وهو شاعر مفلق يهجو من هو أكبر من عتبة وأعظم على بأقل مما صدر من عتبة وقد أكثر من هجائه وذم شعره قال يرد عليه في هجوه ببني عبد الكريم ويمدحهم من أبيات:
لو كنت من غرة الموالي إذن * لم تنث سوءا في سادة العرب اي كريم يرضى بشتم بني * عبد الكريم الجحاجح النجب أي فتى منهم اشاح فلم * يصب غداة الوغى ولم يصب أي مناد إلى الندى والى * الهيجاء ناداهم فلم يجب لم يهدم الناس ما بقوا ابدا * ما قد بنوه من ذلك الحسب أولاك زهر النجوم ليس كمن * امسى دعيا في الشعر والنسب وقال أيضا يهجوه على هجوه لبني عبد الكريم ويمدحهم من أبيات:
بنو عبد الكريم نجوم ليل * ترى في طئ ابدا تلوح فلا حسب صحيح أنت فيه * فتكثرهم ولا عقل صحيح أتبغض جوهر العرب المصفى * ولم يبغضهم مولى صريح وما لك حيلة فيهم فتجدي * عليك بلى تموت فتستريح وقال يهجوه أيضا على هجوه إياهم ويمدحهم من قصيدة:
أخرست إذا عاينتني حتى إذا * ما غبت عن بصري ظللت تشدق عير رأى أسد العرين فهاله * حتى إذا ولى تولى ينهق وتنقل من معشر في معشر * فكأن أمك أو أباك الزئبق أإلى بني عبد الكريم شاوست * عيناك ويحك خلف من تتفوق قوم تراهم حين يطرق حادث * يسمون للخطب الجليل فيطرق ما زال في حزم بن عمرو منهم * مفتاح باب للندى لا يغلق ما أنشئت للمكرمات سحابة * إلا ومن أيديهم تتدفق شرس إذا خفقت عقاب لو أنهم * ظلت قلوب الموت منهم تخفق يله إذا لبسوا الحديد حسبتهم * لم يحسبوا ان المنية تخلق قل ما بدا لك يا ابن ترني (برما) * فالصدا بمهذب العقيان لا يتعلق أفعشت حتى عبتهم قل لي متى * قد زنت ساعة ما أرى يا بيدق [2] اني أراك حلمت انك سالم * من بطشهم ما كل رؤيا تصدق إياك يعني القائلون بقولهم * إن الشقي بكل حبل يخنق سر حيث شئت من البلاد فلي بها * سور عليك من الهجاء وخندق وقبيلة يدع المتوج خوفهم * وكأنما الدنيا عليه مطبق وقصائد تسري إليك كأنها * جن تهافت أو هموم طرق من شاعر وقف الكلام ببابه * واكتن في كنفي ذراه المنطق قد ثقفت منه الشآم وسهلت * منه الحجاز ورققته المشرق ومن أبيات أخرى فيه:
فلتعلمن حرام من واهاب من * وقديم من وحديث من يتمزق دع معشري لا معشر لك اني * من خلفهم وأمامهم لك موبق وقال من أبيات يهجوه أيضا:
دعواك في كلب أعم فضيحة * وأخس أم دعواك في الشعراء ما شعره كفؤ لشعري فليمت * غيظا ولا الحلقي من اكفائي انى يفوت مخالبي في بلدة * أرضي بها مبسوطة وسمائي وكهول كهلان وحيا حمير * كالسيل قدامي معا وورائي فأولاك أعمامي الذين تعمموا * بالمكرمات وهذه آبائي وقال يهجوه أيضا من أبيات:
بحسب عتبة داء قد تضمنه * لو كان في أسد لم يفرس الأسد لا تدعون على الأعداء مجتهدا * إلا بأن يجدوا بعض الذي يجد وقائل ما لهم يغضون عنك إذا * اربات قلت له أني أنا الرمد أنا الحسام أنا الموت الزؤام انا * الحرب الضرام أنا الضرغامة العتد وقال فيه أيضا من أبيات:
نبئت عتبة شاعر الغوغاء * قد ضج من عودي ومن ابدائي حلمي على الحلماء غير مكدر * والحتف في سفهي على السفهاء يا رب سلم انها لمصيبة * نزلت ولا سيما على الشعراء وقال فيه أيضا من أبيات:
أعتبة إن تطاولت الليالي * عليك فإن شعري سم ساعة فاقسم ما جسرت علي إلا * وزيد الخيل دونك في الشجاعة ووجهك إذ رضيت به نديما * فأنت نسيج وحدك في القناعة أخباره مع جماعة من الشعراء في تاريخ بغداد بسنده عن علي بن الجهم قال كان الشعراء يجتمعون كل جمعة في القبة المعروفة بهم من جامع المدينة يتناشدون [3] الشعر ويعرض كل واحد منهم على أصحابه ما أحدث من القول بعد مفارقتهم في الجمعة


[1] أي أنت مهاة النقا لولا دقة الأطراف - المؤلف - [2] إشارة إلى المثل المشهور (متى فرزنت يا بيدق) يضرب لمن ينتقل من حال أسفل إلى حال أعلى بلا استحقاق (والفرزان) معرب فرزين (والبيدق) من أجزاء لعب الشطرنج والفرزان بمنزلة الوزير للسلطان وتفرزن البيدق صار فرزانا وهو معروف عند أهل اللعب بالشطرنج - المؤلف - [3] الظاهر أن المراد بها مدينة المنصور بغداد لا المدينة المنورة - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست