responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 464

تالله تنسى التي راحت بسنتها [1] * تختال بين اللواتي رحن في الظعن من كل غيداء ريا المرط مخطفة * كأنها دعص رمل نيط في غصن هبت وقد زمت الاحداج تحسبها * في الخطو تضمر إشفاقا على السنن لم تسرح العين لحظا في محاسنها * الا اجتنى طرفا من روضه الحسن ما استوطن العدم يوما ربع ذي همم * الا سيزعجه عن مربع الوطن ضاقوا بعسرتهم ذرعا فانقذهم * من ضيقة العسر رحب الباع والعطن ليث الشجاعة غيث الجود سائله * عار من المن مكسو من المنن سمح تصد عن العذال مقلته * صد الكواعب عن ذي الشيبة اليفن لا غرو إن نال أسباب السماء فتى * بنى له المجد أهل المجد من يمن مرزؤون إذا ما الضيف حل بهم * قروه شحم الذرى لا درة اللبن ان ابن يوسف سيف عند هزته * عضب تصيب ظباه مقتل الفتن إذا الشوازب ظلت في غيابتها * تخفي وتظهر سير البدر في المزن من كل ذي ميعة تشقى الحزون به * في الركض مندمج الاقراب كالشطن تهوي بكل فتى لا يستلين إذا * لانت قنا البأس عند الحادث الخشن خرق إذا استطعمته الحرب أطعمها * ضربا يفرق بين الروح والبدن لاقوك ليثا لدى الهيجاء يؤنسه * صبر إذا خانت الأيام لم يخن مستبسلا تلبس الابطال جرأته * على المنون رداء الثكل والجبن تبدي إلى الروع كفا منك قد أنست * بالطعن والضرب انس العين بالوسن وقال يعاتب أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري من أبيات:
وقاك الخطب قوم لم يمدوا * * يمينا للعطاء ولا شمالا أحين رفعت من شأوي وعادت * حويلي في ذراك الرحب حالا وحف بي الأقاصي والأداني * عيالا لي وكنت لهم عيالا فقد أصبحت أكثرهم عطاء * وقبلك كنت أكثرهم سؤالا إذا ما الحاجة انبعثت يداها * جعلت المنع منك لها عقالا فأين قصائد لي فيك تأبى * وتأنف ان أهان وان أذالا من السحر الحلال لمجتنيه * ولم أر قبلها سحرا حلالا فلا يكدر غدير لي فأني * أمد إليك آمالا طوالا وفرجاها علي فان جاها * إذا ما غب يوما صار مالا أخباره مع الواثق كان الواثق بصيرا بالشعر والأدب خبيرا بعلوم لغة العرب بخلاف أبيه المعتصم وأدرك أبو تمام خلافة الواثق ومدحه واخذ جوائزه ومات في خلافة الواثق ولمعرفة الواثق بمكانة أبي تمام اغتم لموته لما بلغه موته. في أخبار أبي تمام للصولي حدثني محمد بن خلف حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك - الزيات - قال لما مات أبو تمام قال الواثق لأبي قد غمني موت الطائي الشاعر فقال طئ بأجمعها فداء أمير المؤمنين والناس طرا ولو جاز أن يتأخر ميت عن أجله ثم سمع هذا من أمير المؤمنين لما مات (اه‌) ولما مات المعتصم وقام بعده ولده الواثق قال أبو تمام يهنئ الواثق بالخلافة ويعزيه بابيه المعتصم من قصيدة ما للدموع تروم كل مرام * والجفن ثاكل هجعة ومنام يا تربة المعصوم تربك مودع * ماء الحياة وقاتل الاعدام ومصرف الملك الجموح كأنما * قد زم مصعبه له بزمام هدمت صروف الدهر أطول حائط * ضربت دعائمه على الاسلام ومعرف الخلفاء ان حظوظها * في حيز الاسراج والالجام أخذ الخلافة بالوراثة أهلها * وبكل ماضي الشفرتين حسام إنا رحلنا واثقين بواثق * بالله شمس ضحى وبدر تمام وبعدها الأبيات التي ذكرناها في الافتنان وبعدها:
لما دعوتهم لأخذ عهودهم * طار السرور بمعرق وشآم فكان هذا قادم من غيبة * وكأن ذاك مبشر بغلام لو يقدرون مشوا على جبهاتهم * وعيونهم فضلا عن الاقدام هي بيعة الرضوان يشرع وسطها * باب السلامة فأدخلوا بسلام هيهات تلك قلادة الله التي * ما كان يتركها بغير نظام يا ابن الكواكب من أئمة هاشم * والرجح الأحساب والأحلام أهدى إليك الشعر كل مفهه * خطل وسدد فيك كل عبام [2] عرض المديح تقاربت آفاقه * ورمى فقرطس فيك غير الرامي ومن مدائحه في الواثق قوله من قصيدة:
وأبي المنازل انها لشجون * وعلى العجومة انها لتبين فاعقل بنضو الدار نضوك يقتسم * فرط الصبابة مسعد وحزين واسق الأثافي من شؤونك ريها * ان الضنين بدمعه لضنين والنؤي اهمد شطره فكأنه * تحت الحوادث حاجب مقرون سمة الصبابة زفرة أو عبرة * متكفل بهما حشا وشؤون سيروا بني الحاجات ينجح سعيكم * غيث سحاب الجود منه هتون فالحادثات بوبله مصفودة * والمحل في شؤبوبه مسجون وجدوا جناب الملك أخضر فاجتلوا * هارون فيه كأنه هارون فغدوا وقد وثقوا برأفة واثق * بالله طائره لهم ميمون قرت به تلك العيون وأشرقت * تلك الخدود وانهن لجون ملكوا خطام العيش بالملك الذي * أخلاقه للمكرمات حصون جعل الخلافة فيه رب قوله * سبحانه للشئ كن فيكون في دولة بيضاء هارونية * متكنفاها النصر والتمكين قد أصبح الاسلام في سلطانها * والهند بعض ثغورها والصين خبره مع أحمد بن الخصيب كان أحمد بن الخصيب هذا كاتبا في دولة الواثق ثم صار كاتبا للمنتصر بن المتوكل بن المعتصم ثم وزيرا ثم وزر بعده للمستعين أحمد بن محمد بن المعتصم شهرين ثم عزله ولما حبس الواثق الكتاب وألزمهم أموالا عظيمة أخذ من أحمد بن الخصيب وكتابه ألف ألف دينار أي ما يقارب نصف مليون ليرة عثمانية وأبو تمام انما أدرك أيام كتابة ابن الخصيب للواثق ولم يدرك أيام وزارته للمنتصر والمستعين على قصرها لأن أبا تمام توفي في خلافة الواثق ولم نجد لأبي تمام في ابن الخصيب مدحا ولا قدحا ولا له معه خبرا سوى ما في اخبار أبي تمام للصولي: وجدت بخط عبد الله بن المعتز: صار أبو تمام إلى أحمد بن الخصيب في حاجة له أيام الواثق فأجلسه إلى أن أصابته الشمس فقال.
تغافل عنا أحمد متناسيا * ذمام عهود المدح والشكر والحمد نموت من الحر المبرح عنده * وحاجاتنا قد متن من شدة البرد


[1] السنة حسن الوجه - المؤلف -.
[2] العبام كسحاب العيي الثقيل - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست