responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 478

ولأبي تمام في أبي دلف مدائح كثيرة كلها من غرر الشعر منها قوله من قصيدة هذا مختارها.
اما الرسوم فقد اذكرن ما سلفا * فلا تكفن عن شانيك أو يكفا لا عذر للصب ان يقني السلو ولا * للدمع بعد مضي الحي ان يقفا وفي الخدور مهى لو أنها شعرت * بها طغت فرحا أو أبلست اسفا لآلئى كالنجوم الزهر قد لبست * ابشارها صدف الاحصان لا الصدفا غيداء جاد ولي [1] الحسن سنتها [2] * فصاغها بيديه روضة انفا [3] ودع فؤادك توديع الفراق فما * أراه من سفر التوديع منصرفا يجاهد الشوق طورا ثم ترجعه * مجاهدات القوافي [4] في أبي دلفا بجوده انصاعت الأيام لابسة * شرخ الشباب وكانت جلة [5] شرفا [6] حتى لو أن الليالي صورت لغدت * أفعاله الغر في آذانها شنفا جم التواضع والدنيا لسؤدده * تكاد تهتز من أطرافها صلفا تدعى عطاياه وفرا وهي ان شهرت * كانت فخارا لمن يعفوه مؤتنفا ان الخليفة والأفشين قد علما * من اشتفى لهما من بابك وشفى في يوم ارشق [7] والهيجاء قد رشقت * من المنية رشقا وابلا قصفا فكان شخصك في إغفالها علما * وكان رأيك في ظلمائها سدفا [8] ذمرت جمع الهدى فانقض منصلتا * وكان في حلقات الرعب قد رسفا لما رأوك وإياها ململمة * يظل منها جبين الشمس منكسفا ولوا وأغشيتهم شمسا غطارفة * لغمرة الموت كشافين لا كشفا برق إذا برق غيث بات مختطفا * للطرف أصبح للهامات مختطفا كتبت أوجههم مشقا ونمنمة * ضربا وطعنا يقد الهام والصلفا [9] كتابة لا تني مقروءة أبدا * وما خططت بها لاما ولا ألفا فظل بالظفر الأفشين مرتديا * وبات بابكها بالذل ملتحفا اعطى بكلتا يديه حين قيل له * هذا أبو دلف العجلي قد دلفا نامت همومي عني حين قلت لها * هذا أبو دلف حسبي به وكفى اخباره مع الحسن بن وهب وأخيه سليمان كان الحسن بن وهب كاتبا لمحمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم وولي ديوان الرسائل وكان شاعرا بليغا وكان اخوه سليمان بن وهب كتب للمأمون وهو ابن اربع عشرة سنة وولي الوزارة للمعتمد وكان شاعرا وله ديوان رسائل وكانت صلة أبي تمام وثيقة بالحسن بن وهب وأخيه سليمان وله فيهما مدائح كثيرة ورثى الحسن أبا تمام بعد موته كما يأتي وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده انه عني الحسن بن وهب بأبي تمام فولاه بريد الموصل فقام بها أقل من سنتين ومات وفي انساب السمعاني: كانت للحسن بن وهب به عناية. وفي أخبار أبي تمام للصولي حدثني محمد بن موسى قال عني الحسن بن وهب بأبي تمام وكان - اي الحسن - يكتب لمحمد بن عبد الملك الزيات فولاه بريد الموصل فأقام بها سنة ومات. وفي هبة الأيام كان الحسن بن وهب مفرطا في محبة أبي تمام والتعصب له والذب عنه قال جعفر بن محمد بن قدامة كتب الحسن بن وهب إلى أبي تمام وقد قدم من سفر: جعلت فداك ووقاك وأسعدني الله بما أوفى علي من مقدمك وبلوغ الوطر كل الوطر من انضمام اليد عليك وإحاطة الملك لك، وأهلا وسهلا، وقرب الله دار قربك وحيا ركابا أدتك وسقى بلاد يلتقي ليلها ونهارها عليك وجعلك من أحسن معاقله وأحفظ محارسه وأبعدها من الحوادث مراما (اه‌).
ومن اخباره معه ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد بسنده انه اعتل أبو علي الحسن بن وهب من حمى نافض وصالب [10] وطاولته فكتب اليه أبو تمام حبيب بن أوس الطائي وليست في الديوان.
يا حليف الندى ويا توأم الجو * د ويا خير من حبوت القريضا ليت حماك بي وكان لك الاجر * فلا تشتكي وكنت المريضا وفي الديوان ابيات تدل عل ان أبا تمام قالها فيمن يكنى أبا القاسم حين أصابته وعكة وهو من الأزد التي منها كعب وناهد وكلها قبائل من اليمن والظاهر أنه الحسن بن وهب الا ان الحسن بن وهب كناه الخطيب في تاريخ بغداد بأبي علي لا بأبي القاسم وكذلك أبو تمام كناه بأبي علي في قصيدته العينية الآتية وهذه الأبيات مذكورة في الديوان بعد أبيات في الحسن بن وهب بعنوان وقال أيضا فالظاهر أنه لما أصابته الحمى قال فيه البيتين السابقين وقال فيه أيضا هذه الأبيات ويمكن كونها في رجل آخر.
أبا القاسم المحمود ان ذكر الحمد * وقيت رزايا ما يروح وما يغدو وطابت بلا دانت فيها وأصبحت * ومربعها غور ومصطافها نجد فان تك قد نالتك أطراف وعكة * فلا عجب ان يوعك الأسد الورد وقد أصبحت من صفرة ووجوهها * وراياتها سيان غما بك الأزد تلاقى بك الحيان كعب وناهد * فأنت لهم كعب وأنت لهم نهد بنا لا بك الشكوى فليس بضائر * إذا صح نصل السيف ما لقي الغمد وفي أخبار أبي تمام للصولي قال أبو أحمد ما رأيت أحدا في نفس أحد أجل من أبي تمام في نفس الحسن بن وهب قال وكان الحسن يحفظ أكثر شعر أبي تمام كأنه يختار من القصيدة ما يحفظه (اه‌) وفي الكتاب المذكور:
حدثني محمد بن موسى بن حماد قال وجه الحسن بن وهب إلى أبي تمام وهو بالموصل خلعة فيها خز ووشي فامتدحه في قصيدة أولها.
أبو علي وسمي منتجعه * فاحلل بأعلى واديه أو جرعه ثم وصف الخلعة فقال:
وقد أتاني الرسول بالملبس الفخم * لصيف امرئ ومر تبعه لو أنها جللت أويس [11] لقد * أسرعت الكبرياء في ورعه رئق خزاجيد سائره [12] * سكب [13] تدين الصبا لمدرعه وسروشي كان شعري أحيانا * نسيب العيون من بدعه [14]


[1] الولي من المطر هو المطرة الثانية التي تلي الوسمي وهو أول المطر [2] السنة الصورة [3] الروضة الانف بضمتين التي لم ترع.
[4] ثم يجذبه إلى جهاد القوافي خ.
[5] الجلة بالكسر المسنة.
[6] الشرف بضمتين جمع شارف وهي المسنة من الإبل.
[7] ارشق جبل بنواحي موقان كانت به الوقعة التي أشار إليها.
[8] السدف الصبح وهو من أسماء الأضداد.
[9] الصلف بضمتين جمع صليف وهو صفحة العنق.
[10] الحمى الصالب الشديدة - المؤلف -.
[11] هو أويس القرني أحد الزهاد المشهورين.
[12] يلتذ ملمسه خ.
[13] السكب نوع من الثياب الرقيق.
[14] قال الخطيب التبريزي في شرح ديوان أبي تمام: سره خياره. وجنس من الثياب يكون وشيا مثل العيون يقول شعري في حسنه مناسب للعيون التي تكون فيهامن البدع اه‌ ولولا أن هذا البيت غير واضح المعنى وقد فسره التبريزي لما ذكرناه فذكره لا لحسنه بل للحرص على تفسير التبريزي له. - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست