responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 374

بالطريقة الآنفة وقدح في دولتك ما يشيع في المستقبل عنك. فاظهر فخر الدولة قبول رأيه.
وفي اليتيمة: لما كانت ليلة الجمعة 24 من صفر سنة 385 انتقل إلى جوار ربه ومحل عفوه وكرامته ومضى من الدنيا بمضيه رونق حسنها وتاريخ فضلها رضي الله تعالى عنه وأرضاه وجعل الجنة مأواه بمنه وكرمه انتهى.
أما فخر الدولة فإنه لم يحفظ عهد الصاحب بعد وفاته فقد جاء في ذيل تجارب الأمم أن أبا محمد خازن الكتب كان ملازما دار الصاحب في مرضه على سبيل الخدمة وهو عين لفخر الدولة عليه فلما توفي الصاحب بادر باعلامه الخبر فانفذ فخر الدولة ثقاته وخواصه حتى احتاطوا على الدار والخزائن ووجدوا كيسا فيه رقاع أقوام بمئة وخمسين ألف دينار مودوعة له عندهم فاستدعاهم وطالبهم بالمال فاحضروه وكان فيه ما هو بختم مؤيد الدولة ونقل جميع ما كان في الدار والخزائن إلى دار فخر الدولة ثم قبض على أصحاب ابن عباد.
وكان الصاحب قد أحسن إلى القاضي عبد الجبار المعتزلي وقدمه وولاه قضاء الري فلما توفي قال القاضي لا أرى الترحم عليه لأنه مات عن غير توبة ظهرت منه، فنسب إلى قلة الوفاء.
وفي معجم الأدباء: ذكر محمد ما فعله الصاحب مع القاضي عبد الجبار بن أحمد من حسن العناية والتولية والتمويل فلما مات الصاحب كان يقول أنا لا أترحم عليه لأنه لم يظهر توبته فطعن عليه في ذلك ونسب إلى قلة الرعاية. لا جرم أن فخر الدولة قبض عليه بعد موت الصاحب وصادره فيما قيل على ثلاثة آلاف ألف درهم وعزله عن قضاء الري وولى مكانه القاضي أبا الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني العلامة صاحب التصانيف والفضائل الجمة. فقيل إن عبد الجبار باع ألف طيلسان مصري في مصادرته وهو شيخ طائفتهم يزعم أن المسلم يخلد في النار على ربع دينار وجميع هذا المال من قضاء الظلمة بل الكفرة عنده وعلى مذهبه وإنما ذكرت هذا للاعتبار انتهى.
مراثيه قال ابن خلكان وياقوت في معجم الأدباء قال أبو القاسم ابن أبي العلاء الشاعر الأصبهاني من وجوه أهل أصبهان وأعيانهم ورؤسائهم:
رأيت في المنام قائلا يقول لم لا ترثي الصاحب مع فضلك وشعرك فقلت ألجمتني كثرة محاسنه فلم أدر بما أبدأ منها وقد خفت أن أقصر وقد ظن بي الاستيفاء لها فقال أجز ما أقوله فقلت له قل فقال:
ثوى الجود والكافي معافي حفيرة * فقلت ليأنس كل منهما بأخيه فقال هما اصطحبا حيين ثم تعانقا * فقلت ضجيعين في لحد بباب دريه فقال إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم * فقلت أقاما إلى يوم القيامة فيه حكى هذا البياسي في حماسته انتهى قال ورثاه أبو سعيد الرستمي بقوله:
أبعد ابن عباد يهش إلى السرى * أخو أمل أو يستماح جواد أبي الله إلا أن يموتا بموته * فما لهما حتى المعاد معاد وقال آخر:
مضى الصاحب الكافي ولم يبق بعده * كريم يروي الأرض فيض غمامه فقدناه لما تم واعتم بالعلى * كذاك خسوف البدر عند تمامه وفي اليتيمة: ولبعض بني المنجم بعد وفاة الصاحب وقد استوزر أبو العباس الضبي أحمد بن إبراهيم ولقب بالرئيس وضم إليه أبو علي ولقب بالجليل:
والله والله لا أفلحتم أبدا * بعد الوزير ابن عباد بن عباس إن جاء منكم جليل فأنذروا أجلي * أو جاء منكم رئيس فاقطعوا رأسي قال ولأبي العباس الضبي وقد مر بباب الصاحب:
أيها الباب لم علاك اكتئاب * ابن ذاك الحجاب والحجاب أين من كان يفزع الدهر منه * فهو اليوم في التراب تراب وفي معجم الأدباء: وقال أبو الحسن علي بن الحسين الحسني ختن الصاحب يرثيه:
ألا أنها يمنى المكارم شلت * ونفس المعالي أثر فقدك سلت حرام على الظلماء إن هي قوضت * وحجر على شمس الضحى إن تجلت لتبك على كافي الكفاة ماثر * تباهي النجوم الزهر في حيث حلت لقد فدحت فيه الرزايا وأوجعت * كما عظمت منه العطايا وجلت ألا هل أتى الآفاق أية غمة * أطلت ونعمى أي دهر تولت وهل تعلم الغبراء ما ذا تضمنت * وأعواد ذاك النعش ما ذا أقلت فلا أبصرت عيني تهلل بارق * يحاكي ندى كفيك ألا استهلت ولو قبلت أرواحنا عنك فدية * لجدنا بها عند الفداء وقلت قال ولأبي القاسم بن أبي العلاء الأصفهاني يرثي الصاحب من قصيدة:
ما مت وحدك لكن مات من ولدت * حواء طرا بل الدنيا بل الدين هذي نواعي العلا مذ مت نادبة * من بعد ما ندبتك الخرد العين تبكي عليك العطايا والصلات كما * تبكي عليك الرعايا والسلاطين قام السعاة وكان الخوف أقعدهم * واستيقظوا بعد ما نام الملاعين لا يعجب الناس منهم إن هم انتشروا * مضى سليمان وانحل الشياطين قال ولأبي الحسن الهمذاني * الوصي يرثيه وكأنه كان وصي الصاحب:
يبكي الأنام سليل عباد العلا * والدين والقرآن والاسلام تبكيه مكة والمشاعر كلها * وحجيجها والنسك والاحرام تبكيه طيبة والرسول ومن بها * وعقيقها والسهل والاعلام مات المعالي والعلوم بموته * فعلى المعالي والعلوم سلام ورثاه الشريف الرضي بهذه القصيدة وهي مسك الختام:
أكذا المنون تقطر الأبطالا * أكذا الزمان يضعضع الأجبالا أكذا تصاب الأسد وهي مدلة * تحمي الشبول وتمنع الأغيالا أكذا تقام عن الفرائس بعد ما * ملأت هماهمها الورى أوجالا أكذا تحط الزاهرات عن العلى * من بعد ما شات العيون منالا أكذا تكب البزل وهي مصاعب * تطوي البعيد وتحمل الأثقالا

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست