responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 245

لا يسمر عندي أحد ابدا فجعلوا يجلسون في مجالسهم يشتمون عثمان وسعيدا واجتمع إليهم الناس حتى كثروا، فكتب سعيد وأشراف أهل الكوفة إلى عثمان في اخراجهم. فكتب إليهم ان يلحقوهم بمعاوية، وكتب إلى معاوية ان نفرا قد خلقوا للفتنة فأقم عليهم وانههم فان آنست منهم رشدا فاقبل وان أعيوك فارددهم علي، فلما قدموا على معاوية أنزلهم كنيسة مريم وأجرى عليهم ما كان لهم بالعراق بأمر عثمان وكان يتغدى ويتعشى عندهم، فقال لهم يوما: انكم قوم من العرب لكم أسنان وألسنة وقد أدركتم بالاسلام شرفا وغلبتم الأمم وحويتم مواريثهم وقد بلغني انكم نقمتم قريشا ولو لم تكن قريش كنتم أذلة ان أئمتكم لكم جنة فلا تتفرقوا عن جنتكم، وجرى بينه وبينهم كلام فكتب إلى عثمان انه قدم علي أقوام ليست لهم عقول ولا أديان أضجرهم العدل، إلى أن قال: فخرجوا من دمشق فقالوا لا ترجعوا بنا إلى الكوفة فإنهم يشمتون بنا ولكن ميلوا إلى الجزيرة، فسمع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد - وكان على حمص - فدعاهم ووبخهم وأهانهم. وفي رواية ان معاوية لما عاد إليهم من القائلة [1] جرى بينه وبينهم كلام أغضبهم فيه وأغضبوه فوثبوا عليه واخذوا رأسه ولحيته فقال: مه ان هذه ليست بأرض الكوفة والله لو رأى أهل الشام ما صنعتم بي ما ملكت ان أنهاهم عنكم حتى يقتلوكم، ثم قام من عندهم وكتب إلى عثمان نحو الكتاب المتقدم، فكتب اليه عثمان يأمره ان يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة فردهم فأطلقوا ألسنتهم، فضج سعيد منهم إلى عثمان، فكتب اليه عثمان ان يسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بحمص فسيرهم إليها فأنزلهم عبد الرحمن وأجرى عليهم رزقا، وكانوا الأشتر وثابت بن قيس الهمداني وكميل بن زياد وزيد وصعصعة ابني صوحان وجندب بن زهير الغامدي وجندب بن كعب الأزدي وعروة بن الجعد وعمرو بن الحمق الخزاعي وابن الكواء (انتهى) اخباره بصفين روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين بسنده عن عبد الله بن شريك ان الناس لما أتوا النخيلة قام رجال ممن كان سيره عثمان فتكلموا فقام جندب بن زهير والحارث الأعور ويزيد بن قيس الأرحبي فقال جندب قد آن للذين اخرجوا من ديارهم [2] وجعله أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم صفين على الأزد واليمن.
وقال نصر في موضع آخر من كتاب صفين: حمل جندب بن زهير يوم صفين وهو يقول:
هذا علي والهدى حقا معه * يا رب فاحفظه ولا تضيعه فإنه يخشاك رب فارفعه * نحن نصرناه على من نازعه صهر النبي المصطفى قد طاوعه * أول من بايعه وتابعه (أقول) يأتي في ترجمة عدي بن حاتم ذكر الشطور الثلاثة الأول لعدي بن حاتم في رواية نصر. فاما ان يكون من توارد الخاطر أو اشتباه الرواة.
ومن أخباره في صفين التي تدل على عظيم شجاعته ما ذكره نصر أيضا قال تقدم جندب بن زهير برايته وراية قومه وهو يقول والله لا انتهي حتى أخضبها فخضبها مرارا إذ اعترضه رجل من أهل الشام فطعنه فمشى إلى صاحبه في الرمح حتى ضربه بالسيف فقتله (انتهى).
ومن أخباره يوم صفين التي تدل على شدة اخلاصه في حب أمير المؤمنين (ع) وقوة ايمانه أنه لما ندبت أزد العراق إلى قتال أزد الشام بصفين خطب مخنف بن سليم خطبة توجب توهين عزم أزد العراق في قتال قومهم من أزد الشام فرد عليه جندب بن زهير بخطبة توجب تقوية عزمهم وتشد قلوبهم قال نصر قال عمر عن الحارث بن حصيرة عن أشياخ النمر ان مخنف بن سليم لما ندبت أزد العراق إلى قتال أزد الشام خطب فحمد الله واثنى عليه ثم قال إن من الخطب الجليل والبلاء العظيم انا صرفنا إلى قومنا وصرفوا الينا فوالله ما هي الا أيدينا نقطعها بأيدينا وما هي الا أجنحتنا نحذفها بأسيافنا فان نحن لم نفعل لم نناصح صاحبنا ولم نواس جماعتنا وان نحن فعلنا فعزنا أبحنا ونارنا اخمدنا فقال جندب بن زهير والله لو كنا آباءهم ولدناهم أو كنا أبناءهم ولدونا ثم خرجوا من جماعتنا وطعنوا على امامنا ووازروا الظالمين الحاكمين بغير الحق على أهل ملتنا وذمتنا ما افترقنا بعد إذ اجتمعنا حتى يرجعوا عما هم عليه ويدخلوا فيما ندعوهم اليه أو تكثر القتلى بيننا وبينهم فقال مخنف والله ما علمتك صغيرا وكبيرا الا مشئوما والله ما ميلنا الرأي في أمرين قط أيهما نأتي وأيهما ندع في الجاهلية ولا بعد ما أسلمنا الا اخترت أعسرهما وأنكدهما اللهم فان نعافى أحب الينا من أن نبتلى اللهم اعط كل رجل منا ما سالك فتقدم جندب بن زهير فبارز رأس أزد الشام فقتله الشامي انتهى فكانت عاقبته الشهادة نال شرفها وسعادتها. ومخنف بن سليم كان رئيس أزد العراق فلذلك لما رد عليه جندب مقالته برد أفحمه فيه قابله مخنف بهذا الجواب الخشن فكان جواب جندب بالفعل خرج فقاتل ولم يبارز الا رأس أزد الشام حتى قتل وقال ابن الأثير في حوادث سنة 37 - عند ذكر حرب صفين -: وتقدم جندب بن زهير فبارز رأس أزد الشام فقتله الشامي وقال أيضا: فيها قتل جندب بن زهير الأزدي وهو من الصحابة مع علي بصفين (انتهى).
التمييز في مشتركات الكاظمي: باب جندب ولم يذكره شيخنا مشترك بين جماعة مجهولين الا ابن السكن أبا ذر الغفاري الذي هو أحد الأركان الأربعة والا ابن زهير فإنه من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم (انتهى).
جندب بن صالح البصري الأزدي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (ع) وقال اسند عنه.
وفي لسان الميزان: جندب بن صالح الأزدي ذكره الطوسي في رجال الشيعة (انتهى).
جندب بن عبد الله الأزدي مر عن الإصابة ما يدل على أن جندب بن عبد الله الأزدي هو جندب بن زهير المتقدم حيث قال: جندب بن زهير بن الحارث الأزدي الغامدي ويقال: جندب بن عبد الله بن زهير الغامدي، وابن عساكر في تاريخ دمشق ذكر ترجمتين إحداهما جندب بن زهير بن الحارث الأزدي والثانية جندب بن عبد الله ويقال ابن كعب بن عبد الله بن الحارث الأزدي وهو يدل على أن جندب بن عبد الله غير جندب بن زهير، ولكنه يدل على


[1] الذي في النسخة من القابلة بالباء والظاهر أنه غلط والصواب من القائلة اي من بعد القيلولة والله أعلم.
[2] يشير إلى تسيير عثمان لهم إلى الشام. والآية التي لمح إليها هي قوله تعالى: للذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله. - المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست