responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 513

وفي مناقب ابن شهرآشوب عند ذكر حرب صفين وأتى أويس القرني متقلدا بسيفين ويقال كان معه مرماة ومخلاة من الحصى فسلم على أمير المؤمنين وودعه وبرز مع رجالة ربيعة فقتل من يومه فصلى عليه أمير المؤمنين ع و دفنه انتهى ويأتي خبر قتله بصفين مفصلا في أواخر الترجمة.
ما روى في الشواذ من موته في غير صفين في لسان الميزان اختلفوا في موته فمنهم من يزعم أنه قتل يوم صفين في رجالة علي ومنهم من يزعم أنه مات على جبل أبي قبيس بمكة ومنهم من يزعم أنه مات بدمشق ويحكمون في موته قصصا تشبه المعجزات التي رويت عنه انتهى وفي تاريخ دمشق اختلفوا في وفاته فقيل إنه قتل في صفين ويقال انه مات بدمشق وان قبره في مقبرة باب الجابية وقيل إنه خرج غازيا راجلا إلى ثغر أرمينية فاصابه البطن فالتجأ إلى أهل خيمة فتوفي هناك انتهى وفي الإصابة روى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عبد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان في زمن عمر ومعنا أويس فلما رجعنا مرض فمات وفي الاسناد الهيثم بن عدي وهو متروك والمعتمد الأول يعني قتله بصفين انتهى وفي ميزان الاعتدال بسنده في حديث أن أويسا غزا غزوة أذربيجان فمات فتنافس أصحابه في حفر قبره وفيه أن في آخر حديث أسير بن جابر انه مات بالحيرة انتهى والاخبار مستفيضة بأنه استشهد بصفين والقول بأنه مات بدمشق أو أرمينية أو غيرهما شاذ لا يلتفت اليه.
حليته روى الحاكم في المستدرك بسنده عن هرم بن حيان العبدي قال قدمت الكوفة فلم يكن لي بها هم الا أويس القرني حتى سقطت عليه فعرفته بالنعت فإذا رجل لحم آدم شديد الأدمة أشعر محلوق الرأس يعني ليس له جمة كث اللحية عليه إزار من صوف ورداء صوف بغير حذاء كبير الوجه مهيب المنظر جدا الحديث. وفي حلية الأولياء بسنده عن أبي هريرة في حديث يصف فيه الأصفياء الأخفياء الأبرياء قالوا يا رسول الله كيف لنا برجل منهم قال ذاك أويس القرني قالوا وما أويس القرني قال أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام بذقنه إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلو القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له متزر بازار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في السماء لو أقسم على الله لأبر قسمه ألا وأن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وأنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفعه الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومضر الحديث.
من أنكره أو شك في وجوده أو لم يعرفه من الغريب ما ينقل من انكار وجوده والشك فيه مع اشتهاره وشهرة أخباره المانعة من وقوع الشك في مثله أما عدم معرفته فليس بغريب. في الإصابة كان مالك ينكر وجوده الا ان شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا ان يشك فيه انتهى وقال ابن عساكر أمر أويس مشهور فلا معنى لهذا القول انتهى وفي ميزان الاعتدال قال أبو داود أنبأنا شعبة قلت لعمرو بن مرة أخبرني عن أويس هل تعرفونه فيكم قال قلت انما سال عمرا لأنه مرادي هل تعرف نسبه فيكم فلم يعرف ولولا الحديث الذي رواه مسلم ونحوه في فضل أويس لما عرف لأنه عبد الله تقي خفي وما روى شيئا فكيف يعرفه عمرو وليس من لم يعرف حجة على من عرف. قال وروى قراد أبو نوح عن شعبة انه سال أبا إسحاق وعمرو بن مرة عن أويس فلم يعرفاه. قال ابن عدي قد شك قومه فيه ولا يجوز ان يشك فيه لشهرته انتهى.
أقوال العلماء فيه قال الكشي في رجاله كان أويس من خيار التابعين ولم ير النبي ص ولم يصحبه وقال أيضا الزهاد الثمانية علي بن محمد بن قتيبة سئل أبو الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال الربيع بن خثيم وهرم بن حيان وأويس القرني وعامر بن عبد قيس فكانوا مع علي ع ومن أصحابه وكانوا زهادا أتقياء وأما أبو مسلم فإنه كان فاجرا مرائيا وكان صاحب معاوية وهو الذي كان يحث الناس على قتال علي ع وقال لعلي ع ادفع إلينا الأنصار والمهاجرين حتى نقتلهم بعثمان فأبى علي ع ذلك فقال أبو مسلم الآن طاب الضراب انما كان وضع فخا ومصيدة. أما مسروق فإنه كان عشارا لمعاوية ومات في عمله ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال له الرصافة وقبره هناك. والحسن كان يلقى أهل كل فرقة بما يهوون ويتصنع للرياسة وكان رئيس القدرية وأويس القرني مفضل عليهم كلهم انتهى قال أبو محمد الفضل ثم تحرف [1] الناس بعد أويس القرني رحمه الله. ولا يخفى أن الكشي ذكر أن الزهاد ثمانية وذكر منهم سبعة فقط وكان الثامن سقط من قلمه أو من النساخ وعن المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني والشيخ عبد النبي الجزائري وغيرهما انه الأسود بن يزيد وهو مذموم وهو المطابق لما يأتي عن تاريخ دمشق. وفي النقد سمعنا من بعض الفضلاء انه جرير بن عبد الله البجلي والله العالم انتهى والصواب أنه الأسود كما مر.
وفي ميزان الاعتدال قال يحيى بن سعيد القطان الحمصي حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين عامر بن عبد القيسي وأويس وهرم بن حيان والربيع بن خثيم وأبو مسلم الخولاني والحسن ومسروق الحديث بطوله وهو باطل من هذا السياق انتهى وفي تاريخ دمشق لابن عساكر قال علقمة بن مرثد الحضرمي انتهى الزهد إلى ثمانية نفر من التابعين عامر بن عبد القيس وأويس القرني وهرم بن حيان العبدي والربيع بن خثيم الثوري وأبي مسلم الخولاني والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع والحسن بن أبي الحسن البصري الحديث. ومن هذا يظهر أن المراد بابى مسلم في رواية الكشي السابقة هو أبو مسلم الخولاني واسمه عبد الله بن ثوب وقيل غير ذلك. واستظهار أن المراد بأبي مسلم اهبان بن صيفي كما وقع في النقد ليس بصواب كما مر في ترجمة اهبان ويدل عليه أيضا ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء قال ثنا أبي ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي ثنا يحيى بن سعيد ثنا عطاء بن يزيد عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم أبو مسلم الخولاني انتهى ومن غريب الاتفاق قول صاحب الميزان أنهم ثمانية وعدهم سبعة فترك الأسود ولعله سقط من الناسخ كما أن الكشي وقع له مثل ذلك كما مر آنفا فترك الأسود أيضا وقال


[1] هكذا في الأصل والظاهر أن صوابه تحور بدليل ما يأتي من قول الكشئ فهؤلاء المتحورة وقوله وأول المتحورين وفى نسخة عرف وكأنه تحريف والظاهر أن المراد ان الناس رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام بعد ذلك والله أعلم.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست