responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 472

ثوى بالمشرقين لها ضجاج * أطار قلوب أهل المغربين محوت بها وقائع من ملوك * وكن وقد ملأن الخافقين ولكن أكرتنا يوم بدر * ومشتجر الأسنة في حنين رددت الدين وهو قرير عين * بها والكفر وهو سخين عين ألا ان الندى أضحى أميرا * على مال الأمير أبي الحسين إذا يده لنائله استهلت * فويل للنضار وللجين نوالك رد حسادي فلولا * وأصلح بين أيامي وبيني ومن مدائح أبي تمام في إسحاق قوله من قصيدة:
إذا المكارم عقت واستخف بها * أضحى السدى والندى أما له وأبا ترضى السيوف به في الروع منتصرا * ويغضب الدين والدنيا إذا غضبا في مصعبيين ما لاقوا مريد ردى * للملك إلا أعادوا خده تربا وقال أبو تمام يمدح إسحاق بن إبراهيم بالقصيدة الآتية وقدم اليه قبلها هذه الأبيات:
ألا يا أيها الملك المعلى إذا بعض الملوك غدا منيحا [1] أعر شعري الإصاخة منك يرجع * طوال الدهر بارحه سنيحا [2] أعره باستماعكه محلا * يفوت علوه الطرف الطموحا فلم أمدحك تفخيما لشعري * ولكني مدحت بك المديحا والقصيدة هذا مختارها:
أظله البين حتى أنه رجل * لو مات من شغله بالبين ما علما أما وقد كتمتهن الخدور ضحى * فابعد الله دمعا بعدها اكتتما لما استحر الوداع المحض وانصرمت * أواخر الصبر إلا كاظما وجما رأيت أحسن مرئي وأقبحه * مستجمعين لي التوديع والعنما إن الخليفة لما صال كنت له * خليفة الموت فيمن جار أو ظلما ويوم خيرج [3] والألباب طائرة * لو لم تكن حامي الاسلام ما سلما أضحكت منهم ضباع القاع ضاحية * بعد العبوس وأبكيت السيوف دما بكل صعب الذرى من مصعب يقظ * ان حل متئدا أو سار معتزما يضحي على المجد مأمونا إذا اشتجرت * سمر القنا وعلى الأرواح متهما أمطرتهم عزمات لو رميت بها * يوم الكريهة ركن الدهر لانهدما إذا هم نكصوا كانت لهم عقلا * وإن هم جمحوا كانت لهم لجما أطعت ربك فيهم والخليفة قد * أرضيته وشفيت العرب والعجما تركتهم سيرا لو أنها كتبت * لم تبق في الأرض قرطاسا ولا قلما فخرا بني مصعب فالمكرمات بكم * عادت رعانا وكانت قبلكم أكما تقول إن قلتم لا لا مسلمة * لقولكم ونعم إن قلتم نعما أبو الحسين ضياء لامع وهدى * ما خام في مشهد يوما ولا سئما إذا أتى بلدا أجلت خلائقه * عن أهله الأنكدين الخوف والعدما وقال يمدحه من قصيدة:
أما الهوى فهو العذاب فان جرت * فيه النوى فأليم كل أليم لا والطلول الدارسات اليه * من معرق في العاشقين صميم ما حاولت عيني تأخر ساعة * بالدمع مذ صار الفراق غريمي طلبتك من نسل الجديل وشدقم * كوم عقائل من عقائل كوم فأصبن بحر نداك غير مصرد * وردا وأم نداك غير عقيم غاديتهم بالمشرقين بوقعة * صدعت صواعقها جبال الروم إن المنايا طوع بأسك والوغى * ممزوج كأسك من ردى وكلوم والحرب تركب رأسها في مشهد * عدل السفيه به بألف حليم في ساعة لو أن لقمانا بها * وهو الحكيم لكان غير حكيم ولقد نكون ولا كريم نناله * حتى نخوض اليه ألف لئيم ويد يظل المال يسقط كيده * فيها سقوط الهاء في الترخيم قل للخطوب إليك عني انني * جار لإسحاق بن إبراهيم وقال يعرض به لأنه حجبه من أبيات:
كادت لعرفان النوى ألفاظها * من رقة الشكوى تكون دموعا منها:
متسربلا حلق المكارم انها * جعلت لاعراض الكرام دروعا ومحجب حاولته فوجدته * نجما على الركب العفاة شسوعا لما عدمت نواله أعدمته * شكري ورحنا معدمين جميعا اخباره مع القاضي أحمد بن أبي دؤاد كان ابن أبي دؤاد فصيحا مفوها وشاعرا جوادا ممدحا وكان قاضي القضاة للمعتصم وابنه الواثق وقد مدحه أبو تمام وأخذ جوائزه ثم غضب عليه فما زال يستعطفه ويعتذر اليه حتى رضي عنه كما يأتي تفصيله ولأبي تمام معه أخبار حسان وهو الذي أوصله إلى المعتصم وقرضه عنده. في أخبار أبي تمام للصولي حدثني أبو بكر الخراساني حدثني علي الرازي قال شهدت أبا تمام وغلام له ينشد ابن أبي دؤاد:
لقد أنست مساوئ كل دهر * محاسن أحمد بن أبي دؤاد وما سافرت في الآفاق إلا * ومن جدواك راحلتي وزادي مقيم الظن عندك والأماني * وإن قلقت ركابي في البلاد فقال له يا أبا تمام أهذا المعنى الأخير مما اخترعته أو أخذته فقال هو لي وقد ألممت فيه بقول أبي نواس:
وان جرت الألفاظ منا بمدحة * لغيرك انسانا فأنت الذي نعني وفي مرآة الجنان وتاريخ ابن خلكان في ترجمة ابن أبي دؤاد انه دخل أبو تمام عليه يوما وقد طالت الأيام في الوقوف ببابه ولا يصل اليه فعتب عليه مع بعض أصحابه فقال له ابن أبي دؤاد أحسبك عاتبا يا أبا تمام فقال انما يعتب على واحد وأنت الناس فكيف يعتب عليك فقال له من أين لك هذا يا أبا تمام فقال من قول الحاذق يعني أبا نواس للفضل بن الربيع ليس من الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد وفي اخبار أبي تمام للصولي: حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بالزائر حدثني أبي قال دخل أبو تمام على أحمد بن أبي دؤاد وقد كان عتب عليه في شئ فاعتذر اليه وقال أنت الناس كلهم ولا طاقة لي بغضب جميع الناس فقال له ابن أبي دؤاد ما أحسن هذا فمن أين أخذته قال من


[1] المعلى والمنيح من سهام الميسر والمعلى أفضلها إذا فاز حاز سبعة أنصباء والمنيح السهم الذي لا نصيب له.
[2] البارح والبريح الصيد يمر من ميامنك إلى مياسرك (والسنيح والسانح) بالعكس وكانت العرب تتشاءم بالبارح وتتفاءل بالسانح.
[3] في معجم البلدان: خيرج بفتح أوله وبعد الراء المهملة جيم موضع (اه‌) - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 472
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست