responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 66

وكان أكثر اشتغاله بمكة بسماع الحديث واسماعه وصنف فيها الفتوحات المكية كتبها عن ظهر قلب جوابا لسؤال سأله عنه تلميذه بدر الحبشي ولما فرع منها وضعها في سطح الكعبة المعظمة فأقامت فيها سنة ثم أنزلها فوجدها كما وضعها لم يبتل منها ورقة ولا لعبت بها الرياح مع كثرة أمطار مكة ورياحها وما أذن للناس في كتابتها وقراءتها الا بعد ذلك وحكي عنه أيضا في أوائل اليواقيت والجواهر انه كان يقول لم يبلغنا عن أحد من القوم انه بلغ في علم الشريعة والحقيقة ما بلغ الشيخ محيي الدين ابدا وقال الفيروزآبادي واما كتبه رضي الله عنه فهي البحار الزواخر التي ما وضع الواضعون مثلها ومن خصائصها ما واظب أحد على مطالعتها الا وتصدر لحل المشكلات في الدين ومعضلات مسائله وهذا الشأن لا يوجد في كتب غيره ابدا وهذا يسير من ثنائه عليه واستيفاؤه يطول به المقام وقد نقلناه في كتاب البرهان على وجود صاحب الزمان وحكى في اليواقيت والجواهر الثناء عليه من جماعة كثيرة من العلماء منهم الشيخ كمال الدين الزملكاني وقطب الدين الحموي وصلاح الدين الصفدي وقطب الدين الشيرازي وفخر الدين الرازي والامام السبكي وغيرهم ممن يطول الكلام بتعدادهم وذكر ثنائهم عليه اما عبارة الفتوحات المصرحة بالمطلوب فهي ما نقله عنها الشعراني في أوائل المبحث الخامس والستين من اليواقيت والجواهر بما هذا لفظه وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلثمائة من الفتوحات واعلموا انه لا بد من خروج المهدي ع لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا ولو لم يكن من الدنيا الا يوم واحد طول الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة وهو من عترة رسول صلى الله عليه وآله وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها جده الحسين بن علي بن أبي طالب والده حسن العسكري ابن الإمام علي النقي بالنون ابن محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يواطئ اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [1] يبايعه المسلمون ما بين الركن والمقام يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخلق بفتح الخاء وينزل عنه في الخلق بضمها إذ لا يكون أحد مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أخلاقه والله تعالى يقول وانك لعلى خلق عظيم هو أجلي الجبهة اقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية يأتيه الرجل فيقول يا مهدي اعطني وبين يديه المال فيحثي له في ثوبه ما استطاع ان يحمل يخرج على فترة من الدين يزع الله به ما لا يزع بالقرآن يمسي الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما يمشي النصر بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يقفو اثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل ويعين الضعيف ويساعد على نوائب الحق يفعل ما يقول ويقول ما يفعل ويعلم ما يشهد يصلحه الله في ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين من ولد إسحاق يشهد الملحمة العظمى مادبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله ويقيم الدين وأهله وينفخ الروح في الاسلام يعز الله به الاسلام بعد ذله ويحييه بعد موته يضع الجزية ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيا لحكم به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص عن الرأي يخالف في غالب احكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم ان الله تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهدا قال الشعراني وأطال يعني الشيخ محيي الدين في ذكر وقائعه معهم ثم قال يعني الشيخ محيي الدين واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به المسلمون خاصتهم وعامتهم وله رجال الهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء له يتحملون اثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله تعالى ينزل عليه عيسى بن مريم ع بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكئا على ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر فيتنحى له الامام عن مكانه فيتقدم فيصلي بالناس يأمر الناس بسنته صلى الله عليه وآله وسلم يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض الله المهدي طاهرا مطهرا وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق ويخسف بجيشه في البيداء فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته وقد جاءكم زمانه وأظلكم أوانه وقد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني ثم جاء بينهما فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء وسفكت دماء فاختفى إلى أن يجئ الوقت الموعود فشهداؤه خير الشهداء وامناؤه أفضل الأمناء قال الشيخ محيي الدين وقد استوزر الله له طائفة خبأهم الله تعالى له في مكنون غيبه إلى أن قال وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي لكن لا يتكلمون الا بالعربية لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء إلى أن قال يفتحون مدينة الروم بالتكبير فيكبرون التكبيرة الأولى فيسقط ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور ويكبرون الثالثة فيسقط الثالث فيفتحونها من غير سيف إلى أن قال ويقتلون كلهم الا واحدا منهم في مرج عكا في المأدبة الآلهية التي جعلها الله تعالى مائدة للسباع والطيور والهوام.
السادس نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي وقيل الشافعي صاحب شرح كافية ابن الحاجب المشهور.
في شواهد النبوة قال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية بعد ذكر الطريقة النقشبندية وذكر جملة من مشائخها ما لفظه ومنهم الشيخ العارف بالله عبد الرحمن بن أحمد الجامي اشتغل أولا بالعلم الشريف وصار من أفاضل عصره ثم صحب مشائخ الصوفية وتلقن كلمة التوحيد من الشيخ العارف بالله تعالى سعد الدين الكاشغري وصحب الخواجة عبيد الله السمرقندي وانتسب إليه أتم الانتساب إلى أن قال وكان مشتهرا بالعلم والفضل وبلغ صيت فضله إلى الآفاق حتى دعاه السلطان بايزيد خان إلى مملكته وأرسل إليه جوائز سنية إلى أن قال وحكى المولى الأعظم سيدي محيي الدين الفناري عن والده المولى علي الفناري وكان قاضيا بالعسكر المنصور للسلطان محمود خان أنه قال قال لي السلطان يوما ان الباحثين عن علوم الحقيقة المتكلمون والصوفية والحكماء ولا بد من المحاكمة بين هؤلاء الطوائف فقلت له لا يقدر على المحاكمة بينهم الا المولى عبد الرحمن الجامي فأرسل السلطان إليه رسولا مع جوائز سنية والتمس منه المحاكمة المذكورة فكتب رسالة حكم فيها بين هؤلاء الطوائف في مسائل ست منها مسالة الوجود وأرسلها إلى السلطان ثم عد من مصنفاته شرح الكافية وشواهد النبوة بالفارسية ونفحات الأنس بالفارسية وسلسلة الذهب طعن فيها على طوائف الرافضية إلى أن قال وكل تصانيفه مقبولة عند العلماء الفضلاء وأثنى عليه ثناء بليغا محمود بن سليمان الكفوي في


[1] ليس في الأصل المنقول عنه ذكر وآله في جميع المواضع كما هي عادة الكثيرين في استعمال الصلاة البتراء المنهي عنها. المؤلف

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست