responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 658

قال ابن حجر واتصلت مملكة تيمور بعد بغداد بالجزيرة وديار بكر انتهى.
كتاب تيمور إلى الملك الظاهر برقوق قال القرماني في 13 صفر سنة 796 حضرت رسل تيمور وهم أربعة إلى برقوق ومعهم كتاب هذه نسخته بسم الله الرحمن الرحيم قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اعلموا اننا جند الله في أرضه مخلوقون من سخطه مسلطون على من يحل عليه غضبه لا نرق لشاك ولا نرحم عبرة باك قد نزع الله الرحمة من قلوبنا فالويل ثم الويل لمن لم يكن من حزبنا قد خربنا البلاد ويتمنا الأولاد وأظهرنا في الأرض الفساد خيولنا سوابق وسيوفنا صواعق وسهامنا خوارق وقلوبنا كالجبال وعددنا كالرمال وجارنا لا يضام من سالمنا سلم ومن رام حربنا ندم فان أنتم قبلتم شرطنا وأطعتم أمرنا فلكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن أنتم خالفتم وعلى بغيكم تماديتم فلا تلوموا إلا أنفسكم وذلك بما كسبت أيديكم فالحصون لا تمنع والعساكر لا ترد ولا تدفع لأنكم أكلتم الحرام وضيعتم الجمع فأبشروا بالمذلة والهوان فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون وتقولون إنه قد صح عندكم أننا كفرة فقد ثبت عندنا أنكم فجرة وقد سلطنا عليكم من بيده أمور مدبرة وأحكام مقدرة فعزيزكم عندنا ذليل وكثيركم لدينا قليل وقد أوضحنا لكم الخطاب فاسرعوا برد الجواب قبل أن يكشف الغطا ويدخل علينا منكم الخطا وترمي الحرب نارها وتلقي أوزارها وتدهون منا بأعظم داهية ولا يبقى لكم باقية وينادي عليكم منادي الفناء هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا الآن قد أنصفناكم إذ راسلناكم فردوا رسلنا بجواب هذا الكلام والسلام.
فامر برقوق بقتل الرسل فقتلوا وأمر بكتب جواب فكتب بانشاء ابن فضل الله العمري.
الجواب من الملك برقوق بسم الله الرحمن الرحيم قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير. حصل الوقوف على كتاب مجهز من الحضرة الايلخانية والسدة العظيمة الكبيرة السلطانية قولكم أنكم مخلوقون من سخطه مسلطون على من يحل عليه غضبه وانكم لا ترقون لشاك ولا ترحمون عبرة باك وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم فذلك من أكبر عيوبكم وهذه صفات الشياطين لا صفات السلاطين قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ففي كل كتاب لعنتم وعلى لسان كل رسول بالسوء ذكرتم وبكل قبيح وصفتم وعندنا العلم بكم من حين خلقتم وأنتم الكفرة كما زعمتم الا لعنة الله على الكافرين نحن المؤمنون حقا لا يدخلنا عيب ولا يخامرنا ريب القرآن على نبينا نزل والرب بنا رحيم لم يزل إنما النار لكم خلقت ولجلودكم أضرمت إذا السماء انفطرت، ومن أعجب العجاب تهديد الرتوت باللتوت والسباع بالضباع والكماة بالكراع ونحن خيولنا برقية وسهامنا يمنية وسيوفنا شديدة المضارب وذكرنا في المشارق والمغارب إن قتلناكم فنعم البضاعة وإن قتلنا فبيننا وبين الجنة ساعة ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وقولكم قلوبنا كالجبال وعددنا كالرمال فالقصاب لا يبالي بكثرة الغنم وكثير الحطب يكفيه قليل من الضرم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين الفرار الفرار من الرزايا لا من المنايا ونحن من الطمأنينة على عادة الأمينة إن قتلنا فشهداء وإن عشنا كنا سعداء ألا ان حزب الله هم الغالبون أ بعد أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين يعني ان الخليفة العباسي الذي كان إذ ذاك بمصر تطلبون منا طاعة لا سمعا لكم ولا طاعة وطلبتم أن نوضح لكم أمرنا قبل أن ينكشف الغطا ويدخل علينا منكم الخطا هذا الكلام في نظمه تركيك وفي سلكه تفكيك لو كشف لبان بعد البيان أ كفر بعد ايمان واتخاذ رب ثان لقد جئتم شيئا أدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا قل لكاتبك الذي وضع رسالته ووصف مقالته وصل كتاب كصرير الباب أو كطنين الذباب فسنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا وما لكم عندنا الا السيف بقوة الله تعالى.
قال الدحلاني فلما وصل الكتاب إلى تيمور غضب غضبا شديدا.
عودة تيمور إلى بلاده قال ابن عربشاه وفي 7 ذي القعدة سنه 796 رحل تيمور واستصحب معه الملك الطاهر صاحب ماردين وحبسه في مدينة سلطانية وحبس معه من أمرائه الأمير ركن الدين وعز الدين السليماني واستنبوغا وضياء الدين وضيق عليه ومنعه من مكاتبة أهله بحيث بقي سنة لا يعرف له خبر ثم وفدت الملكة الكبرى إلى سلطانية وخففت عنه وأذنت له في مراسلة أهله ونصحته بالدخول في طاعة تيمور قال وكان سبب رجوع تيمور انه بلغه ان فيروز شاه سلطان الهند قد توفي وليس له ولد وأحوال بلاد الهند مضطربة، فرأى أن توجهه إلى بلاد الهند والاستيلاء عليها أولى من مجيئه إلى الديار المصرية فكر راجعا إلى بلاد الهند واستولى عليها، ولما بلغ برقوق رجوع تيمور إلى بلاده رجع هو إلى مصر ورجع القان أحمد بن أويس إلى بغداد. سفره إلى قفجاق قد مر ان توقتاميش سلطان الدشت والتتار وهو سلطان القفجاق بعينه حارب تيمور فغلبه تيمور فلما عاد تيمور من الجزيرة وديار بكر قصد بلاد القفجاق قال ابن عربشاه ثم سافر تيمور إلى دشت قفجاق ثم رجع منها في شعبان سنة 798 فأقام بسلطانية بعد رجوعه من قفجاق ثلاثة عشر يوما ثم توجه إلى همذان ومكث بها إلى 13 شهر رمضان.
اطلاقه صاحب ماردين واكرامه ثم استدعى من همذان الملك الطاهر من سلطانية فتوجه منها يوم الخميس 15 رمضان ودخل عليه يوم السبت 17 منه سنة 798 فاطلقه هو ومن معه واعتنقه وقبله في وجهه مرارا واعتذر اليه وتحلل منه وأضافه ستة أيام وخلع عليه وأعطاه ستين ألف دينار كبكية ومائة فرس وعشرة بغال وستة جمال وخلعا وولاه ستة وخمسين بلدا من الرها إلى آخر ديار بكر إلى حدود آذربايجان وأرمينية وان حكام تك البلاد في طاعته ويحملون اليه

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 658
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست