responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 237

نسجت له أيدي الربيع مطارفا * موشية بالعشب والأوراد يفتر عوسجة على حافاته * والشيح فواح على الإسناد وتفتحت من نوره أكمامه * فزها على الأغوار والأنجاد وتغنت الأطيار في أدواحه * وتجاوبت باللحن والإنشاد فتخال ثمة كل شئ معبدا * يحيي الغناء وكل شئ شادي ترد السوام على الغدير وتثني * ريانة الاصدار و الايراد وتجوز في الصدفات من عقباته * موزونة الخطوات والأبعاد يا نافخا بالناي ان الواد قد * أصغى إليك وكل من في الواد الصخر رجع بالحنين وجاوبت * بالشدو أعلام نأت وبوادي ردد على الاسماع لحنك انه * يحلو على الترجيع والترداد السحر فيه وطب أدواء الهوى * ولذاذة الأرواح والأجساد يشفي، وقد وهب النفوس سكونها * غل الصدور وقرحة الأكباد خذ للحضارة ما تشاء وأعطني * في هذه التلعات عيش البادي وادي الحجير وما ادكرتك مرة * إلا وهاج الادكار فؤادي أكبرت فيك متاعة لو لم تكن * متع الحياة إلى بلى ونفاد وقال من قصيدة في جبع من جبل عامل:
البر منبسط ومتسع * واليم مصطخب ومندفع حلقت يا جبع به فبدت * من تحتك الغيطان واليفع عقباتك الكاداء ماثلة * هي سلم في الجو مرتفع تبدو الجواري منك ماخرة * وتمر قد نشرت لها الشرع بحران من قمم ومن لجج * يتلاقيان لديك يا جبع الموج امواه بذاك وذا * من موجه الهضبات والضيع حيتك من صيداء قلعتها * فتشوفت ويجيدها تلع وعلى الجبال تطاولت قبب * ترنو إليك واتلعت بيع لله من بقع خصصت بها * ما في الجنان كمثلها بقع جز بالقبي عشية وضحى * فعلى القبي لذي الهوى متع صافي مطل من سوامقه * بالسحب والادغال ملتفع والبحر رهو والربى بسطت * بسط الأكف كأنها ترع واد واطيار مهيمنة * ورياض حسن كلها بدع وقال:
قوم مزاجهم الإساءة * وهي ليست من مزاجي طعنوا حشاي وأنفذوا * طعناتهم حتى الزجاج وتمللوا متعذرين * تملل الوقح المهاجي كسر أرادوا جبره * والجبر في غير الزجاج انا لم أجد في من خبرت * سوى المكذب والمداجي الزيت أوشك ان يجف * وينطفي نور السراج اني سأمضي غير * معروف الدخيلة والعلاج واظل في هذا الورى * أحجية بين الاحاجي امسى يكابد داءه * حر يسير بلا إعوجاج متزوج يا ليته * قد مات من قبل الزواج ولقد رجوت ضلالة * ان كنت غير الله راجي وقال:
ويح المحبة قد باتت تدنسها * هذي المفاسد والآثام والنكر أين الأولى قبلنا حبوا لطهرهم * وللعفاف ولم يعلق بهم وضر الحب يصقل من هذي الحياة إذا * عف اللسان وعف القلب والنظر كان الفسوق لهذا العهد منتحلا * فرده اليوم قوم وهو مبتكر اني لأنحر نفسي فيك معتزلا * يا داركي لا أرى الاخلاق تنتحر وقال:
ما ذا يغرك من أزياء غانية * مرت وفي وجهها الأصباع تضطرب امامك الواد فاستمتع بمنظره * وخل عنك جمالا كله كذب ما ذا ترى في الوجوه البيض حين ترى * غير المساحيق يخفى تحتها العجب تحول ألوانها حتى يجددها * ما كان تحويه من أصباغها العلب تحت الثياب التي يغريك زخرفها * نفس تدنسها الآثام والريب كان الحياء لذات الخدر منقبة * والصون من شانها أيام تحتجب واليوم لا عفة فيها ولا خفر * ولا حياء ولا صون ولا أدب وقال من قصيدة في مؤلف هذا الكتاب، قال في مقدمتها: وله على أمد الله في حياته اياد لا يقوم بها ما ضمنته هذه المصاريع والقوافي وما يليها من بيان:
أبا باقر تفديك نفسي انني * أرى فيك مدحي قاصرا ونسيبي واحجى بمثلي ان يكف يراعه * فان منال الشمس غير قريب على انني من بحر علمك غارف * ومن فيضه الطامي غراف ذنوبي مناقبك الغر الجسام تجل عن * إحاطة مداح ووصف خطيب وفيك سجايا لا يقوم بنعتها * كلام بليغ أو قريض أديب اخذت بأسباب الفضائل والعلى * وعاد الورى طرا ببعض نصيب واني منك الشبل في كل غاية * وحسبي فخرا أن تكون قريبي تفرست خيرا بي واني لآمل * من الله ذاك الخير وهو مجيبي وسوف اقرا العين منك بما رأت * وأصدق وعدا منك غير كذوب وقال فيه أيضا من موشح:
هو ركن الدين والشرع الحنيف * ومنار الحق والعلم الشريف هو ملجا كل عان وضعيف * وهو نور الله في الكون محا مذ تبدى حالكات الظلم ما لمحمود سجاياه انتهاء * غاية المدح بعلياه ابتداء نعته حير وصف البلغاء * ورمى بالصمت نطق الفصحا فبما ذا يحسن النطق فمي وارث المختار طه والوصي * حيدر خير الورى بعد النبي

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست