responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 308

وهو يدل على أنه بلغ الأربعين والله أعلم ماذا عمر بعد ذلك وفي ديوان الشريف الرضي المطبوع ان أبا الهيجاء حرب بن سعيد بن حمدان توفي سنة 382 قال وكان اخوه أبو فراس الحارث بن سعيد قد مات قبله بقليل اه‌. وهذا لا يناسب تاريخ وفاته المتقدم فان بينه وبين تاريخ وفاة أخيه على هذا 25 سنة وهذا لا يقال عنه انه توفي بقليل فان القليل نحو سنة أو أشهر أو نحو ذلك فلا بد ان يكون أحد التاريخين غلطا والله أعلم.
على أن سيف الدولة مات سنة 356 واستيلاء أبي فراس على حمص الذي كان قتله بسببه كان بعد وفاة سيف الدولة بيسير فلا بد اما من كون تاريخ وفاة أبي الهيجاء غلطا أو قول جامع الديوان ان أخاه أبا فراس مات قبله بقليل غلط والله أعلم.
عشيرته نشأ أبو فراس في عشيرة عربية صميمة تقلب أفرادها في الملك والامارة قرونا عديدة وكانت لهم أحسن سيرة مملوءة بمحاسن الأفعال وجميل الصفات من كرم وسخاء وعز وإباء وصولة وشجاعة وفصاحة وبراعة وحلم وصفح وتدبير وغيرة وحماية للجار وحفظ للذمار ورأي رصين وعقل رزين إلى غير ذلك. وكلهم أو جلهم شعراء مجيدون أهل شجاعة واقدام تعودوا ممارسة الحروب وقيادة الجيوش ويندر أوليس بموجود ان يكون فيهم من ليس بشاعر ولا شجاع فارس وسيف الدولة المتقدم في الرياسة والامارة والشجاعة والكرم وأبو فراس الفائق بشعره فيهم والمتميز بشجاعته وفروسيته. عن كتاب اعلام الكلام للقشيري: كان كشاجم من المعجبين بآل حمدان ونظم قصيدة بليغة في جعفر بن عبد الله الحمداني.
وقال الثعالبي في اليتيمة: كان بنو حمدان ملوكا وأمراء أوجههم للصباحة وألسنهم للفصاحة وأيديهم للسماحة وعقولهم للرجاحة. وانا أزيد فأقول: ونفوسهم للطماحة وقلوبهم للشجاعة وأقوالهم للبراعة وأوامرهم للإطاعة وحماهم للمناعة وصيتهم للاذاهة. تجلت الأخلاق والشيم العربية الفاضلة والغيرة على العروبة والاسلام في أفعالهم وأقوالهم وقد اختاروا أحسن الكنى والألقاب المشعرة بشغفهم بالعز والعلياء والشجاعة وتمسكهم بالعروبة فمن كناهم: أبو المعالي وأبو العلاء وأبو الأغر وأبو العشائر وأبو الهيجاء وأبو السرايا وأبو المرجى وأبو فراس - وهي كنية الأسد - وأبو العطاف وأبو عدنان وأبو الغطريف ومن أسمائهم الغضنفر. وفيهم يقول أبو فراس:
فلم يخلق بنو حمدان الا * لمجد أو لباس أو لجود وفيهم يقول أبو فراس أيضا:
أيها المبتغي محل بني ح‌ * مدان مهلا أتبلغ الجوزاء فضلوا الناس رفعة وسناء * وعلوهم تكرما ووفاء يا محيل الأفكار فيهم إلى كم * تتعب الفكر هل تنال السماء وفيهم يقول أبو فراس أيضا:
وأنا الذي علم الأنام بأنه * لم ينمه الا كريم سيد وفيهم يقوم أبو فراس أيضا:
ونحن أناس يعلم الله اننا * إذا جمع الدهر الغشوم شكائمه إذا ولد المولود منا فإنما * الأسنة والبيض الرقاق تمائمه وفيهم يقول أبو فراس أيضا:
وإذا افتخرت فخرت بالشم الأولى * شادوا المكارم من بني حمدان نحن الملوك بنو الملوك اولي العلا * ومعادن السادات من عدنان والمجد يعلم اننا أركانه * والبيت مرتكز على الأركان قومي متى تخبرهم لم يحسنوا * غير اصطناع العرف والاحسان كم معدم أغنوا بفضل سماحهم * كرما وفكوا من أسير عاني وهم أحق ببيت شعر قد مضى * في الناس ممن ضمه الثقلان (وإذا دعوتهم ليوم كريهة * سدوا شعاع الشمس بالمران) وفيهم يقول أبو فراس أيضا:
إذا كان منا واحد في عشيرة * علاها وان ضاق الخناق حماها ولا اشتورت الا وأصبح شيخها * ولا اختبرت الا وكان فتاها ولا ضربت بين القباب قبابه * وأصبح مأوى الطارقين سواها وفيهم يقول أبو فراس أيضا:
واني لمن قوم كرام أصولهم * بها ليل ابطال كرام المناسب ولولا رسول الله كان اعتزاؤنا * لاشرف بيت من لؤي بن غالب وفيهم يقول أبو فراس أيضا:
وأنا ابن من شاد المكارم وابتنى * خطط المعالي حيث حل الفرقد وانا الذي علم الأنام بأنه * لم ينمه الا كريم سيد حمدان جدي خير من وطئ الحصى * وأبي سعيد في المكارم أوحد أعلى لنا لقمان أبيات العلا * وأناف حمدون وشيد احمد يعطي إذا ضن السحاب تكرما * ويجير ان جار الزمان الأنكد والمجد يوجد عندنا بأرومة * والعار والفحشاء مالا يوجد والفخر يقسم اننا أبناؤه * دون البرية والمكارم شهد ويقود فيهم أبو فراس أيضا:
ونحن أناس لا توسط بيننا * لنا الصدر دون العالمين أو القبر ويقول فيهم أبو فراس أيضا:
ولقومي الشرف الرفيع محله * فوق المجرة والسماك المرزم ورثوا الرياسة كابرا عن كابر * من عهد عاد في الزمان وجرهم ظفروا بها بالسيف أول مرة * وبقاؤها بالسيف أصبح فيهم نحن البحار بل البحار مياهها * ملح وموردنا لذيذ المطعم وفيهم يقول أبو فراس أيضا:
ومن لم يشاهد كر قومي في الوغى * فها فليشاهد كرهم في المكارم ويقول أبو فراس أيضا وقد اتى عسكر ناصر الدولة وفيه اخوته وبنو أخيه وقد طال عهده بلقائهم لأنه كان خلفهم صبية فعرفهم بالشبه:
يلوح بسيماه الفتى من بني أبي * وتعرفه من غيره بالشمائل مفدى مرجى يكثر الناس حوله * طويل نجاد السيف سبط الأنامل وفيهم يقول السري الرفا من قصيدة يمدح بها أبا البركات لطف الله بن ناصر الدولة الحمداني:
والحمد حلي بني حمدان تعرفه * والصبح أبلج لا يلقى بانكار قوم إذا نزل الزوار ساحتهم * تفيئوا ظل جنات وانهار

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست