responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 489

وكفكفت عنك الذم حتى كأنما * أجارك مجد أو كأنني مفحم تركتك ما ان في أديمك ظاهر * ولا باطن إلا ولي فيه ميسم وانك من مال وجود ومحتد * لأعدم من أن يستريشك معدم وما لي أهجو حضر موت كأنهم * أضاعوا ذمامي أو كأنك منهم وقال يهجوه أيضا ويعرض بأن أصله ليس بعربي.
عياش انك للئيم وانني * إذ صرت موضع مطلبي للئيم دنس تدبر أمره شيم له * شكس يدبر أمرهن اللوم ومنازل لم تبق فيها ساحة * إلا وفيها سائل محروم عرصات سوء لم يكن لسيد * وطنا ولم يربع بهن كريم جردت في ذميك خيل قصائدي * جالت بك الدنيا وأنت مقيم الحقن بالجميز [1] أصلك صاغرا * والشيح يضحك منك والقيصوم [2] طبقات شحمك ليس يخفى انها * لم يبنها آء [3] ولا تنوم [4] يا شاربا لبن اللقاح [5] تعربا * الصير [6] من يفنيه والحالوم [7] والمدعي صوران [8] منزل جده * قل لي لمن أهناس والفيوم [9] وقال فيه أيضا من قصيدة.
فقدتك من زمان كل فقد * وغالت حادثاتك كل غول محت نكباته سبل المعالي * و أطفأ ليله سرج العقول فما حيل الأديب بمدركات * عجائبه ولا فكر الأصيل أعياش ارع أو لا ترع حقي * وصل أو لا تصل أبدا وسيلي آراك - ومن أراك الغي رشدا - * ستلبس حلتي قال وقيل ملاحم من لباب الشعر تنسي * قراة أبيك كتب أبي قبيل [10] فأجدى موقفي بذراك جدوى * وقوف الصب في الطلل المحيل فصرت أذل من معنى دقيق * بفقر إلى فهم جليل فما أدري عماي عن ارتيادي * دهاني أم عماك عن الجميل متى طابت جنى وزكت فروع * إذا كانت خبيثات الأصول ندبتك للجزيل وأنت لغو * ظلمتك لست من أهل الجزيل كلا أبويك من يمن ولكن * كلا أبوي نوالك من سلول رويدك ان جهلك سوف يجلو * لك الظلماء عن خزي طويل شأظعن عالما ان ليس برء * لسقمي كالوسيج وكالذميل وقال فيه من أبيات:
ليسودن بقاع وجهك منطقي * أضعاف ما سودت وجه قصيدي وليفضحنك في المحافل كلها * صدري كما فضحت يداك ورودي ما كان يخبرني القياس بباطل * عنكم ولكن حرت (عشت بالتقليد ما كل من شاء استمرت بالندى * يده ولا استوطا فراش الجود وقال فيه من أبيات:
ألف الهجاء فما يبالي عرضه * أهجاه ألف أم هجاه واحد سمجت بك الدنيا فما لك حامد * وسمجت بالدنيا فما لك حاسد فلأشهرن عليك شنع أوابد * يحسبن أسيافا وهن قصائد فيها لأعناق اللئام جوامع * تبقى وأعناق الكرام قلائد يلزمن عرض قفاك وسم خزاية * لم يخزها بأبي عيينة خالد [11] والله يعلم أن شعرا شابه * فيك الهجاء أو المديح لكاسد وقال في عياش بن لهيعة من أبيات.
كذبتم ليس يزهى من له حسب * ومن له أدب عمن له أدب يا أكثر الناس وعدا حشوه خلف * وأكثر الناس قولا كله كذب اخباره مع الشعراء كان في عصر أبي تمام جماعة من الشعراء وفيهم شعراء مفلقون بعضهم موال له وبعضهم معاد وله معهم أخبار طريفة.
اخباره مع عبد الصمد بن المعذل العبدي كان عبد الصمد هذا شاعرا فصيحا من شعراء الدولة العباسية بصري المولد والمنشأ وكان هجاء خبيث اللسان شديد العارضة كذا في الأغاني قال ابن خلكان: قصد أبو تمام البصرة وبها عبد الصمد ابن المعذل الشاعر فلما سمع بوصوله وكان في جماعة من غلمانه وأتباعه خاف من قدومه أن يميل الناس اليه ويعرضوا عنه فكتب اليه قبل دخول البلد:
أنت بين اثنتين تبرز للناس [13] * وكلتاهما بوجه مذال لست تنفك راجيا لوصال * من حبيب أو طالبا لنوال أي ماء يبقى لوجهك هذا [14] * بين ذل الهوى وذل السؤال فلما وقف عليها أضرب عن مقصده ورجع وقال قد شغل هذا ما يليه فلا حاجة لنا فيه ولما قال ابن المعذل هذه الأبيات في أبي تمام كتبها ودفعها إلى وراق كان هو وأبو تمام يجلسان اليه ولا يعرف أحدهما الآخر وأمره أن يدفعها إلى أبي تمام فلما وافى أبو تمام وقرأها قلبها وكتب.
أفي تنظم قول الزور والفند * وأنت انقص من لا شئ في العدد أشرجت قلبك من غيظ على حرق * كأنها حركات الروح في الجسد أقدمت ويلك من هجوي على خطر * كالعير يقدم من خوف على الأسد وحضر عبد الصمد فلما قرأ البيت الأول قال ما أحسن علمه بالجدل أوجب زيادة ونقصا على معدوم ولما نظر إلى البيت الثاني قال الاشراج من عمل الفراشين ولا مدخل له هاهنا فلما قرأ البيت الثالث عض على شفته.
وقال الصولي قد ذكر ذلك أبو الفتح محمود بن الحسين المعروف بكشاجم في كتاب المصايد والمطارد عند قوله وأغفل الجاحظ في باب ذكر انقياد بعض


[1] الجميز بضم الجسم وتشديد الميم المفتوحة التين الذاكر.
[2] الشيح والقيصوم من نبات العرب.
[3] الآء ثمر شجر تأكله النعام.
[4] التنوم كتنور شجر له ثمر تأكله النعام حبه كحب الخروع تأكله أهل البادية.
[5] اللقاح بالكسر جمع لقوح كصبور وهي الناقة الحلوب.
[6] الصير بالكسر السميكات المملوحة تعمل منها الصحناء وهو ادام يتخذ من السمك الصغار.
[7] الحالوم ضرب من الاقط أو لبن يغلظ فيصير شبيها بالجبن الطري وهي لغة مصرية والصير والحالوم يكثر اتخاذهما بمصر فلذلك عيره بهما ولا بد أن يكون أبو تمام اقتاتهما أيام كان يسقي الماء بالجرة في المسجد الجامع بمصر ثم صار يعير عياشا بهما فسبحان المغير.
[8] صوران بالفتح بلدة باليمن.
[9] أهناس والفيوم بلدتان بمصر - المؤلف -.
[10] أبو قبيل حي بن هانئ المعافري المصري من الرواة كان يخطئ ولهيعة أبو عياش لما كان من الرواة قال عنه أبو تمام هذا القول.
[11] نوعان من السير - المؤلف - [12] هو خالد بن عبد الله بن أسيد ولاه عبد الملك بن مروان العراق وأمره بحرب الخوارج فهزموه وأبو عيينة هو ابن المهلب بن أبي صفرة كان له بلاء في حربهم.
[13] المعذل بالذال المعجمة ورسمه بالدال كما في بعض المواضع تصحيف - المؤلف -.
[14] في رواية الصولي (تغدو مع الناس) [15] هكذا رواه ابن خلكان والصواب رواية الصولي (أي ماء لماء وجهك يبقى) كما يأتي - المؤلف -.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست