responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 481

إن زار ميدانا مضى سابقا * أو ناديا قام اليه الجلوس كأنما لاح لهم بارق * في المحل أو زفت إليهم عروس عوذه الحاسد بخلابه * ورفرفت خوفا عليه النفوس غادرته وهو على سؤدد * وقف وفي سبل المعالي حبيس وقد أشار إلى الثانية الصولي في أخبار أبي تمام فقال: حدثنا عون بن محمد الكندي حدثني محمد بن سعد أبو عبد الله الرقي وكان يكتب للحسن بن رجاء قال قدم أبو تمام مادحا للحسن بن رجاء فرأيت رجلا علمه وعقله فوق شعره واستنشده الحسن بن رجاء فأنشده:
كفي وغاك فإنني لك قال * ليست هوادي عزمتي بتوال [1] انا ذو عرفت فان عرتك جهالة * فأنا المقيم قيامة العذال فلما قال:
عادت له أيامه مسودة * حتى توهم انهن ليال قال له الحسن والله لا تسود عليك بعد اليوم فلما قال:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى * فالسيل حرب للمكان العالي وتنظري خبب الركاب ينصها [2] * محيي القريض إلى مميت المال قام الحسن بن رجاء وقال والله لا أتممتها الا وأنا قائم فقام أبو تمام لقيامه وقال:
لما بلغنا ساحة الحسن انقضى * عنا تملك (تعجرف) دولة الأمحال بسط (أحيا) الرجاء لنا برغم نوائب * كثرت بهن مصارع الآمال أغلى غدارى الشعران مهورها * عند الكرام وإن إذا رخصن غوال ترد الظنون به على تصديقها * وبحكم الآمال في الأموال أضحى سمي أبيك فيك مصدقا * بأجل فائدة وأيمن وأصدق فال ورأيتني فسألت نفسك سيبها * لي ثم جدت وما انتظرت سؤالي كالغيث ليس له - أريد غمامه (نواله أو لم يرد - بد من التهطال فتعانقا وجلسا وقال له الحسن ما أحسن ما جلوت حليت هذه العروس فقال والله لو كانت من الحور العين لكان قيامك أوفى مهورها قال محمد بن سعيد [3] فأقام شهرين فأخذ على يدي عشرة آلاف درهم وأخذ غير ذلك مما لم أعلم به على بخل كان في الحسن بن رجاء اه‌ وفي أخبار أبي تمام للصولي حدثني أبو الحسن الأنصاري حدثني نصير الرومي قال كنت مع الحسن بن رجاء فقدم عليه أبو تمام فكان مقيما عنده وكان قد تقدم إلى حاجبه ان لا يقف ببابه طالب حاجة إلا أعلمه خبره فدخل حاجبه يوما يضحك فقال ما شانك قال بالباب رجل يستأذن ويزعم أنه أبو تمام الطائي قال فقل له ما حاجتك قال يقول مدحت الأمير أعزه الله وجئت لأنشده قال أدخله فدخل فحضرت المائدة فأمره فاكل معه ثم قال له من أنت قال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي مدحت الأمير أعزه الله قال هات مدحك فأنشده قصيدة حسنة فقال قد أحسنت وقد أمرت لك بثلاثة آلاف درهم فشكر ودعا. وكان الحسن قد تقدم قبل دخوله إلى الجماعة أن لا يقولوا له شيئا فقال له أبو تمام نريد أن تجيز لنا هذا البيت وعمل بيتا فلجلج فقال له ويحك أما تستحي ادعيت اسمي واسم أبي وكنيتي ونسبي وأنا أبو تمام فضحك الشيخ وقال لا تعجل علي حتى أحدث الأمير أعزه الله قصتي: أنا رجل كانت لي حال فتغيرت فأشار علي صديق لي من أهل الأدب أن أقصد الأمير بمدح فقلت له لا أحسن الشعر فقال أنا أعمل لك قصيدة فعمل هذه القصيدة ووهبها لي وقال لعلك تنال خيرا فقال له الحسن قد نلت ما تريد وقد أضعفت جائزتك فكان ينادمه ويتولعون به فيكنونه بأبي تمام وفي الكتاب المذكور حدثني أبو بكر القنطري حدثني محمد بن يزيد المبرد قال ما سمعت الحسن بن رجاء ذكر قط أبا تمام الا قال ذاك أبو التمام وما رأيت أعلم بكل شئ منه.
اخباره مع أبي الحسين بن محمد بن الهيثم بن شبابة الخراساني المروزي ولم نعثر له على ترجمة ولا عرفنا من أحواله شيئا سوى أن لأبي تمام فيه مدائح كثيرة مذكورة في ديوانه ويظهر من مدائح أبي تمام فيه نباهته وعلو شأنه واشتهاره وأنه من كبار الأمراء فهو يصفه بأنه ملك ويظهر من كلام المسعودي في مروج الذهب أنه من المؤلفين فقد قال في مقدمته عند تعداد الكتب المؤلفة في التاريخ وأسماء المؤلفين فيه: ومحمد بن الهيثم بن شبابة الخراساني صاحب كتاب الدولة. وفي أخبار أبي تمام للصولي: حدثني عون بن محمد حدثني الحسين بن وداع كاتب الحسن بن رجاء (وفي بعض المواضع الحسن بن وداع مكبرا) قال حضرت أبا الحسين محمد بن الهيثم بالجبل وأبو تمام ينشده اسقى ديارهم اجش هزيم * وغدت عليهم نصرة ونعيم جادت معاهدهم عهاد سحابة * ما عهدها عند الديار ذميم وبعد البيتين مما لم يذكره الصولي سفه الفراق عليك يوم رحيلهم * وبما أراه وهو عنك حليم ظلمتك ظالمة البري ظلوم * والظلم من ذي قدرة مذموم زعمت هواك عفا الغداة كما عفت * منها طلول باللوى ورسوم لا والذي هو عالم أن النوى * صبر وأن أبا الحسين كريم ما زلت عن سنن الوداد ولا غدت * نفسي على ألف سواك تحوم لمحمد بن الهيثم بن شبابة * مجد إلى جنب السماك مقيم ملك إذا نسب الندى من ملتقى * طرفيه فهو له أخ وحميم كالليث ليث الغاب الا أن ذا * في الروع بسام وذاك شتيم طحطحت بالخيل الجبال من العدى * والكفر يقعد بالهدى ويقوم بالسفح من همذان إذ سفحت دما * رويت بجمتة الرماح الهيم لمعت أسنته فهن مع الضحى * شمس وهن مع الظلام نجوم غيث حوى كرم الطبائع دهره * والغيث يكرم مرة ويلوم وبيان ذلك أن أول من حبا * وقرى خليل الله إبراهيم عرف غدا ضربا نحيفا عنده * شكر الرجال وإنه لجسيم أخفيته فخفيته [4] وطويته * فنشرته والشخص منه عميم فلما فرع أمر له بألف دينار وخلع عليه خلعة حسنة وأقمنا عنده يومنا ومعنا أبو تمام ثم انصرف وكتب اليه في غد ذلك اليوم قد كسانا من كسوة الصيف خرق * مكتس من مكارم ومساع


[1] الهوادي الأوائل والتوالي الأواخر.
[2] الخبب نوع من السير سريع ونص ناقته استخرج أقصى ما عندها من السير.
[3] في سند الخبر أنه محمد بن سعد فلا شك أنه صحف أحدهما بالاخر.
[4] خفاه أظهره - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست