responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 129

من توبلي وهو السيد علي بن السيد حسين الأديب اللغوي وهذه المكاتبة في أعلى طبقات البلاغة نثرا وشعرا ويكفيه أيضا تلمذ مثل الشيخ صلاح الدين عليه ووصف الشيخ يوسف له بالشيخ الفاضل الأمجد.
أقول كتابته الآتية لا تستحق كل هذه المبالغة ولا بعضها نثرها ونظمها وقد حذفنا منها بعض ألفاظ لا يليق ذكرها وبينا في الهامش انتقاد بعضها وتركنا الباقي لمعرفة القارئ وتلمذ الشيخ صلاح الدين عليه في صغره لا يدل على كبره وليس قصدنا الحط من شانه، ويكفي شهادة الشيخ يوسف له بالفضل في دخوله في موضوع كتابنا، لكن الغرض بيان ان هذه المبالغات التي اعتادها كثير من المؤلفين في التراجم قد أوجبت عدم الوثوق بأقوالهم في وصف من يترجمونه ونشا منها اختلاط الحابل بالنابل.
ورحم الله الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي نزيل سامراء حيث قال:
الزيادة على الواقع تذهب الواقع.
قال ولا باس بنقل ذلك الكتاب لما فيه من البلاغة والأدب. قال الشيخ يوسف في كشكوله ما لفظه: هذا كتاب أرسله الشيخ الفاضل الأمجد الشيخ احمد ابن المرحوم الشيخ محمد بن عطية البحراني الأصبغي لجناب الشيخ الكامل العلامة الشيخ صلاح الدين ابن العلامة الشيخ علي بن سليمان البحراني القدمي وكان الشيخ صلاح الدين المذكور في صغره يقرأ على الشيخ احمد المزبور فعذله قوم معاندون للشيخ احمد على درسه عليه وقراءته لديه وقالوا له كيف يجوز ان يتقدم المفضول على الفاضل أم كيف يجوز ان يسود الناقص على الكامل فتأخر الشيخ صلاح الدين عن ملازمته فكتب اليه الشيخ أحمد عاتبا عليه وناصحا له فلما وصل الكتاب إلى الشيخ صلاح الدين رجع إلى ما كان عليه من الدرس على الشيخ احمد المذكور وقد شرحه السيد الشريف السيد علي بن السيد حسين العلامة المشهور الكتكتاني التوبلي البحراني وهذه صورة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمدا لله وان كلب الزمان وخانت الاخوان واختلفت الأهواء وتشتت الآراء والسلام على رسوله الذي صدع بالرسالة وبالغ في الدلالة وجاهد في سبيل الله حق جهاده وأدأب نفسه في ارشاد عباده لم يبال بشقاق مشاق ولا خذل خاذل ولم تأخذه في الله لومة لائم ولا عذل عاذل وآله الذين سقوا كؤوس الخذلان وتجرعوا ذعاف الهوان واحتملوا في الله عظيم الأذى وأغضوا على أليم القذا وشرفوا نفوسهم في طاعة الجبار واشتروا بدار الدنيا دار القرار فقد اصطفيتك من الاخوان وجعلتك انسان عين الزمان وغذيتك من لبان العلم والحكمة ما يبرئ الأبرص والأكمه وصيرت ودك ألصق من الجود بحاتم والشرف بهاشم وانقضت ظهري في تأديبك وتهذيبك وبذلت جهدي في تاريبك وتشذيبك حتى ضارعت قسا وسحبان بعد ان كنت وباقلا رضيعي لبان واحتملت فيك كيد فلان وهو داهية وصهره الذي هو أدهى وأمر وصبرت منهما على ضرب أخماس لأسداس وعذت من شرهما برب الناس وقد كانا أظهرا لي المودة ولم أدر أن الذئب يسمى أبا جعدة حتى لقيت منهما الأهوال ما وددت تعويض يسيره بالسمام ورميت من الأوجال بما يزيد عشيرة بين أبناء سام غير أن الله نجاني بلطفه من مكائدهما وأنقذني من حبائلهما ومصائدهما وكان الغادر لم يع ما قال ربه ومن يتوكل على الله فهو حسبه مع ما لقيت منك من إدلال الصبوة وجفوة النخوة وما زلت مع ذلك ارأف بك من والدك وانصر لك من ساعدك فكان جزائي منك ان تركتني كما ترك ظبي ظله وحملتني على شاة آلة خير حلابك تنطحين أ بعد الوهي ترقعين وأنت مبصرة أما والدي له الحمد والشكر ما لي ذنب الا ذنب صخر ولعمري لم نجد الأخيار يجزون جزاء سنمار وهبك أبدلتني بنظرة ذي حنق أسرق العلم أم فسق أم ظهر منه بعد الوقار الطيش والنزق حتى استوجب ان تشفع هجري بهجره وتطرح مع اطراحي عظيم فخره.
ألا من يشتري سهرا بنوم ويتبع دهره دوما بيوم ما هذا الا اشتراء الحمقاء وبيع الخرقاء أ فلا تصبر على دواء اجتمع جميع الحكماء على أنه أبلغ الأدوية في الشفاء استراح من لا عقل له، فاتبع العالمين ودع الجهلة:
ألا قم واسع للعليا لعلك * لعلك ان تحوز المجد علك فليس بنافع بأبيك فخر * كذا التحقيق ان لازمت جهلك أتلبث في الجفون وأنت عضب * إذا ما سل يوم الروع أهلك وتقنع بالخمول وأنت ممن * ترى من ذا الورى بالعلم أملك لقد أمتك أبكار المعالي * وقد طلبت غواني الفضل وصلك وجئتك قد بسمن لك ابتهاجا * وما أسفرن للخطاب قبلك فهل لك من معانقة الغواني * على سرر العلى والعز هل لك وهل لك ان تذل إليك قوم * تراهم حاولوا ذا اليوم ذلك وفي قول الأفاضل بعد درس * أدام الله للعلياء ظلك وخلدك المليك مدى الليالي * وأغزر في أديم الأرض وبلك وها انا قد أدبتك بأسواطي وكررت في الطواف بكعبة نصحك أسابيع أشواطي:
دونك كأس النصح فاشرب بها * ووجه النفس إلى ربها فان أبت الا خلاف الهدى * فاكفف هداك الله من غربها وذكرنها عرصات البلا * وموقفا تسال عن ذنبها وحر نار نورها ظلمة * أعوذ بالرحمن من لهبها فكن لوصيتي من الحافظين لا من الخافضين ولا تكن ممن يجعل العظات عضين، وإياك أن تكون مضروب المثل ان الموصين بنو سهوان فتتعرض بذلك عند الله للهوان أعوذ بالله أن تكون وأساله اصلاح بالك واستقامة أحوالك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 3  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست