responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 61

بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين فولد له أبو جعفر هو الصدوق وأبو عبد الله من أم ولد وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول سمعت أبا جعفر يقول انا ولدت بدعوة صاحب الامر ع ويفتخر بذلك وروى الشيخ في كتاب الغيبة عن ابن نوح عن ابن سورة القمي عن جماعة من مشائخ أهل قم ان عليا بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه ان يسال الحضرة ان يدعو الله ان يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب انك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين قال وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له قال ابن سورة كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الامام لكما وهذا أمر مستفيض في أهل قم وروى الصدوق في اكمال الدين عن محمد بن علي الأسود أنه قال سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه بعد موت محمد بن عثمان العمري ان أسال أبا القاسم الروحي ان يسال مولانا صاحب الزمان ان يدعو الله ان يرزقه ولدا ذكرا فسألته فانهى ذلك ثم اخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام انه قد دعا لعلي بن الحسين وانه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاد قال الصدوق قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود وسألته في أمر نفسي ان يدعو الله لي ان ارزق ولدا ذكرا فلم يجبني وقال ليس إلى هذا سبيل فولد لعلي بن الحسين تلك السنة ابنه محمد وبعده أولاد ولم يولد لي قال الصدوق كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه كثيرا ما يقول لي إذا رآني اختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه وارغب في كتب العلم وحفظه ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الامام ع وقال الشيخ في كتاب الغيبة قال أبو عبد الله بن بابويه عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي الأسود فإذا نظر إلى اسراعي في الأجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول لا عجب لأنك ولدت بدعاء الامام أقول ومعجزات المهدي ع كثيرة مذكورة في كتب أصحابنا ولو أردنا استقصاءها لطال المجال وفيما أوردناه كفاية للغرض الذي نتوخاه في كتابنا هذا والله الهادي.
في دفع الشبهات التي وردت في أمر المهدي ع الشبهة الأولى إن طول العمر بهذه المدة مستبعد بل غير واقع عادة كيف وقد مضى عليه الآن ما يزيد عن ألف وتسع وثمانين سنة كما مر والجواب أن الاستبعاد ليس دليلا ولا يعارض الدليل وقد عرفت قيام الأدلة العقلية والنقلية على ولادته وغيبته فهل يجوز أن ندفعها بالاستبعاد مع أنه لا استبعاد في ذلك بعد نص القرآن العظيم على مثله في نوح وأنه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ونقل أنه عاش ألفا وثلثمائة سنة وفي رواية عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه عاش ألفا وأربعمائة وخمسين سنة وعاش آدم تسعمائة وثلاثين سنة كما هو مذكور في التوراة وعاش شيث تسعمائة واثنتي عشرة سنة وجاءت الروايات ببقاء الخضر إلى الآن قال الطبرسي في إعلام الورى أجمعت الشيعة وأصحاب الحديث بل الأمة بأسرها خلا المعتزلة والخوارج على أن الخضر موجود في هذا الزمان حي كامل العقل ووافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب انتهى وكذلك الياس وإدريس ونص القرآن الكريم على بقاء عيسى ورفعه إلى السماء وجاءت الروايات المتفق عليها بين الفريقين على أنه ينزل عند خروج المهدي ويصلي خلفه فكيف جاز بقاء المأموم طول هذه المدة وحياته وامتنع بقاء الامام هذا مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال كل ما كان في الأمم السالفة يكون في هذه الأمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وجاءت روايات الفريقين بحياة الدجال وهو كافر معاند مضل وبقائه إلى خروج المهدي فيقتله المهدي فكيف امتنع في ولي الله ما وقع مع عدو الله ونسب معتقده إلى الجهل وسخافة العقل ونص الكتاب العزيز على بقاء إبليس إلى يوم القيامة وهو غاو مضل وقد صنف أبو حاتم السجستاني كتابا خاصا بالمعمرين وقد نص القرآن الكريم على بقاء أهل الكهف احياء وهم نيام وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد فلبثوا في رقدتهم الأولى ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا كما نطق به القرآن العظيم فأيهما أعجب وأغرب وأبعد بقاء رجل يأكل ويشرب ويمشي وينام ويستيقظ ويتنظف مدة طويلة أم بقاء أشخاص نيام في مكان واحد لا يأكلون ولا يشربون ولا يتنظفون. وقد نص القرآن الكريم على إماتة عزير مائة عام ثم احيائه وطعامه لم يتسنه ولم يتغير وحماره معه فأيهما أعجب هذا أم بقاء المهدي وقد نص الكتاب العزيز على بقاء أهل الجنة والنار وجاءت الأخبار بلا خلاف بان أهل الجنة لا يهرمون ولا يضعفون ولا يحدث بهم نقصان في الأنفس والحواس ومن أراد استقصاء أخبار المعمرين فليرجع إلى كتابنا البرهان على وجود صاحب الزمان. وقد شاهدنا في زماننا بقاء الأجسام بعد الموت محفوظة بالأدوية ألوفا من السنين في الملك الذي أخرج من صيدا وهو في تابوت مغمورا بالماء لم يفقد من جسمه شئ ونقل بتابوته إلى القسطنطينية في عهد السلطان عبد الحميد العثماني وتاريخه قبل المسيح ع وشاهدنا في مصر أجسام الفراعنة محنطة باقية من عهد موسى ع أو قبله باكفانها والتماسيح المحنطة والمعزى والحنطة والخبز وغير ذلك وبهذه السنين استخرج في مصر أحد الفراعنة المسمى توت عنخ امون وجسمه لم يبل ومائدته أمامه عليها الفواكه فإذا جاز على الله تعالى أن يلهم عباده معرفة الأدوية الحافظة لأجسام الموتى والحيوانات وغيرها ألوفا من السنين أ ما يجوز عليه أن يطول عمر شخص ويبقيه حيا زمانا طويلا وقد ضرب السيد ابن طاوس رحمه الله في كتاب كشف المحجة مثلا لرفع استبعاد بقاء المهدي حيا بين الناس مدة طويلة وهم لا يعرفونه حين حصلت بينه وبين بعض علماء بغداد من أهل السنة مناظرة في ذلك فقال لو أن رجلا حضر إلى بغداد وادعى أنه يستطيع المشي على الماء وضرب لذلك موعدا أ ترى أن أحدا من أهل بغداد كان يتخلف عن ذلك الموعد لا شك أنه لا يتخلف أحد أو يتخلف النادر ثم إذا حضر في اليوم المعين ومشى على الماء وقال إنه في اليوم الثاني يريد أن يفعل مثل ذلك أ فكان يحضر من الناس مثلما حضر في اليوم الأول لا شك أن الحاضرين يكونون أقل من اليوم الأول بكثير وإذا قال إنه في اليوم الثالث يريد أن يفعل مثل ذلك فلا شك أنه لا يحضره أحد أو يحضره النادر وإذا تكرر ذلك منه كثيرا لا ينظر إليه أحد ولا يستغرب منه ذلك فكذلك المهدي ع لما كان بقاء مثله زمنا طويلا قليل يستغربه الناس ولو نظروا إلى تكرر وقوعه في الأعصار السابقة يرتفع الاستغراب وأقول انه

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست