responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 558

انا لفي زمن ترك القبيح به * من أكثر الناس احسان واجمال ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته * ما فاته وفضول العيش أشغال وقوله:
يرى الجبناء ان العجز حزم * وتلك خديعة الطبع اللئيم وكل شجاعة في المرء تغني * ولا مثل الشجاعة في الحكيم وكم من غائب قولا صحيحا * وآمته من الفهم السقيم ولكن تأخذ الآذان منه * على قدر القرائح والعلوم وقوله:
ولقد رأيت الحادثات فلا أرى * يققا يميت ولا سوادا يعصم والهم يخترم الجسيم نحافة * ويشيب ناصية الصبي ويهرم ذو العقل يشقى في النعيم بعقله * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم لا يخدعنك من عدو دمعه * وارحم شبابك من عدو يرحم لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى * حتى يراق على جوانبه الدم والظلم من شيم النفوس فان تجد * ذا عفة فلعلة لا يظلم ومن البلية عذل من لا يرعوي * عن جهله وخطاب من لا يفهم ومن العداوة ما ينالك نفعه * ومن الصداقة ما يضر ويؤلم وقوله:
ارى كلنا يبغي الحياة لنفسه * حريصا عليها مستهاما بها صبا فحب الجبان النفس اورده البقا * وحب الشجاع الحرب اورده الحربا ويختلف الرزقان والفعل واحد * إلى أن ترى احسان هذا لذا ذنبا وقوله:
وفيك إذا جنى الجاني أناة * تظن كرامة وهي احتقار بنو كعب وما أثرت فيهم * يد لم يدمها الا السوار بها من قطعة ألم ونقص * وفيها من جلالته افتخار لهم حق بشركك في نزار * وأدنى الشرك في نسب جوار لعل بينهم لبنيك جند * فأول قرح الخيل المهار وما في سطوة الأرباب عيب * ولا في ذلة العبدان عار وقوله:
من اقتضى بسوى الهندي حاجته * أجاب كل سؤال عن هل بلم ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة * بين الرجال وان كانوا ذوي رحم هون على بصر ما شق منظره * فإنما يقظات العين كالحلم لا تشكون إلى خلق فتشمته * شكوى الجريح إلى الغربان والرخم وكن على حذر للناس تستره * ولا يغرنك منهم ثغر مبتسم وقت يضيع وعمر ليت مدته * في غير أمته من سائر الأمم أتى الزمان بنوه في شبيبته * فسرهم واتيناه على الهرم وقوله:
الرأي قبل شجاعة الشجعان * هو أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس مرة * بلغت من العلياء كل مكان ولربما طعن الفتى أقرانه * بالرأي قبل تطاعن الأقران لولا العقول لكان أدنى ضيغم * أدنى إلى شرف من الإنسان وقوله:
لحى الله ذي الدنيا مناخا لراكب * فكل بعيد الهم فيها معذب ألا ليت شعري هل أقول قصيدة * ولا أشتكي فيها ولا أتعتب وبي ما يذود الشعر عني أقله * ولكن قلبي يا ابنة القوم قلب أما تغلط الأيام في بان ارى * بغيضا تنائي أو حبيبا تقرب وقوله:
أبي خلق الدنيا حبيبا تديمه * فما طلبي منها حبيبا ترده وأسرع مفعول فعلت تغيرا * تكلف شئ في طباعك ضده وقوله:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه * وصدق ما يعتاده من توهم وعادى محبيه بقول عداته * وأصبح في ليل من الشك مظلم وما كل هاو للجميل بفاعل * ولا كل فعال له بمتمم وأحسن وجه في الورى وجه محسن * وأيمن كف فيهم كف منعم وأشرفهم من كان أشرف همة * وأكثر اقداما على كل معظم لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها * سرور محب أو مساءة مجرم وقوله:
فؤاد ما تسليه المدام * وعمر مثل ما تهب اللئام ودهر ناسه ناس صغار * وإن كانت لهم جثث ضخام وما انا منهم بالعيش فيهم * ولكن معدن الذهب للرغام فشبه للشئ منجذب إليه * وأشبهنا بدنيانا الطغام ولو لم يعل الا ذو محل * تعالى الجيش وانحط القتام ولو حيز الحفاظ بغير عقل * تجنب عنق صيقله الحسام ابتكار المعاني في المراثي والتعازي كقوله:
من لا يشابهه الاحياء في شيم * أمسى يشابهه الأموات في الرمم وقوله:
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا * وأعيا دواء الموت كل طبيب سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها * منعنا بها من جيئة وذهوب تملكها الآتي تملك سالب * وفارقها الماضي فراق سليب علينا لك الاسعاد إن كان نافعا * بشق قلوب لا بشق جيوب فرب كئيب ليس تندى جفونه * ورب كثير الدمع غير كئيب وللواجد المكروب من زفراته * سكون عزاء أو سكون لغوب وقوله:
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى * ان الكواكب في التراب تغور ما كنت آمل قبل نعشك ان ارى * رضوى على أيدي الرجال تسير خرجوا به ولكل باك خلفه * صعقات موسى يوم دك الطور حتى أتوا جدثا كان ضريحه * في كل قلب موحد محفور كفل الثناء له برد حياته * لما انطوى فكانه منشور الايجاع في الهجاء كقوله:
ان أوحشتك المعالي * فإنها دار غربه أو آنستك المخازي * فإنها لك نسبه

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 558
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست