responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 83

بأرض طيبة زاكية فهم الأوصياء الطيبون واما مدة ملكة ع فالمروي من طريق أهل السنة كما مر في تضاعيف الاخبار التي نقلناها من طرقهم فيما تقدم انه يملك أو يلبث سبعا وروي يملك سبعا أو عشرا وروي يملك عشرين سنة وروي يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا وروي يعيش سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين وروي يلبث ستا أو سبعا أو ثماني أو تسع سنين اما المروي من طرق الشيعة فعن الصادق ع انه يملك سبع سنين تطول له الأيام حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ونحوه عن الباقر ع فقيل له جعلت فداك فكيف تطول السنون قال يأمر الله الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون قيل له انهم يقولون إن الفلك ان تغير فسد قال ذلك قول الزنادقة فاما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق الله القمر لنبيه ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون وأخبر بطول يوم القيامة وانه كالف سنة مما تعدون وعن الباقر ع ان القائم ع يملك ثلثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم وعنه ع والله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاث مائة سنة وثلاث عشرة سنة ويزداد تسعا قيل له ومتى يكون ذلك قال بعد موت القائم قيل وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته وفي عدة روايات عن الصادق ع ملك القائم منا تسع عشرة سنة وأشهر وعن الحسن بن علي عن أبيه ع يبعث الله رجلا في آخر الزمان إلى أن قال يملك ما بين الخافقين أربعين عاما فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه قال المفيد عليه الرحمة بعد ذكر رواية السبع سنين التي كل سنة مقدارها عشر سنين التي تقدمت ما لفظه وقد روي أن مدة دولة القائم ع تسع عشرة سنة تطول أيامها وشهورها على ما قدمناه وهذا أمر مغيب عنا وانما القي إلينا منه ما يفعله الله تعالى بشرط يعلمه من المصالح المعلومة جل اسمه فلسنا نقطع على أحد الأمرين وإن كانت الرواية بذكر سبع سنين أظهر وأكثر وفي البحار الاخبار المختلفة في أيام ملكه بعضها محمول على جميع مدة ملكه وبعضها على زمان استقرار دولته وبعضها على حساب ما عندنا من الشهور والسنين وبعضها على سنيه وشهوره الطويلة والله أعلم.
واما ما تكون عليه الأرض وأهلها مدة ملكه فعن الصادق ع ان قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها بنور ربها خ ل واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ولد ذكر لا يولد فيهم أنثى وتظهر الأرض من كنوزها حتى يراها الناس على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحدا يقبل منه ذلك استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله واما سيرته عند قيامه فعن الصادق ع إذا أذن الله له في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه وناشدهم بالله ودعاهم إلى حقه وان يسير فيهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعمل فيهم بعمله فيبعث الله جبرئيل حتى يأتيه فينزل على الحطيم يقول إلى اي شئ تدعو فيخبره فيقول انا أول من يبايعك ابسط يدك فيمسح على يده الحديث وعنه ع إذا قام القائم ع دعا الناس إلى الاسلام جديدا [1] وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق وعنه ع إذا قام القائم ع هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه [2] وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سراق الكعبة وعنه ع إذا قام القائم ع جاء بأمر جديد [3] كما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بدو الاسلام إلى أمر جديد وعن الباقر ع نحوه وزادوا ان الاسلام بدئ غريبا وسيعود غريبا كما بدئ فطوبى للغرباء وعن الباقر ع إذا خرج يقوم بأمر جديد وكتاب جديد [4] وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد وليس شانه الا القتل لا يستبقي أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم وعنه ع في حديث لكأني انظر إليه بين الركن والمقام يبايع له الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء اما انه لا ترد له راية ابدا حتى يموت وعنه ع في حديث يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويفتح الله له شرق الأرض وغربها ويقتل الناس حتى لا يبقى الا دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم يسير سيرة داود ع وفسر في بعض الأخبار الآتية بأنه لا يريد بينة وعن الحسن بن علي عن أبيه ع يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته ويعصم انصاره وينصره بآياته ويظهره على الأرض حتى يدينوا طوعا أو كرها يملأ الأرض عدلا وقسطا ونورا وبرهانا يدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر الا آمن ولا طالح الا صلح وتصطلح في ملكه السباع وتخرج الأرض نبتها وتنزل السماء بركتها وتظهر له الكنوز وعن الصادق ع إذا قام القائم ع حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وامنت به السبل وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الاسلام ويعرفوا بالايمان أ ما سمعت الله سبحانه يقول وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون وحكم بين الناس بحكم داود ع وحكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل منكم موضعا لصدقته ولا بره لشمول الغنى جميع المؤمنين وعن الباقر ع إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيهدم بها أربعة مساجد ولم يبق على وجه الأرض مسجد له شرف الا هدمها وجعلها جماء ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات ولا يترك بدعة الا أزالها ولا سنة الا أقامها ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم الحديث وعنه ع القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون فلا يبقى في الأرض خراب الا عمر الحديث وعنه ع إذا قام قائم آل محمد ع حكم بين الناس بحكم داود ولا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال الله عز وجل ان في ذلك لآيات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم قال المفيد وليس بعد دولة القائم ع لاحد دولة الا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك فلم يرد على القطع والثبات وأكثر الروايات انه لن يمضي مهدي الأمة الا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج والمرج وعلامات خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء والله أعلم بما يكون.
في عدد أنصار المهدي ع وأسماء بلدانهم وكيفية اجتماعهم


[1] اي إلى الاقرار والعمل بما درس من شرائع الاسلام والله العالم.
[2] المقام هو الصخرة التي كان يقوم عليها إبراهيم (ع) حين بناء الكعبة وعليها اثر قدمه وهي الآن بعيدة عن الكعبة مقابل الركن الذي فيه الحجر الأسود وعليها بناء من خشب ويصلي الناس خلفها والمروي بما درس من شرائع الاسلام كما مر.
[4] في تفسيره وبيان أحكامه.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست