responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 292

وفرقت أبناء أصل واحد * تفريق اضداد فعز الملتقى توارثوها خلفا عن سلف * امانيا كن المنايا لا المنى لم تغرب الشمس على ذي مقلة * أبقى لها الخوف هجوعا في الدجى وكم لهم من صرف دهر صارف * حتى عن اللهو بأوطار الصبا ومن رزايا دهرهم لو فكروا * ما لم يذر في الدهر شيئا يشتهى لا تنقضي عنهم إذا العمر انقضى * شواغل الدهر بالام الأسى جنى عليهم حسرة لا تنقضي * تفريقهم والخزي فيما قد جنى أعماهم الجهل فهم لو أبصروا * لم ينهجوا في سيرهم نهج العنا يهوون رغد العيش إذ تلقاهم * يسعون في الأرض على عكس المنى بسنة التفريق امسى موحشا * باهله الربع كربع قد خوى ولم يكن في الكون لو لم تاتلف * عناصر الأكوان ارض أو سما قالوا هي الأديان حالت بيننا * وآفة القول الحديث المفترى ما أقدر الناس على توحيدها * لو أعتقوا الألباب من رق الهوى هي السجايا لا سواها المنتمى * رقى ذرى العلياء راق أو هوى الفضل والنقص وليدان لها * في كل حين وفضول ما عدا لا يرعوي الإنسان عن أخلاقه * حتى يحاكي فلق الصبح الدجى فان بدت من ناقص اكرومة * فويل مغرور بما منه بدا هم المراءون أعدوا ما ترى * مصايد النفع وأشراك المنى والفضل ان ساء صنيعا ربه * فالذنب لا للبدر ان خسف عرا قد يهجر الحلم حليم لم يجد * له سوى الجهل من الجهل حمى وكافر النعمة يلقى مرتجى * في وجهه باب الجواد المرتجى ورب ذي حزم أضاعت رشده * حال غبي القوم منها في هدى ورب ضليل يسمى المقتدى * ومهتد هاد به لا يقتدى وكم تردى بين قوم باطل * رداء حق وعلى الحق علا وهكذا الدهر على علاته * يمضي ومن قبل عليها قد مضى فقل لمن نافس بالمال ائتد * فرب فقر كان خيرا من غنى وقل لمن بالعلم باهى ربما * جنى امرؤ من علمه مر الجنى وأي شئ يحسن الفخر به * وجملة الكون كطيف في الكرى والعلم ان أعيت على طلابه * محاسن الاخلاق بئس المفتني لا خير في علم وضيع سافل * يزيده العلم اهتداء للأذى وما سباع الوحش لولا جهلها * الا دواه مهلكات للورى بالعلم ذو العلم يباهي وهو لا * يدري إلى أين ومن أين أتى جهل بقدر العلم ازرى انه * على جمال العلم والكون قضى جهل يسوم الفضل نقصا في الورى * ويبلغ النقص به أقصى المدى يا أيها الإنسان ان رمت العلى * بالحق فإنه النفس عن مردي الهوى ولا تمن النفس مجدا كاذبا * يسومها الغبن وفي الصدق الغنى مهما اتى الحاذق في تمويهه * فالدهر من عاداته برح الخفا يا ساهر الليل لهم ينقضي * وغافلا عما اليه المنتهى لو تعقل العجماء عقبى أمرها * كما عقلت اغتالها صرف الأسى وان تعزى باياب مؤمن * فما يرى الجاحد للنفس عزا ما أنت والحرص الذي من اجله * تذيق اخوانك أنواع البلا يا باحثا في الكون عن أسراره * وسر محياك مصون لا يرى بنفسك ابدأ وأمط عن سرها * سترا إذا كنت زعيما بالحجى رضيت من عيشك بالفاني الذي * ما كان لو فكرت شيئا يرتضى زعمت للكون فناء سرمدا * فكيف تحظى بعد هذا بالهنا لكنما تحمل قلبا ما حوى * سوى هوى الغيد وجامات الطلا وذي الأعاجيب التي أبدعتها * أقوى من الخمرة فعلا في النهى لم يستفق نشوانها من سكرة * آنا إذا ما شارب الراح صحا أدركت يا انسان علما زاخرا * كالبحر لكن حال جهلا وعمى ما غض منك اللوم طرفا انه * كساقط الطل على صم الصفا وله قصيدة موشح عنوانها سرور العيش آل:
سره الدهر لأمر فبكى * لا تلمه فسرور العيش آل شاقه الحزن قرينا مذ درى * ان ما يدعى سرورا لا ينال انني جربت اخلاق الورى * وسجايا الدهر حينا بعد حين ذقت حلو العيش والمر معا * دائبا بين خلي وحزين ورأيت اليوم سفرا قد حوى * شرح ما كان وما سوف يكون انما الدهر سواء كله * لا تخل من فارق بين السنين فكأني كنت فيمن سلفوا * وكأني في القرون الآخرين فإذا العيش عناء كله * شقي الحي به وهو جنين كيف ندعو راحة ما لم تنل * بعضها الا اكف الخادعين انما جاء مجازا لفظها * أو عزاء لقلوب العالمين تلك دنياك فدافع همها * بسجايا العاملين الصابرين قصر الآمال ان لم تستطع * بتلها فالحرص للحر عقال وارض بالصبر معينا انه * خير معوان إذا الهم استطال ليس يغني عنك شيئا جزع * في الرزايا بل هو الهم الشديد ما أصاب الرشد من يبكي على * فائت والعيش لا بد يبيد انما كان جديدا ما غدا * خلقا والشيخ قد كان وليد رب حسن فيه ابصار الورى * وقفت ليس لها عنه محيد من حسان تتجلى ما على * حسنها فيما علمنا من مزيد تملأ العين جمالا فترى * انها غاية ما يهوى المريد ورياض كلما جال بها * رائد الطرف بدا حسن جديد وقيان غادرت الحانها * غير حاسي الراح نشوان يميد أدركتها غير الدهر فما * لزمان راق فيها من معيد ما جهلنا مذ عرفنا ما العنا * ان رغد العيش وهم أو خيال لكن الدنيا أرتنا عجبا * فحسبنا الرنق فيها كالزلال قد عشقناها على علاتها * ما لوت عن حبها تلك الكروب

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست