responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 15

الصحابة وكذا ما حكاه من أنه لم يصح سماع ثابت من ابن عباس وانما طبقته بعد التابعين صريح في أنه ليس بتابعي وانكار ابن حبان ان يكون سمع من انس يشير إلى أنه ليس بتابعي ثم وصفه بالأنصاري وقولهم انه من أهل حمص أو أهل أرمينية كالمتدافع فلو كان أنصاريا لكان حجازيا لا شاميا فيوشك أن يكون اختلط الأنصاري بالشامي وهما اثنان. وكيف كان فما في النبذة المختارة غير ما في تاريخ دمشق وغيره بلا ريب أما كون الموصوف بالأنصاري شاميا فغير ممتنع بأن يكون أصله أنصاريا وسكن هو أو أحد آبائه الشام والله أعلم.
أبو قوام ثابت بن علي بن مزيد الأسدي قال ابن الأثير في حوادث سنة 425 في هذه السنة كانت حرب شديدة بين دبيسن بن علي بن مزيد وأخيه أبي قوام ثابت بن علي بن مزيد وسبب ذلك ان ثابتا كان يعتضد بالبساسيري ويتقرب إليه فلما كان سنة اربع وعشرين وأربعمائة سار البساسيري معه إلى قتال أخيه دبيس فدخلوا النيل واستولوا عليه وعلى أعمال نور الدولة فسير نور الدولة إليهم طائفة من أصحابه فقتلوهم فانهزموا فلما رأى دبيس هزيمة أصحابه سار عن بلده وبقي ثابت فيه إلى الآن فاجتمع دبيس وأبو المغرا عناز بن المغرا وبنو أسد وخفاجة واعانه أبو كامل منصور بن قراد وساروا جريدة لإعادة دبيس إلى بلده وأعماله وتركوا حللهم بين خصا وحربى فلما ساروا لقيهم ثابت عند جرجرايا وكانت بينهم حرب قتل فيها جماعة من الفريقين ثم تراسلوا واصطلحوا ليعود دبيس إلى أعماله ويقطع أخاه ثابتا اقطاعا وتحالفوا على ذلك وسار البساسيري نجدة لثابت فلما وصل إلى النعمانية سمع بصلحهم فعاد إلى بغداد اه وقال مهيار الديلمي يستنجز المترجم وعدا:
إلى أين وابن الغاضرية شاهد * يغرك نجم أو يدلك خارت تلق الحيا من جوه وارع روضه * تدر العجاف أو تعيش الموائت الا انما بدر السماء ابن شمسها * وبدر بني عوف على الأرض ثابت فتى لا على آلاء عذار بالعهد ناكث * ولا مع فرط الجود للسن ناكث تهادى نساء الحي وصف حنانه * وتاباه في الروع الرجال المصالت ترى الحلم مشحونا وراء ردائه * إذا مر ينزو الطائش المتهافت فهل مبلغ عني خزيمة ما وعى * حصاها البديد أو رباها الثوابت وفي لك مجد اما تعدين في أبي * قوام إذا خان الفروع النوابت ولدت وأولدت الكبير ومثله * قليل وأمات الصقور مقالت [1] سبقت فلم يعلق غبارك جامح * وفت فلم يملك صفاتك ناعت فداك صديق وجهه وفؤاده * معاد على دين المعالي معانت يريك الرضا والغل حشو جفونه * وقد تنطق العينان والفم ساكت ونادتك لغوات السؤال فأفصحت * يداك وأيدي المانعين صوامت وأوسعتني مالا اتى لم تخض له * الدياجي ولم تنفض عليه السبارت فكن سامعا ما امتد باعك في العلا * وسر محب أو تخيب شامت ثناء فم الراوي عليك مسلم * به ومصلي الشكر باسمك قانت تزورك منه في أوان فروضها * قواف لها عند الكرام مواقت يفدن الغنى اضعاف ما يستفدنه * وهن بقايا والعطايا فوائت وقال مهيار يمدحه أيضا في قصيدة يقول فيها:
وحاجة ماجد اليد مستطيل * إلى الغايات يقصر أو يبوع حبيب عنده طول الليالي * كان سهاده فيها هجوع ركبت إلى الخطار بها زماعي * وناجية مسابحها الهزيع إذا اختلفت أسامي السير يوما * فكل اسم لمسراها السريع تيمم من بني أسد بيوتا * ببابل جارها الجبل المنيع وتنشق من ثرى عوف ترابا * ينم بطيبه الكرم الوديع إذا قيدت بجو مزيدي * لواها الخصب والوادي المريع طوالب ثابت حيث اطمأنت * من المجد الذوائب والفروع إذا غنين باسم أبي قوام * ترنحت القوائم والنسوع طربن لضاحك العرصات تغني * الرياض به ويبتهج الربيع إذا اعتقل القناة ندى وبأسا * تلاقى الماء فيها والنجيع اناف به على شرف المعالي * سمو النفس والحسب الرفيع وبيت بين غاضرة وعوف * تناصي عيصه الشرف الفروع إذا الأنساب أظلمت استتبت * لكوكبه الإضاءة والنصوع من النفر الذين هم اتحادا * كوسطى العقد في مضر وقوع إذا جلسوا تجمعت المعالي * وان ركبوا تفرقت الجموع مضوا سلفا وجاء أبو قوام * فاقبل سر معجزهم يذيع فكان البدر تصغر جانبيه * الكواكب وهي ثاقبة طلوع هو الأسد الوحيد إذا أغاروا * وفي الشورى هو الرأي الجميع وقال يعاتبه على تأخر وعد أكده في بابه ويلوم عشيرته على مثل ذلك من قصيدة:
من مبلغ عني وان تعذرت * عوفا وجارت بي في أحكامها وطرحت بين منابذ الحصى * عهدي على المحفوظ من ذمامها حيث اطمأن الملك في قبابها * وصفت الدنيا على خيامها أبعد ان أرسلتها دوافعا * ينثال حشد السيل في ازدحامها قاطعة بمدحكم عرض الفلا * بين مهاويها إلى آكامها نبا بأيديكم مضاء حدها * وطاش ماريشت من سهامها قف وسط ناديها فحي قائما * حبا واعظاما ابا قوامها رسالة من كلف بوده * متيم الأشواق مستهامها وشاكر ديمته ان مطرت * ليومها أو مطلت بعامها اما حماة أسد وصيدها * فقد عرفت الشم من اعلامها وأبصرت ما خط من أشياخها * باسا وحلما منك في غلامها طلعت شمسا لصباح مزيد * وكوكبا يوقد في ظلامها ان الكريم من قرى أضيافه * ما يسع الامكان من اكرامها وقال أيضا يعاتبه على تأخير ما جرت باهدائه إليه من قصيدة:
من راكب تنجو به ممسوسة * ترمي سهول طريقها بحزونه مما تنخل وافتلاها داعر * من سر ما صفى ومن مكنونه بلغ بلغت المجد في أبياته * والعز بين عراصه وقطينه عني بني عوف على اعراضهم * ان الحديث معلق بشجونه عتبا يروح نفثه ثقل الجوى * ان العليل مروح بأنينه احطط ببيت أبي قوام فالتبس * بالليث في أشباله وعرينه ببنيه أروع قاطب متبسم * غير أن يؤخذ صعبه من لينه


[1] جمع مقلات وهي القليلة الولد قال بعض العرب (وأم الصقر مقلات تزور).
- المؤلف -

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست