responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 358

وما استمتعت من داعي التصابي * إلى أن جاءني داعي الوقار فيا شيبي ظلمت ويا شبابي * لقد جورت منك بشر جار أمرت بقصه وكففت عنه * وقر على تحمله قراري وقلت الشيب أهون ما ألاقي * من الدنيا وأيسر ما إداري ولا يبقى رقيق الفجر حتى * يضم عليه منبلج النهار وكم من زائر بالكره مني * كرهت فراقه بعد المزار وقال:
ألم ينهك الشيب الذي حل نازلا * وللشيب بعد الجهل للمرء رادع وقال:
ما آن ان ارتاع * للشيب المفوف في عذاري واكف عن سبل الضلال * وأكتسي ثوب الوقار أم قد امنت الحادثات * من الغوادي والسواري اني أعوذ بحسن عفو * الله من سوء اختياري ما قاله في الطيف والخيال وقال:
اشاقك الطيف ألم طارقه * آخر ليل لم ينمه عاشقه وانجاب من ثوب الظلام غاسقه * من بعد ما سر مشوقا شائقه وقال:
ألم بنا وجنح الليل داج * خيال زار وهنا من نوار أباخلة علي وأنت جار * وواصلة على بعد المزار وقال:
وطيف زارني وهنا وحيا * فقمت له على عيني ورأسي يصارمني نهارا وهو ليلا * يواصلني مواصلة اختلاس فيطعمني ويؤنسني هواه * فأهلك بين أطماع ويأس التشوق إلى الأهل والأوطان قال بعد نزوله منبج من ارض الجزيرة يتشوق بلاد الروم وأصحابه بها:
افناعة من بعد طول جفاء * بدنو طيف من حبيب نائي بأبي وأمي شادن قلت له * نفديك بالأمهات والآباء وجناته تجني على عشاقه * ببديع ما فيها من اللألاء بيض عليها حمرة فتوردت * مثل المدام مزجتها بالماء فكأنما برزت لنا بغلالة * بيضاء تحت غلالة حمراء كيف اتقاء لحاظه وعيوننا * طرق لاسهمها إلى الأحشاء صبغ الحيا خديه لون مدامعي * فكأنه يبكي بمثل بكائي كيف اتقاء جآذر يرميننا * بظبى الصوارم من عيون ظباء يا رب تلك المقلة النجلاء * حاشاك مما ضمنت احشائي جازيتني بعدا بقربي في الهوى * ومنحتني غدرا بحسن وفائي * * * جادت عراصك يا شآم سحابة * عراضة من أصدق الأنواء تلك المجانة والخلاعة والصبا * ومحل كل فتوة وفتاء أنواع زهر والتفاف حدائق * وصفاء ماء واعتدال هواء وخرائد مثل الدمى يسقيننا * كأسين من لحظ ومن صهباء وإذا أدرن على الندامى كاسها * غنيننا شعر ابن أوس الطائي (أراح إذا ما الراح كن مطيها * كانت مطايا الشوق في الأحشاء) فارقت حين شخصت عنها لذتي * وتركت أحوال السرور ورائي ونزلت من بلد الجزيرة منزلا * خلوا من الخلطاء والندماء فيمر عندي كل طعم طيب * من ريقها ويضيق كل فضاء الشام لا بلد الجزيرة لذتي * وقويق لا ماء الفرات منائي وأبيت مرتهن الفؤاد بمنبج * السوداء لا بالرقة البيضاء من مبلغ الندماء اني بعدهم * أمسي نديم كواكب الجوزاء ولقد رعيت فليت شعري من رعى * منكم على بعد الديار اخائي وقال يذكر أهله بالموصل:
سلام رائح غادي * على ساكنة الوادي على من حبها الهادي * إذا ما زرت والحادي أحب البدو من اجل * غزال فيهم بادي الا يا ربة الحلي * على العاتق والهادي [1] لقد أبهجت أعدائي * وقد أشمت حسادي بسقم ما له راق * واسر ما له فادي فما انفك من ذكرا * ك في نوم وتسهاد بشوق منك معتاد * وطيف غير معتاد الا يا زائر الموصل * حي ذلك النادي فبالموصل اخواني * وبالموصل اعضادي كفاني سطوة الدهر * جواد نسل اجواد وقاه الله فيما عاش * شر الزمن العادي شكوى الاخوان والزمان يظهر من كثير من شعره تبرمه بالزمان وسخطه عليه وتبرمه بالاخوان ولا غرو فشكوى الزمان عادة أكثر أهل الهمم العالية والنفوس الكبيرة ونذكر هنا ما هو من هذا النوع مع ذكر أكثره في أثناء ما مر من شعره ولزوم بعض التكرير قال:
ولما تخيرت الاخلاء لم أجد * صبورا على حفظ المودة والعهد سليما على طي الزمان ونشره * أمينا على النجوى صحيحا على البعد ولما أساء الظن بي من جعلته * وإياي مثل الكف نيطت إلى الزند حملت إلى ظني به سوء ظنه * وأيقنت اني في الإخاء له وحدي وقال من قصيدة:
فلست أرى الا عدوا محاربا * وآخر خير منه عندي المحارب وقال:
إلى الله أشكو ما أرى من عشيرة * إذا ما دنونا زاد حالهم بعدا ونغلب بالحلم الحمية فيهم * ونرعى رجالا ليس ترعى لنا عهدا وقال:
يمضي الزمان وما عمدت لصاحب * إلا ظفرت بصاحب خوان يا دهر خنت مع الأصادق خلتي * وغدرت بي في جملة الاخوان


[1] الهادي العنق. - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست